ديربي الهلال الخصيب !

بقلم: د. حازم قشوع

أخبار ع النار- لم يسجل كاتب التاريخ يومًا أن النشمي الأردني هُزم أمام الغضنفر، مهما بلغت قوته وعلا مجده. والتفت الجموع حوله حتى فى حاضنته، فالنشمي يمتلك الحكمة المقرونة بالإرادة، التي تجمع بين رغبة الانتصار وعزيمة الثقة في تحقيق الفوز. ومن إيمانه بقدرته على تجاوز التحديات، تبرز قوته حتى لو كان خصمه بحجم الأسد. وهذا ما يميز النشمي عن غيره؛ ويجعله متفوق دائما على خصومه، فكلما علا ميزان التحدي، ازدادت عزيمته لتحقيق الإنجاز، مما جعل التفوق في الميدان سمة من سمات الأردن وشعبه، بجملة عنوانها “اجتياز التحديات سمات النشامى”، التي أصبحت للأردن عنوان.

والنشمي رغم الظروف القاسية، وشح الموارد والإمكانات، يتكيف النشمي الأردني مع واقعه، مما جعله يتطلع دائمًا لتحقيق الإنجازات رغم جسامة الصعاب. هذه التحديات ولدت من رحم المعاناة، وساهمت في صقل الإنسان الأردني ليصبح رمزًا للصلابة والعزيمة، ليتشكل بأبهى صوره وجعلت منه انسانا يحمل سمة النشمي.

اليوم، يلتقي منتخبنا الوطني في موقعه مفصلية موندياليه حاسمة ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم على أرض “بصره الرافدين” في العراق. هذه المدينة التي تجسد التقاء فرات الجنة بدجلة تراب البشرية، حيث جنان نخيل العراق الذي جبلت منه البشرية هيئتها الترابية، ومنحت للعالم رسالة الإنسانية على يد أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام. الذى كون الركن الثلاثي المقدس لحضارة بلاد الرافدين بين حاضنة البركة في الشام المقدس ببركة القدس وبين بيت المجد بعنوان الحجاز، حيث حولت باب بكه الى منزله مكه بعنوان بيت الله، لتكون عنوان السكينه موصولا الحضاره الانسانيه من بصرى مفترق البحرين فى دلتا مصر إلى ملتقى البحرين في حضارة البصره.

لتؤكد خطوطها الموصولة على عروبة المحتوى الجامع للحضاره الانسانيه، بين انهر الجنه من نيل الطهارة إلى فرات العذوبه والأصالة بعناوين جامعه كانت دائما مزينة بالسمه الهاشمية ورسالتها المجيدة، التى حافظت على العروبة وعملت من أجل تعظيم رسالتها لتبقى راية الضاد خفاقة في سماء المجد، وتشكل فى مضمونها عنوان قبس يزين سماء البشرية ويضيء للإنسانية ناموس العتمة كلما حادت عن طريقها، او اعترت مسيرتها شائبة، وهي العلاقه الاصيله التى تجمع بين نهر الخلود حيث نهر الأردن مع ملتقى انهر الجنه فى بصرى الرافدين الذي سبق مجدها عنوان مجد الأمة في بغداد المنصور.

كتيبة النشاما، زعيم آسيا بلا منازع أو مقارع، تشق طريقها نحو التأهل إلى المونديال لأول مرة في تاريخها. تأمل في الانضمام إلى الكوكبة العربية التي سبقتها إلى هذا المحفل العالمي، العراق والسعودية والإمارات وقطر والكويت في المشرق العربي، ومصر وتونس والجزائر والمغرب في المغرب العربي. إنما تنزل نزل مبارك فى ارض الرافدين ابتغاء للفوز الذى تستحقه وهي تتزين بكوكبة من النشامى الذين أثبتوا حضورهم على الساحة الدولية كما العربيه والاردنية تأمل أن تحقق الفرحه والبهجه والسرور، عبر هذه المنازلة التي انتصرت فيها في الدوحة، وستعود بإنجاز رفيع من البصرة كما هو متوقع، بعد أن استعاد المنتخب الوطنى صفوفه، حيث يتوقع أن يظهر بالمستوى الرفيع الذي ميز الأردن وامتاز فيه فريق النخبة من نشاما العرب فى مواجهتهم المرتقبة مع اسود الرافدين.

مهما كانت النتيجة، سواء عراقية أو أردنية، فإن الفوز سيكون للعرب جميعًا. سنفرح للفائز ونشجع الأداء المميز، سواء كان أردنيًا أو جاء عراقيًا. فالوطن العربي يلعب لإثبات مكانته وبيان حضوره في مسرح الأحداث الرياضية، كونه يحمل رسالة تجاه الإنسانية، وهو يدخل معترك لعب كرة القدم وعينه على الرسالة التي يحملها عنوان عروبته تجاه قضيته المركزية التي تقول، “كل العرب فلسطين وفلسطين لن تهزم” فهى دائما حاضره بالعقول كما هي حاضرة في الملاعب الرياضية التي ستهتف لها لأنها تمثل صوت العدالة وعنوان الحرية، وقضيتها تمثلنا جميعا فستبقى دائما حاضره طالما كان العربي حاضرا لاسيما فى ديربي الهلال الخصيب.

إقرأ الخبر السابق

توقيف موظف في CIA متهم بتسريب وثائق بشأن خطط “إسرائيل” لضرب إيران

اقرأ الخبر التالي

المركز الثقافي الصيني يطلق مهرجان بكين السينمائي الدولي

الأكثر شهرة