كتب: الدكتور محمد أمين مفلح القضاه*
قد يبدو العنوان غريباً للبعض، لكنه ليس غريباً على من عرف دولة الدكتور جعفر حسان – أبو جاد عن قرب، أو على أولئك المحيطين به. فالرجل، رغم انتقادات البعض ومخاوفهم من المرحلة المقبلة، أثبت في فترة وجيزة من توليه دفة الرئاسة أنه رجل ميدان ورجل المرحلة القادمة بلا منازع. المسؤول الذي أقسم على خدمة الأمة بلا شك يدرك حجم المسؤولية التي يتحملها، ويعمل على تنفيذ خطط واقعية قابلة للتطبيق خلال فترة توليه هذه الأمانة التي أبت السماوات والأرض أن تتحملها.
صحيح أن العديد من المواطنين قد وصلوا إلى مرحلة القرف والملل من وعود الحكومات السابقة بغدٍ أفضل، لكني أؤكد لهم أن دولة أبو جاد سيحوّل تلك الوعود البالية إلى حقائق ملموسة ووعود صادقة بغدٍ أجمل.
المطلوب منا كمواطنين الآن هو منح دولته وفريقه الوزاري الفرصة والوقت اللازمين لتحقيق هذه الوعود من خلال عدة نقاط، منها:
أولاً: التوقف عن جلد الذات والانتقاد الهدام للسياسات الحالية والسابقة، فالنقد السلبي وحده لا يجلب الخير.
ثانياً: تقديم النصح لحكومته عبر الوسائل المتاحة، واقتراح الحلول البديلة للمشكلات التي واجهها ويواجهها المواطن. باب التواصل مع الحكومة ليس مغلقاً، والجميع مدعو لتقديم المقترحات البناءة.
ثالثاً: الإبلاغ عن أي قضايا فساد أو شبهات قد تصدر عن أي مسؤول مهما كانت رتبته، فنحن جميعاً تحت مظلة قانون واحد وقضاء عادل ومنصف.
رابعاً: عدم السكوت على أي ظلم يتعرض له المواطن، بل التقدم بشكوى للجهات المعنية ومتابعتها حتى تحقيق العدالة. وفي حال عدم الإنصاف، يجب تصعيد الشكوى إلى أعلى المستويات.
خامساً: المشاركة الفاعلة في اللقاءات والندوات التي تعقدها الوزارات في مختلف المحافظات، لتقديم الاقتراحات والتساؤلات حول القضايا المحلية والإقليمية والدولية. فالعصف الذهني قد يثمر أفكاراً قيّمة يمكن أن تساهم في تحسين الأوضاع.
وفي النهاية، على دولة الدكتور جعفر حسان – أبو جاد وفريقه الوزاري أن يعملوا على تحقيق رؤى جلالة الملك، حفظه الله، وتنفيذ ما جاء في كتاب التكليف السامي. كما عليهم معالجة مواطن الخلل التي تسببت بها الحكومات السابقة، ومراجعة القرارات التي تم اتخاذها مؤخراً والتي قد يكون لها آثار سلبية على الوطن والمواطن.
ولعلّ من أبرز هذه القرارات: الضريبة المضافة على السيارات الكهربائية، وآلية تسعير المشتقات النفطية الشهرية غير المقنعة، وكذلك نظام الموارد البشرية وتعليماته التي وُلدت ميتة، مما أضر بالموظف العام الذي لا يزال يعاني من تذبذب القرارات الإدارية والإصلاحية.
أملنا كبير في دولة أبو جاد، لكن الأمل الأكبر يبقى في وعي المواطن وتعاونه.
حمى الله الملك والوطن وأبناءه المخلصين من كل شر.
*مستشار ومدير مديرية الموارد البشرية الأسبق/ وزارة التخطيط والتعاون الدولي