حذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن طهران، مساء السبت، من الرد على الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية في إيران، وأكد في اتصال مع نظيره الإسرائيلي على فرص نزع فتيل التصعيد في المنطقة.
وقال أوستن في بيان: “ينبغي ألا تقترف إيران خطأ الرد على الضربات الإسرائيلية، وهو ما ينبغي أن يمثل نهاية لهذا التبادل”، قائلا إن هناك حاليا “فرصة لاستخدام الدبلوماسية لتخفيف التوتر في المنطقة”.
يأتي ذلك فيما أعلنت إيران أن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف السبت مواقع عسكرية على أراضيها أسفر عن مقتل أربعة عسكريين وخلف “خسائر محدودة”، مؤكدة أنّ “من حقها وواجبها الدفاع عن نفسها”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح السبت أنّه شنّ ضربات “دقيقة وموجهة” على مواقع تصنيع صواريخ وقدرات جوية أخرى في إيران ردا على الهجوم الذي شنته طهران على إسرائيل مطلع الشهر الحالي، مهدّدا طهران بجعلها تدفع “ثمنا باهظا” في حال قررت الرد.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان: “تعتبر إيران أنّ من حقّها وواجبها الدفاع عن نفسها ضدّ الأعمال العدوانية الأجنبية، على أساس الحق الطبيعي في الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة”.
كما أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي السبت أن عزم بلاده على الدفاع عن نفسها “لا حدود له”، مضيفا “سندافع عن أرضنا ووطننا”.
وكانت إسرائيل تعهّدت الردّ على الهجوم الإيراني بالصواريخ البالستية الذي استهدفها في الأول من أكتوبر. وكان ذلك الهجوم الإيراني الثاني على إسرائيل، بعد هجوم في 13 أبريل.
من جهته، أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن السبت عن أمله في أن تكون هذه هي “النهاية” في التصعيد بين البلدين.
وقبيل السادسة صباحا، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته “قصفت منشآت تصنيع صواريخ أنتِجت فيها صواريخ أطلقتها إيران على دولة إسرائيل خلال العام الفائت”.
وتابع “ضرب الجيش الإسرائيلي منظومات صواريخ أرض-جو وقدرات جوية إيرانية إضافية، كانت تهدف إلى تقييد حرية عملية إسرائيل الجوية في إيران”.
بدوره، أكد المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري في بيان منفصل أنّه “إذا ارتكب النظام الإيراني خطأ ببدء دورة تصعيد جديدة، سنضطر إلى الرد”.
وقال “باتت إسرائيل الآن تتمتع بهامش تحرك أوسع في أجواء إيران أيضا”.
وفيما اعتبرت الولايات المتحدة الغارات الإسرائيلية “دفاعا عن النفس”، دانها العراق وباكستان وسوريا وتركيا والجزائر وتونس ومصر والسعودية والإمارات التي حذرت من المزيد من التصعيد. وقال الأردن إن الطائرات الإسرائيلية لم تستخدم مجاله الجوي.
يذكر أن إيران نفّذت هجومها الأول بالصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل ردّا على غارة إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق قتل فيها قادة وعناصر في الحرس الثوري الإيراني.
وجاء الهجوم الثاني ردّا على مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ومعه قيادي في الحرس الثوري في غارات إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر ومقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في هجوم نسبت الى إسرائيل في طهران في 31 يوليو.
ورغم المخاوف، استمرت الحياة كالمعتاد في طهران وتل أبيب.