رعت سمو الأميرة ريم علي، مؤسس معهد الإعلام الأردني، الخميس، حفل تخريج الفوج 15من طلبة الماجستير في المعهد، الذي جرت فعالياته في المسرح الرئيسي لمركز الحسين الثقافي.
وسلمت سموها الخريجين، والبالغ عددهم 13 خريجًا الشهادات، من بينهم الصحافية الفلسطينية نادين الشاعر ، الحاصلة على منحة الشهيدة شيرين أبو عاقلة، التي قدمها جلالة الملك عبد الله الثاني، دعمًا للصحافيات الفلسطينيات وتكريمًا لروح الشهيدة شيرين، التي اغتالتها قناصة الاحتلال الإسرائيلي، وهي تقوم بواجبها الصحفي ،في مخيم جنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين ايمن الصفدي، خلال كلمته التي ألقاها كضيف ومتحدث رئيسي في الحفل ،أن الإعلام التقليدي فقد الكثير من دوره وأدواته، حيث باتت وسائل الإعلام كثيرة ومتعددة ولم تعد صناعة الخبر مكرسة للحقيقة بل أصبح جزء منها مغلوط ومشوه، ويتم ضخها بشكل يومي، مبينًا أن الحقيقة والمعلومة الدقيقة قد غابت وسط هذه الفوضى العارمة، لذلك أصبحت الحاجة ماسة لوجود إعلام مهني محترف ودقيق، يضمن تزويد الحقيقة للمواطن.
وأضاف،” أننا أصبحنا نعيش في عصر اختلطت فيه المعلومة والرأي، حيث أصبح الرأي يقدم كمعلومة، والمعلومة تضيع وسط الفوضى غير المرتكزة إلى تحقيق وتدقيق”، مؤكدا على الدور الذي يقوم به معهد الإعلام الأردني من تزويد قطاع الإعلام بأفواج من الخريجين المتميزين والكفاءات القادرة على تقديم الإعلام النموذجي في هذه المرحلة الحساسة والتي نحتاج فيها إلى إعلام ذي صدقية.
وتطرق الصفدي إلى ما يجري اليوم من عدوان على غزة والضفة الغربية، مشيرا أن ما يجري، هو معركة السردية وتقديم القصة والحقيقة، حيث قتل الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 180 صحفيًا في لبنان وغزة ، ومنع الإعلام الدولي من الدخول إلى غزة لحجب الحقيقة ومنعها من الظهور، وبنفس الوقت أطلق ماكينته الإعلامية لتقديم الأكاذيب والسرديات المغلوطة، وعليه أصبح من واجب الصحفيين التصدي لها بالقدرة على الإقناع، والإسهام في نصرة الحق الفلسطيني.
واستعرض الصفدي الدور الأردني، بقيادة جلالة الملك في تعرية السردية الإسرائيلية وإظهار الحقيقة، وتقييم الوضع كما هو على سجيته، لتعريف العالم بجذور الصراع، وتبعات ما تقوم به من قمع وقتل واستباحة لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، مشيرًا إلى خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني في الجمعية العامة للأمم المتحدة حين قال “إنكم اعتدتم أن تروا إسرائيل عبر ما صورته على أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة”، مؤكدًا ضرورة أن يبين الصحفيين للعالم، كيف قتل الاحتلال أكثر من 50 ألف فلسطيني بصورة حقيقية ومهنية.
بدورها، قالت عميدة معهد الإعلام الأردني، الدكتورة ميرنا أبو زيد، إن مهمة الصحافة لا تقتصر على نشر الأخبار والمعلومات، بل يجب أن تخلق علاقة ورابط إنساني ومجتمعي، لذلك يعول على من يمارس مهنة الصحافة أن يكون قائدًا للتغيير وحماة للحقيقة، ولا سيما في أوقات الحروب.
وأضافت، بأن رسالة المعهد، هي رفع مستوى ممارسة المهنة إلى المثال الديمقراطي الذي نطمح إليه، ضمن معايير تتمثل بالتميز، والاحتراف الصحافي والمهنية، والحداثة والابتكار.
من جهتها، قالت الطالبة، سلام حجة، الأولى على الفوج، في كلمتها التي ألقتها نيابة عن الخريجين، إن الإبداع والابتكار خاصية وجب توافرها بالصحفيين للوصول إلى الحقيقة ونقلها، والتقاط التفاصيل الصغيرة لاكتشاف القصة وما وراءها، إضافة إلى ضرورة تزوده بالعلم والمعرفة ليتمكن من التعامل مع المعلومات بكل موضوعية وحيادية ودون التأثير عليها أو توجيهها، وأن يتحلى بالأخلاق والمهنية، لأن قصص الناس أمانة بين يديه، مؤكدة ضرورة تطوير أدوات واكتساب مهارات جديدة للاستمرار في نقل الحقيقة، خاصة في ظل الظروف الراهنه التي تشهدها المنطقة .
من جهتها، قالت الصحافية الفلسطينية، نادين الشاعر، الحاصلة على منحة شيرين أبو عاقلة، خلال كلمة لها، إن استهداف شيرين أبو عاقلة كان استهداف ممنهج ومباشر للصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، لاقتلاع عين الحقيقة وقتلها .
ولفتت الشاعر إلى أن دعم جلالة الملك عبدالله الثاني، اتاح لها فرصة الوقوف كصحفية فلسطينية جديدة، من خريجي معهد الاعلام الإردني، ولتواصل مسيرتها ويبقى صوتها يتردد في كل خبر وكل قصة يوريها الصحفيين للعالم.
وشهد الحفل، حضور أمين عام وزارة الاتصال الحكومي زيد النوايسه، والناطق الرسمي بأسم وزارة الخارجية الدكتور سفيان القضاة ، ومدير عام وكالة الانباء الاردنية فيروز مبيضين، وعدد من المسؤولين والسفراء والدبلوماسيين وأعضاء الهيئة التدريسية، وذوو الخريجين.