الروبوتات القاتلة خطر يهدد البشرية وواجب المجتمع الدولي في ردعها

بقلم: مريم بسام بني بكار

أخبار ع النار- ظهر في الآونة الاخيرة انتشار الروبوتات في كثير من دول العالم في شتى نواحي الحياة كالمطاعم والمنازل والمعارض وغيرها، ولكن هذه الروبوتات لها جانبين يؤثران على البشرية الاول هو جانب إيجابي في مواكبة عصر التكنولوجيا وتوفير الوقت والجهد والمال في اي عمل، اما الجانب الثاني فهو الجانب السلبي ويكمن في غياب العنصر الحسي لانه مجرد آلة مبرمجة تنفذ أعمال محددة وأيضا سيقلل من عدد العمال والأيدي البشرية وبالتالي زيادة البطالة وأيضا يحتاج دائما إلى المراقبة لانه بالنهاية عبارة عن مجموعة من الخوارزميات المنظمة لتحقيق أعمال محددة وقد يعجز الروبوت عن تنفيذ أي عمل خارج هذه البرمجيات ومن ناحية أخرى فإنه مصدر قلق وعدم ارتياح من أن يخرج عن السيطرة ويصبح خطرا على المكان الذي يوجد به وعلى الشخص المبرمج نفسه.
وقد ظهر نوع هو الاكثر خطرا على البشرية ويستخدم في الجوانب العسكرية والحروب يطلق عليه “الروبوتات القاتلة” وهي أنظمة رقمية مستقلة مزودة بأسلحة فتاكة ذكية يمكنها القتال والعمل بشكل مستقل عن سيطرة الإنسان وتعد من اخطر الأسلحة على سلامة البشرية بل وأخطر من الأسلحة النووية.
و قد بادرت بعض الجمعيات الإنسانية وحقوق الإنسان باستنكار واستهجان لهذه الاسلحة وذلك لمنع روبوت مبرمج مسبقًا للقتال من ارتكاب جرائم إبادة جماعية أو جرائم دمار شامل. فطالبت بشدة المجتمع الدولي تبني وضع قوانين ولوائح تحظر الصناعة والتطوير والمتاجرة والاستخدام غير الشرعي لهذه الأسلحة الفتاكة كما طالبت بتجريم وتحديد المسؤولية الدولية عن اخطائها لمن يتسبب فيها، اذ بدون مثل هذه القوانين واللوائح، فإن الروبوتات القاتلة ستهدد الاستراتيجيات النووية الحالية وستزيد من مخاطر الهجمات العسكرية وستكون مصدر لتهديد الأمن والسلم الدوليين والبشرية برمتها.
والخطر في هذه الاسلحة يكمن في انها تكون محددة الأهداف مسبقا حسب البرمجة لأنظمة الأسلحة وتقوم بالمهاجمة دون أن يكون للمبرمج أي دور في تسيير قراراتهم سوى البرمجة وكتابة الخوارزميات التي تتعلق بالتعامل مع اهدافها مسبقا، ومثال ذلك الطائرات بدون طيار تكون السيطرة عليها جزئية والأمر الذي يزيد خطورتها قلة المشاعر والوعي اللذان يعيقان امتثالها لمبادئ الإنسانية والخطأ في التحديد الرقمي والقياسي والمنطقي عند اختيار الهدف فهي لا تستطيع التمييز بين الجنود الذين يحملون الأسلحة والأطفال الذين يحملون الألعاب على شكل سلاح وليس لديها القدرة على التمييز بين المدنيين الفارين أو الهاربين من ساحات القتال وبين المقاتلين والمسلحين وهذه الروبوتات مجرد برمجيات من المستحيل برمجة قدرتها الفطرية على التمييز بين الخطأ والصواب فلا يمكن تصميم خوارزمية تمنح سيناريوهات الحياة الصحيحة والخاطئة.
ومن الجدير بالذكر ان عدم اتخاذ أي إجراءات وقائية تردع وتقنن هذا النوع من الأسلحة سيتسبب في خروجها عن السيطرة وعدم القدرة على احتوائها وحصر انتشارها وتداولها والتي ستستخدمها العصابات والمنظمات الإرهابية لتحقيق اهدافها الإجرامية التي تستبيح الإجرام بكافة أشكاله، وأن صمت المجتمع الدولي عن عدم تجريم هذه الأسلحة واعطاءها السلطة لاتخاذ القرار في الحروب والنزاعات سيجعل مستقبل الحياة البشرية مرعبا ومخيفا.

إقرأ الخبر السابق

وزير الشباب يدعو إلى تكامل الجهود الوطنية لدعم القطاع الشبابي والرياضي (صور)

اقرأ الخبر التالي

رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا نسائيا

الأكثر شهرة