وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى العاصمة السعودية، الرياض، قادما من تل أبيب التي أجرى فيها لقاءات ومباحثات بشأن الحرب على غزة ولبنان وتداعياتها الإقليمية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر اليوم الأربعاء إن الوزير أنتوني بلينكن سيسافر إلى بريطانيا هذا الأسبوع بعد جولة في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن بلينكن -الموجود الآن في الرياض بعد زيارة لإسرائيل- سيعقد اجتماعات مع زعماء عرب في لندن.
هذا، وقد حث بلينكن إسرائيل على اقتناص ما اعتبرها فرصة سانحة لإنهاء الحرب بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار، زاعما أنه كان العائق الأول أمام مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
وقال إن إسرائيل نجحت في تفكيك أغلب قدرات حماس على مدى أكثر من عام من الحرب في قطاع غزة، وبالتالي ضمنت عدم تكرار هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وينبغي لها الآن أن تسعى إلى تحرير 101 رهينة من الإسرائيليين والأجانب وإنهاء القتال، حسب قوله.
وأضاف -في تصريحات للصحفيين لدى استعداده لمغادرة إسرائيل متجها إلى العاصمة السعودية الرياض في إطار جولة بالمنطقة- أنه “حان وقت تحويل هذه النجاحات إلى نجاح إستراتيجي مستدام.. التركيز يجب أن يكون على إعادة الرهائن وإنهاء هذه الحرب ووجود خطة واضحة بشأن ما سيلي ذلك”.
وأكد أن بلاده تبذل مساعي دبلوماسية حثيثة مع شركائها العرب والأوروبيين لبلورة فهم واضح بشأن طبيعة الحكم في غزة مستقبلا وإعادة إعمارها.
وشدد على أن الولايات المتحدة رفضت أي احتلال إسرائيلي لقطاع غزة، مشيرا إلى أنه تلقى تأكيدات من نتنياهو بأن إسرائيل ليس لديها مثل تلك الخطط على الرغم من ضغوط يمارسها الكثير من أعضاء حزبه للسماح للمستوطنين بالعودة.
كما أكد أن “هذه سياسة الولايات المتحدة، وستظل كذلك، وهي أيضا على حد فهمي سياسة الحكومة الإسرائيلية، وهذا ما سمعته من رئيس الوزراء الذي يملك القول الفصل في هذه الأمور”.
وكان بلينكن، قد تباحث 3 ساعات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وفقا لصحيفة “إسرائيل اليوم” حول ملفات اليوم التالي للحرب في غزة، والجبهة الشمالية والتهديد الإيراني.
وقال بلينكن إنه سيتوجه بعد إسرائيل إلى دول أخرى في المنطقة لبحث إنهاء الحرب بغزة وإعادة الرهائن.
كما قال، إنه بحث مع نتنياهو “رسم الطريق إلى السلام والأمن الدائمين للإسرائيليين والفلسطينيين على السواء”، مؤكدا أنه شدد في إسرائيل على أهمية إيصال المساعدات إلى غزة وإنهاء الحرب بطريقة توفر الأمن والاستقرار الدائمين.
ونقلت سي إن إن -عن مسؤول كبير بالإدارة الأميركية- أن بلينكن سأل نتنياهو مباشرة عمّا إذا كان يتبنى خطة قتل وتجويع في غزة، مشيرة إلى أن نتنياهو تعهد لبلينكن بأن حكومته لا تتبنى ما يعرف بـ”خطة الجنرالات”.
كما أفادت الخارجية الأميركية بأن الوزير بلينكن بحث مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الجهود الجارية لتهدئة التوتر في المنطقة، مشيرة إلى أن بلينكن “أكد أهمية إنهاء الحرب بما يضمن إطلاق الرهائن، ويهيئ الظروف لاستقرار إقليمي أوسع”.
عزل شمال غزة
هذا وقد نقلت واشنطن بوست عن مسؤول أميركي اليوم الأربعاء قوله إن واشنطن أبلغت تل أبيب بأن هناك اعتقادا بسعي إسرائيل لعزل شمال غزة، في حين قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه بحث مع الإسرائيليين رسم الطريق إلى السلام وأهمية إيصال المساعدات للقطاع وإنهاء الحرب.
وأفادت واشنطن بوست -نقلا عن مسؤول بالخارجية الأميركية- بإبلاغ واشنطن لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن هناك اعتقادا بسعي إسرائيل لعزل شمال غزة، وأن الإدارة الأميركية ترى أن إستراتيجية إسرائيل هي تهديد سكان شمال غزة بأنهم سيصبحون أهدافا.
وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن طالبت نتنياهو بإعلان موقفه “لكنه رفض تقديم هذا الالتزام”، إذ رد هو ومساعده الرئيسي بأن هذه لم تكن سياستهم على الإطلاق، وفق الصحيفة.
صفقة محدودة
من جهتها، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن أنتوني بلينكن “أخبر عائلات الرهائن أن العمل جار لإبرام صفقة محدودة لاختبار وجود طرف آخر للتفاوض”، في حين قالت صحيفة هآرتس إن “عائلات رهائن أميركيين في غزة التقت بلينكن ودعته للضغط من أجل إطلاق سراح أبنائهم”.
ويأتي ذلك بعد أن وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب أمس الثلاثاء، في زيارة هي الـ11 له منذ اندلاع حرب إسرائيل على غزة، في وقت تستمر فيه مطالبات داخل إسرائيل للحكومة بضرورة إبرام صفقة تعيد الأسرى من قطاع غزة.