بقلم : علاء عواد
الأوضاع في قطاع غزة مقلقة ولا تطاق وكل يوم تصبح أسوأ مضعفة قدرت الناس على الصمود في غزة فقد الناس تماما الإحساس بالأمان وهم يعيشون الآن في خوف كبير مما سيحمله لهم المستقبل، ويتساءلون باستمرار عما إذا كانوا سيعيشون أصلا خلال ساعة أو ساعتين فمستوى الدمار الذي لحق بقطاع غزة يستعصي على الفهم، المنازل تمت تسويتها بالأرض فبدت كما لو أنها لم تُسكن أو كانت بها حياة من قبل.
إبادة مستمرة ومجازر تتواصل ونزوح لا يتوقف، آلة الحرب الإسرائيلية تفتك بكل مقومات الحياة، فكل السبل تقطعت بالسكان في غزة، ولا يكاد يمر يوم من دون ارتكاب جرائم جديدة في القطاع الجريح، لا حل يلوح في الأفق.. ولا بوادر جدية لوقف هذه الحرب العدوانية
تزامنا مع ذلك، يواصل جيش الاحتلال عدوانه على القطاع الصحي في غزة، ففي شمال القطاع تم الإعلان عن خروج جميع المستشفيات عن الخدمة نتيجة للقصف المستمر وانقطاع الإمدادات الطبية والوقود وأدى ذلك إلى تدهور كبير في الخدمات الصحية ولم يعد بإمكان المستشفيات استقبال المرضى أو تقديم الرعاية اللازمة
ووفقاً لعدد من الكتاب والمحللين السياسيين والأكاديميين والمختصين، فإن ما تقوم به إسرائيل يأتي ضمن مخطط يسعى إلى إفراغ شمال غزة من سكانه بهدف إنشاء منطقة عازلة، حيث تقوم إسرائيل باستهداف المستشفيات والمرافق الصحية لدفع المدنيين نحو الهجرة، وتعتبر هذه العمليات جزءاً من مخطط أوسع لإقامة منطقة خالية من السكان قد تتحول لاحقاً إلى مستوطنات إسرائيلية
وجيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم حالياً بعمليات إخلاء للمستشفيات في شمال قطاع غزة، في محاولة جادة للقضاء على مظاهر الصمود وكسر معنويات السكان لإجبارهم على النزوح الطوعي وهذه الإجراءات تأتي في إطار جهود الاحتلال لفرض مخططاته بإنشاء حكم عسكري في المنطقة بعد ما يسميه “تنظيف المنطقة من المسلحين”
كما وأن هناك دعوات لتنفيذ هجرة جماعية جديدة بحق الشعب الفلسطيني، حيث تسعى إسرائيل لنقل سكان شمال غزة إلى الوسط والجنوب، مع العودة للاستيطان في القطاع.
ونستشهد بمقولة بن غوريون، أحد مؤسسي إسرائيل، الذي قال: “إن على إسرائيل أن تضرب أعداءها بقوة مفرطة، لتسبب لهم صدمة لأجيال متعاقبة وتحملهم على القبول بشروطها”.
إذن حال غزة أصبح أكثر بؤسا، ونزيف الدم الفلسطيني مستمر بلا توقف في مأساة إنسانية تزداد إيلاما يوماً بعد آخر، فالبقاء على قيد الحياة لم يعد مرهونا بغارات وقذائف الاحتلال فقط، وإنما بالعطش والجوع والأمراض أيضا.