يتزايد الإقبال في لواء الغور الشمالي التابع لمحافظة إربد، على زراعة أشجار “الزنزلخت” نظرا لفوائدها العديدة التي تنعكس على الإنسان والبئية، حيث قامت مديرية الزراعة في اللواء خلال فترات سابقة بزراعة المئات من تلك الأشجار.
وباتت شجرة “الزنزلخت” تنتشر في اللواء على نطاق واسع، خصوصا أنها تسهم في تخفيف حدة درجات الحرارة التي تتجاوز أحيانا 50 درجة مئوية في الأغوار، بالإضافة لاستخدامها في تزيين الساحات ومداخل البيوت والحدائق وحتى الدوائر الحكومية.
ووفق مختصين، فإن هناك أهمية لتلك الشجرة في إبعاد البعوض والحشرات عن محيط المنازل، كما أنها تنتج 700 كيلوغرام من الأكسجين، وتمتص 20 ألف كيلوغرام من ثاني أكسيد الكربون، إضافة إلى أنها تمتص حوالي 80 كيلوغراما من العناصر السامة مثل الرصاص والزئبق، وتساهم في خفض درجة الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية.
وقال المهندس الزراعي هشام الرياحنة، إن “مديريات الزراعة توجهت نحو زراعة تلك الأشجار الصديقة للبيئة التي تساهم في الحفاظ على البيئة وتلطيف الأجواء خلال فصل الصيف، إذ تبلغ درجة الحرارة في الصيف حوالي 50 درجة مئوية، مما يساعد في انتشار الحشرات الزاحفة والطائرة، الأمر الذي يتطلب التفكير في حلول تساهم في الحد من تلك المشكلة”.
وأكد الرياحنة، أن “أشجار الزنزلخت تساهم في طرد وقتل الحشرات، بما في ذلك البعوض والحشرات الزاحفة والمتطايرة، كما يمكن استخدام أوراق الشجرة بطرق معينة نظرا لسميتها الشديدة لخفض درجة حرارة الجسم، بالإضافة إلى أنها تُستخدم في تقوية وتطويل الشعر ومعالجة العديد من الأمراض الجلدية المختلفة”.
وأضاف، أنه “يتم استخلاص مواد من الشجرة تساهم في وقف النزيف من خلال زيادة سرعة تجلط الدم، مشيرا إلى أن “الأبحاث التي أجريت على هذه الأشجار توصلت إلى اكتشاف مبيد حشري جديد مستخلص من بذور شجرة الزنزلخت، خال من الأضرار العامة، ويتميز هذا المبيد بقدرته على القضاء على أكثر من 200 نوع من الحشرات الضارة بالمزروعات والغابات والمخزونات، ويتميز بفاعلية كبيرة مع انخفاض نسبة الضرر البيئي، فضلا عن سهولة انحلاله دون ترك مخلفات ضارة، لهذا السبب، تُجرى بحوث بشأن أشجار الزنزلخت في أكثر من 20 دولة حول العالم”.
وبحسب المزارع محمد القويسم، من منطقة المشارع، فإن “أشجار الزنزلخت باتت شبه منقرضة لكثرة الطلب عليها، حتى بات العثور على بعض منها صعبا”، مشيرا إلى أن “مديرية الزراعة تتجه للعمل من أجل إعادة إحياء هذه الشجرة والاستفادة من فوائدها التي تعود على المزارعين والمواطنين وأهالي المنطقة”.
وأكد القويسم، أن “معظم المزارعين يتجهون إلى اقتلاع أشجار السلم التي أصبحت مصدر قلق وإزعاج للعديد من المارة والمتنزهين، إذ يزعج انتشارها السكان وخصوصا في الفترة الأخيرة”، مشددا في الوقت ذاته، على أن “شجرة الزنزلخت تعد بيئية بامتياز لكونها تقضي على الحشرات وتجعلها بعيدة عن نطاق السكن، كما أنها شجرة جميلة تصلح لزراعتها في الحدائق العامة ضمن رؤية هندسية تدمج بين الجمال والفائدة”.
وأشار إلى “دور الجهات المعنية في الدولة والجمعيات البيئية في إعادة التوعية بأهمية الزنزلخت كشجرة محلية في طور الانقراض، وتسليط الضوء على فوائدها المتعددة”.