بقلم: علاء عواد
مر عام على معركة الأقصى السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023 والذي كان بداية لحرب أُشعل فتيلها في غزة، وامتدت فيما بعد إلى لبنان ولنكن منصفين ماحدث في الـ 7 من أكتوبر لم ولن يكون هو السبب الرئيسي في ماحدث جميعنا يعلم بأن الاحتلال قائم منذ سنوات وسنوات لكنه لزوال باذن الله وماحدث في السابع من اكتوبر كان حجة للكيان لابادة غزة فالمقاومة الفلسطينية موجودة ماقبل السابع من اكتوبر ومجازر الاحتلال متعاقبة في فلسطين وليس بجديد عليه وجود المقاومة .
إن معركة “طوفان الأقصى” حققت إنجازات غير مسبوقة لصالح الفلسطينيين، فضلا عن نقل الملف الفلسطيني إلى الواجهة عالميا.
بالتأكيد هناك إنجازات رغم كل الخسائر. فعملية “طوفان الأقصى” بحد ذاتها شكلت ضربة لكل العقيدة الأمنية الإسرائيلية، نحن أمام حدث أدى إلى انهيار فرقة كاملة هي “فرقة غزة” خلال ساعتين ونصف، وهذا أمر غير مسبوق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.
الإخفاق الثاني الذي منيت به أجهزة المؤسسة الاستخبارية الإسرائيلية، والجدل حول المسؤوليات بين مختلف المستويات الأمنية والسياسية والعسكرية، ستتضح تبعياته لاحقا عند تشكيل لجنة تحقيق، ستشكل زلزالا وقد تطيح برؤوس في إسرائيل أهمها نتنياهو نفسه.
ولكن أخطر ما حدث بعد هذا الطوفان هو موت القانون الدولي و الانساني ، و ظهرت حكومات دول كبرى انها نازية بامتياز وذلك بدعمها للمحرقة و الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني و انفضحت ازدواجية المعايير التي تم تطبيقها على العرق الابيض و عدم تطبيقها على المذابح ضد العرب و المسلمين و الصينين و الروس و الهنود ومنها المذابح و المجازر التي حدثت في افغانستان و العراق و سوريا على ايدي الامريكان و الأوروبيون.
حيث تم منح الكيان الماسخ الحق في الدفاع عن نفسه رغم انه يحتل فلسطين منذ 75 عامًا باجماع و اعتراف دولي موثق بقرارات الشرعية الدولية و التي تصل لالف قرار و لا تلتزم بالقانون الدولي و الانساني بل محمية بالفيتو الامريكي و اصوات الدول الغربية في مجلس الامن ، و هذه المعايير المزدوجة و المخالفة لاسس الدول الديمقراطية و مبادئها سيخلق انقساما داخل الشعوب الاوروبية و حتى داخل امريكا بسبب تلك الجرائم التي تمت على الهواء مباشرة .
التوقعات بعد هذا الطوفان كثيرة و المؤكد ان العالم سيتغير فما حدث عابر للقارات و لن يقتصر على جنوب فلسطين و لا انتقاله على شمالها بل سيصل الامر لدخول دول اقليمية المعركة و اقطاب دولية.
نعم شرق أوسط ما بعد السابع من أكتوبر ليس كما قبله، والأفق ليس واضحا بعد لأن الصراع الدائر في غزة لم يصل إلى ذروته، ويبدو أن هناك الكثير من التطورات التي ستسهم في رسم سيناريو المرحلة الشرق أوسطية المقبلة، والأمر هنا لا يقتصر على غزة، فقد اتسع نطاق الأزمة وبات يشمل جميع دول وشعوب المنطقة، واختلط الحابل بالنابل، وعادت إلى الواجهة لغة الحروب والتهديدات والشعارات والمزايدات، وبات من الصعب التكهن بما يحمله المستقبل ليس للقضية الفلسطينية فقط، بل للمنطقة بأكملها