خاص أخبار ع النار- علاء عواد
مع توجه الأنظار إلى حلب والتقدم السريع الذي تكتسبه فصائل المعارضة السورية ضد قوات النظام السوري وصولا إلى سيطرتها على أغلب المناطق في المدينة التي تعتبر ثاني كبرى المدن السورية وما يترتب على ذلك من تساؤلات حول إن كانت هذه التطورات ستشعل فتيل الحرب الأهلية مجددا في البلاد؟
بدأ الهجوم، الأربعاء الماضي، بعد أن شكل المقاتلون تحالفًا جديدًا يسمى “قيادة العمليات العسكرية”.
واجتاحوا بسرعة القرى خارج حلب، ويقول السكان إنهم يسيطرون على جزء كبير من المدينة، ولم يواجهوا مقاومة تذكر على طول الطريق.
ويقول المقاتلون إنهم يسعون إلى تحرير الأراضي المحتلة وكانوا يردون على الهجمات المتزايدة من قبل القوات الحكومية والجماعات المسلحة الموالية لإيران.
وتمثل خسارة حلب انتكاسة كبيرة لقوات الأسد حيث كانت حلب ذات يوم أكبر مدينة في سوريا من حيث عدد السكان وعاصمتها الاقتصادية، وهي واحدة من أقدم المدن المأهولة بالسكان في العالم.وكانت حلب أيضًا المعقل الرئيسي للمقاتلين حتى استولى عليها الأسد في عام 2016. ومع استعادتها من قبل المقاتلين لم يعودوا محاصرين في إدلب، وهو ما قد يؤدي إلى إحداث تأثير الدومينو.
وهنا يكشف التقدم السريع لفصائل المعارضة المسلحة في شمال سوريا، على حساب النظام السوري والميليشيات الداعمة له، عن “انهيار واضح في سلسلة القيادة والأوامر”، حسب ما يقول خبراء عسكريون في تطورات خلقت خلال الأيام الماضية جوا ضبابيا طرح الكثير من التساؤلات
ويرى محللون عسكريون أن سر الانهيار العسكري السريع للنظام السوري “يكمن في أن القوات التي كان يضعها بالمنطقة المستهدفة، لم تكن ذات قدرة قتال أو تثبيت ودفاع”.
على العكس، كانت تلك القوات ومنذ سنوات أشبه بـ”عناصر لتعبئة الجبهات والأماكن”. ومن الواضح أيضا أن النظام السوري كان يشعر “بشيء من الطمأنينة حيال عدم تعرضه لعمل عسكري كبير ومفاجئ”
ولا يستبعدون ايضا أن يكون وراء الانهيار المتسارع “غياب الكفاءة العسكرية لقوات النظام السوري”، وقد يكون مرتبطا أيضا بـ”الانسحابات الأخيرة لعناصر حزب الله والميليشيات الإيرانية، بعدما تعرضت لضغوط في سوريا وفي ساحات أخرى مثل لبنان، فضلا عن غياب التغطية الجوية من قبل روسيا”.