مع استهداف القنابل الإسرائيلية قطاع غزة، يضطر سكان القطاع إلى التكدس على الحدود مع شبه جزيرة سيناء المصرية في مدينة رفح، ويقولون إنه لم يعد لديهم أي مكان للفرار إليه، وقد نزح مئات الآلاف من منازلهم، لكن مع اقتراب القصف مجدداً يخشى كثيرون من أن يكون الخيار الوحيد المتاح أمامهم للبقاء على قيد الحياة هو النزوح إلى سيناء.
لكنهم لا يريدون ذلك، ويقولون إنهم إذا نزحوا إلى سيناء فقد لا يعودون أبداً، وقالت أم أسامة (55 عاماً)، وهي من شمال قطاع غزة لكنها تعيش الآن في مدينة رفح: “خايفة أن تصل العملية العسكرية إلى رفح، ما في أمان ولا في منطقة للأسف”.
وأضافت: “بعد رفح أين نذهب؟”. ورفضت أم أسامة والعديد من سكان غزة النازحين فكرة الفرار عبر الحدود إذا كانت الظروف مواتية لذلك. وقالت: “لا نريد التهجير بتاتاً، بدنا نرجع على بيوتنا وعلى ردم بيوتنا مهما كانت”.
وقالت أم عماد (73 عاماً)، التي تعيش أيضاً في مدينة رفح: “لو خيَّروني بين أن أظل تحت القصف أو التهجير، أختار أظل… لو قيل لنا نرجع لغزة ولسه هناك ممر آمن ودبابات أرجع لغزة وأتحمل”.
طالبت إسرائيل سكان غزة بالتوجه جنوباً؛ لتجنب الوقوع في مرمى نيرانها ضد حركة حماس. لكن الجيش الإسرائيلي يقصف المناطق الجنوبية التي فر إليها السكان أيضاً.
كان شمال غزة هو المحور الأولي للهجوم الذي شنته إسرائيل على القطاع بعد هجوم لمسلحي حماس أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 شخصاً، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حسبما أعلنت إسرائيل.
وتكتسب مدينة رفح – على الحدود مع مصر – في الجنوب أهمية استراتيجية، لأنها تضم المعبر الوحيد الذي يعمل حالياً في غزة وتُسلم من خلاله المساعدات والذي لا تسيطر عليه إسرائيل، لكن المدينة بدأت تتعرض لقصف مكثف في الآونة الأخيرة.