بقلم: ممدوح الزبون
رئيس مجلس أمناء حزب الشباب الأردني
إن ما نشهده اليوم من حراك سياسي ومؤسساتي يأتي في إطار ترجمة رؤى جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي طالما أكد في خطابه على أهمية تفعيل دور الأحزاب السياسية على أرض الواقع. هذه الرؤية الملكية تستند إلى إيمان عميق بأهمية المشاركة الشعبية في صناعة القرار، وهو ما يعزز دعائم الديمقراطية التي يسعى الملك إلى ترسيخها في الأردن.
لقد شهدنا خلال الانتخابات النيابية الأخيرة ما يمكن وصفه بـ”العرس الديمقراطي”، حيث تجلت فيه الروح الوطنية، وتحقق من خلاله تطور ملحوظ في أداء الأحزاب السياسية. إذ لم تعد الأحزاب كيانات مغلقة تعتمد على الشعارات فقط، بل أصبحت شريكًا فاعلًا في تقديم الحلول والبرامج التنموية، وهو ما يصب في مصلحة الوطن والمواطن.
تأتي هذه الدعوة لتفعيل دور الأحزاب انطلاقًا من الحاجة الماسة إلى دمج المواطنين في العملية السياسية عبر برامج حزبية شاملة تعكس تطلعاتهم. وهذا لا يتحقق إلا من خلال تأطير العمل السياسي، بحيث يكون للأحزاب وجود ملموس ومؤثر في الحياة السياسية الأردنية، ليس فقط على مستوى الانتخابات، بل أيضًا على مستوى رسم السياسات العامة وتقديم الرؤى المستقبلية.
إن الأحزاب السياسية، بتفعيل دورها، ستكون القناة الأساسية التي تترجم إرادة الشعب إلى قرارات وقوانين. ونحن، في حزب الشباب الأردني، نرى أن هذه الرؤية الملكية هي السبيل الوحيد لتحقيق الإصلاح السياسي الشامل، الذي يضمن المشاركة الفاعلة للشباب والنساء وكافة فئات المجتمع في الحياة العامة.
من هنا، نؤكد أن العمل الحزبي في المرحلة المقبلة يجب أن يتجه نحو بناء شراكات حقيقية بين الدولة والمجتمع، قائمة على الحوار والانفتاح. فعلى الأحزاب أن تقدم برامج عملية تركز على الاقتصاد والتعليم والصحة، وتبتعد عن الشعارات الفارغة التي لا تخدم سوى مصالح ضيقة.
ولقد جسد العرس الديمقراطي الذي شاهدناه في الانتخابات الأخيرة هذا الاتجاه بوضوح، حيث أبدت الأحزاب التزامًا أكبر بالمشاركة السياسية، وانخرطت في التنافس على مقاعد البرلمان ليس كأفراد بل ككيانات حزبية ذات برامج واضحة.
ختامًا، إننا ندعو جميع القوى السياسية والحزبية إلى الاستمرار في هذا النهج، استجابة لرؤية جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي يرى في الأحزاب السياسية المحرك الأساسي للإصلاح والتنمية. علينا جميعًا أن نتكاتف من أجل تحقيق هذه الرؤية الطموحة، التي تصب في مصلحة الوطن وتضمن مستقبلًا مشرقًا للأجيال القادمة.