قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، إنه يتعيّن على إسرائيل أن تسهل وجود وكالة “أونروا” في القدس ومناطق أخرى، لأنها ليست فوق القانون.
وأضاف الصفدي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، أن على إسرائيل بصفتها قوة محتلة أن تلتزم بالقانون الدولي الذي يقول إن القوة المحتلة لا يمكنها منع تنفيذ القانون الدولي.
وأوضح أن إسرائيل لا تستطيع أن تحرم الفلسطينيين من حقهم في الحياة، وحقهم في الذهاب إلى المدرسة وتناول الطعام والتنفس، وحقهم في الأمل حتى.
وأكد وزير الخارجية، أن وكالة “أونروا” مفوضة من قبل الجمعية العامة التي تتحدث نيابة عن المجتمع الدولي برمته، ولهذا السبب يوجد “أونروا”.
وشدد الصفدي، على أن الوكالة موجودة من أجل مساعدة اللاجئين الفلسطينيين بموجب تفويض من الأمم المتحدة.
وأشار إلى أنه ليس لإسرائيل أي حق، أو أي ولاية قانونية على الأرض الفلسطينية المحتلة، باستثناء ضمان سلامة الأشخاص الخاضعين لاحتلالها. هذا هو القانون الدولي.
ولهذا السبب، فإنه يتعيّن على إسرائيل بموجب القانون الدولي أن تلتزم بالسماح بوجود وكالة “أونروا”، بحسب الصفدي الذي أكد أن إسرائيل انتهكت القانون الدولي مرارا وتكرارا. “لكن هذا خطأ ولا يعني أن لإسرائيل الحق في ذلك، ولهذا السبب لدينا القانون الدولي والأمم المتحدة”.
وبيّن الصفدي، أنه إذا قررت كل دولة أن تكون منبوذة وبدأت بانتهاك القانون الدولي، فإن عالمنا سيصبح غابة.
وردا على سؤال للصحفيين حول إذا ما رأت إسرائيل تهديدا فرضه عليها المجتمع الدولي، فإن لها الحق في فعل ذلك (تجاوز القانون)، قال الصفدي: “أين التهديد الذي يفرضه المجتمع الدولي؟ هل يشكّل إطعام الأطفال خطرا؟ هل يشكّل السماح للأطفال بالذهاب إلى المدرسة تهديدا؟ هل يشكل تطعيم الناس ضد شلل الأطفال تهديدا”.
وتابع: “هل يشكل القول إن الشعب الفلسطيني لديه حقوق تهديدا؟ وهي حقوق راسخة في ميثاق الأمم المتحدة، أعني أنه من السخافة افتراض أن وكالة تابعة للأمم المتحدة مكلفة بالعمل الإنساني يمكن أن تشكّل تهديدا لأي شخص. (أونروا) لا تشكل تهديدا”.
وأكمل وزير الخارجية: “أونروا وكالة تنقذ الأرواح وتساعد الناس في الحفاظ على الأمل. هذه هي وكالة أونروا”.
وأردف الصفدي، “ولذلك فإن افتراض أن أونروا تشكل تهديدا هو أمر يتجاوز العقل والمنطق”.
كما أوضح الصفدي، أن إسرائيل لا تقرر من هو اللاجئ أم لا، القانون الدولي هو من يقرر ذلك. إسرائيل قوة احتلال وعليها أن تلتزم القانون الدولي.
ووفقا للصفدي، فإن وكالة “أونروا” مفوضة من الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين حتى يتم حل قضيتهم وفقا للقانون الدولي”.
واستمر وزير الخارجية في حديثه قائلا: “اسمحوا لي أن أذكركم، في عام 2002، كانت مبادرة السلام العربية موجودة، وتحدثت عن حل مشكلة اللاجئين، ووافقت عليها في سياق معالجة الوضع النهائي”.
واستدرك: “كيف يمكن لطفل أن يشكل تهديدا لإسرائيل؟ كيف يمكن للفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي أن يشكلوا تهديدا لإسرائيل؟ وكيف يمكن أيضا أن يشكل تطبيق القانون الدولي تهديدا لإسرائيل؟”.
وقال الصفدي، إن علينا أن نتحدث عن الحقائق هنا. “لا يمكننا الاستماع إلى النشر المغلوط، ولا يجوز أن نستمع إلى تحريف الحقائق. مرة أخرى (أونروا) هي وكالة دولية مفوضة من الأمم المتحدة، وتتحدث نيابة عن المجتمع الدولي، ولديها تفويض واضح للغاية، منصوص عليه في ميثاق التمويل الخاص بها، هذا ما تقوله (أونروا)”.
وأضاف أن “الحديث عن أن أونروا تشكل تهديدا، مع كل الاحترام الواجب، أمر يتجاوز الإدراك البشري”.