شن الجيش الإسرائيلي غارات متتالية على الضاحية الجنوبية لبيروت فجر اليوم وذلك بعد إنذارات لسكان مبان في الضاحية الجنوبية بالإخلاء الفوري، يأتي ذلك في حين أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 55 شخصا وإصابة 156 آخرين بجروح جراء غارات إسرائيلية على مناطق مختلفة من لبنان خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقال مصدر إن الجيش الإسرائيلي شن على الضاحية الجنوبية لبيروت 9 غارات خلال نحو ساعتين. واستهدفت الغارات مناطق الحدث والرويس والشويفات وحارة حريك.
وجاءت غارة حارة حريك بعد برهة من دعوة الجيش الإسرائيلي سكّان مبنيين يقعان في الضاحية الجنوبية لبيروت وأولئك المقيمين في مبان تقع ضمن مسافة 500 متر منهما إلى إخلاء مساكنهم “فورا” حفاظا على “سلامتهم”.
وفي رسالة نشرها على منصة “إكس” وأرفقها برسوم بيانية تحدّد موقع المبنيين المعنيّين، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي: “إنذار عاجل إلى سكان الضاحية الجنوبية وتحديدا في حي حارة حريك، في المباني المحدّدة في الخريطتين والمباني المجاورة لها أنتم متواجدون بالقرب من منشآت خطيرة تابعة لحزب الله (…) من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم نطالبكم بإخلاء هذه المباني فورا والابتعاد عنها لمسافة لا تقلّ عن 500 متر”.
وبخصوص الغارتين السابقتين على الضاحية قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي في منشور على منصة “إكس”، إن إحداها قتلت ذي الفقار حناوي، قائد فرقة “الإمام الحسين” في حزب الله التي تضمّ، وفق قوله، مقاتلين من جنسيات مختلفة وتنشط ضد إسرائيل. في حين قتلت الغارة الثانية محمد جعفر قصير، “قائد الوحدة 4400 المسؤولة عن نقل وسائل قتالية من إيران ووكلائها إلى حزب الله في لبنان”.
غارات وقتلى
وقد شنت المقاتلات الإسرائيلية سلسلة غارات بعد ظهر أمس الثلاثاء على مناطق متفرقة في البقاع شرقي لبنان.
وطالت الغارات محيط مدينة بعلبك وبلدات عدة في المنطقة بينها اللبوة وطليا وسرعين وعين بورضاي ورسم الحدث، وقد استهدفت الغارات بعض المباني والسهول في المنطقة ما أدى إلى وقوع أضرار مادية جسيمة.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إنّ الغارات الإسرائيلية “في الساعات الـ24 الماضية على بلدات وقرى جنوب لبنان والنبطية والبقاع وبعلبك-الهرمل وجبل لبنان أدّت في حصيلة إجمالية إلى استشهاد 55 شخصا وإصابة 156 بجروح”.
ومنذ بدء التصعيد في أكتوبر/تشرين الأول 2023 بين إسرائيل وحزب الله، قتل 1873 شخصا، كما أفاد تقرير صادر عن وحدة إدارة مخاطر الكوارث الحكومية الثلاثاء.
كما عبر نحو 240 ألف شخص من لبنان إلى سوريا، غالبيتهم سوريون، منذ 23 سبتمبر/أيلول، وفق ما أعلنت الوحدة في التقرير نفسه. وأوضحت الوحدة أن بين العابرين 176 ألفا و80 مواطنا سوريا و63 ألفا و373 مواطنا لبنانيا.
ومنذ أيام، تنفّذ إسرائيل غارات جوية عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية وجنوب لبنان وشرقه، التي تعتبر مناطق نفوذ لحزب الله، كان أعنفها الغارات التي شنتها يوم الجمعة الماضي والتي قتلت الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
صواريخ باليستية
في غضون ذلك قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن 4 صواريخ باليستية أطلقت من لبنان وسقطت قبالة شواطئ مدينة نتانيا، شمال تل أبيب.
وكان حزب الله قد أعلن، في وقت سابق، أنه أطلق صواريخ من طراز “فادي 4” على قاعدة “غليلوت” التابعة للاستخبارات العسكرية “8200”، ومقر الموساد، بضواحي تل أبيب؛ وشدد على أن ذلك ليس سوى البداية.
وقد أعلن الإسعاف الإسرائيلي إصابة 3 أشخاص بجروح، اثنان منهم جروحهما متوسطة، جراء سقوط صواريخ وسط البلاد.
كما أُفيد بسقوط شظايا صاروخين في كفار سابا ومفرق إيال، وسط إسرائيل.
العملية البرية
وفي وقت سابق نفى مسؤول الإعلام بحزب الله محمد عفيف دخول القوات الإسرائيلية إلى لبنان حتى الآن؛ وقال، في حديث للجزيرة، إن كل الادعاءات الصهيونية بدخول قوات الاحتلال إلى لبنان كاذبة.
وأضاف عفيف أنه لم يحدث أي اشتباك بري مباشر بعد بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا استعداد المقاتلين للمواجهة مع قوات العدو التي تتجرأ أو تحاول دخول أراضي لبنان، وفق تعبيره.
كما نفى الحزب، في بيان، صحة ما قال إنها ادعاءات “العدو الصهيوني” الكاذبة عن وجود أسلحة أو مخازن أسلحة في المباني المدنية، ومن بينها مبنى قناة “الصراط” التي استهدفها بالقصف في الضاحية الجنوبية الاثنين.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الاثنين بدء عملية برية مركزة داخل الأراضي اللبنانية للمرة الأولى منذ عام 2006. وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه تمت الموافقة على مراحل العملية البرية وفقا لقرار المستوى السياسي.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قوات الفرقة 98، المكونة من لواء كوماندوز ولواء مظليين واللواء السابع المدرع، تشارك حاليا في العملية البرية في جنوب لبنان.
ونشر الجيش صورا لاستعدادات الجنود، مؤكدا توجههم صوب الجبهة الشمالية بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة للقتال في لبنان. وقد نقلت واشنطن بوست عن مسؤول إسرائيلي قوله إن التوغل البري الأوسع في لبنان ليس مطروحا على الطاولة.