أقامت السفارة الصينية في الأردن الاربعاء، “حفل استقبال” بمناسبة الذكرى الـ 75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.
وحضر حفل الاستقبال وزير الاستثمار مثنى الغرايبة وعدد من المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي والضيوف.
وفي كلمة له خلال الحفل قال السفير الصيني في عمان تشن تشوان دونغ، عن تقدير بلاده الكبير للجهود التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني في تقديم الإغاثة الإنسانية وفي وقف الحرب على قطاع غزة.
وأضاف ان الصين ستبذل جهودا مشتركة مع الأردن ودول أخرى لتعزيز التحرك الدولي وإحياء الأفق السياسي لحل الدولتين، وإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.
وبين ان الموقف الصيني دفع بقوة وقف إطلاق النار والدفاع عن العدالة والضمير وتقديم المساعدات الإنسانية.
وعن العلاقات الأردنية الصينية اوضح السفير ان السفارة الصينية أصدرت تأشيرة لنحو 10 آلاف شخص، كاشفاً إلى أن أكثر من 500 طالب صيني يدرس في الأردن.
ولفت السفير ان مشروع إعادة تأهيل طريق “السلط – العارضة” اكتمل بمنحة صينية.
وتالياً كلمة السفير:
أهلا وسهلا بكم لحضور حفل الاستقبال اليوم احتفالا معنا بالذكرى الـ75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.
على مدى 75 سنة ماضية قطعت الصين مسارا طويلا وشاقا. يتضامن الشعب الصيني من قوميات مختلفة تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني ليكافح جيلا بعد جيل، حتى يتمكن من تحقيق المعجزتين المتمثلتين في التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي المستدام.
ارتفعت حصة الاقتصاد العالمي في الاقتصاد العالمي من 1.7% في عام 1978 إلى نحو 17% في عام 2023، وتجاوزت مساهمتها في نمو الاقتصاد العالمي 30% لسنوات عديدة.
الصين رائدة عالميًا في رحلات الفضاء المأهولة واستكشاف القمر والمعلومات الكمومية والطاقة الجديدة وغيرها من التقنيات الحديثة. وأصبحت الصين مختبرا عالميا للبحث والتطوير، وارتقت من “ الصنع في الصين” إلى “الإبداع في الصين” ثم إلى “التصنيع الذكي في الصين”.
تحتل الصين المرتبة الأولى في العالم من حيث الأميال التشغيلية للسكك الحديدية السريعة، وتشكل المحطات الأساسية للجيل الخامس (5G) في الصين أكثر من 60% من الإجمالي العالمي. يقع 49 من أعلى 100 جسر عالميا في مقاطعة واحدة في الصين وهي مقاطعة قويتشو.
في عام 2023، وصل حجم الطاقة المركّبة للكهرومائية والرياح والشمسية وغيرها من الطاقة المتجددة في الصين قرابة 40% من الإجمالي العالمي، وصارت المنتجات والمبيعات لمركبات الطاقة الجديدة رقما أولا في العالم لتسع سنوات متتالية.
منذ 75 سنة، تمسكت الصين بوضع الشعب في المركز، ونفذت استراتيجيات الحد من الفقر، بما نجحت في إخراج ما يقرب من 800 مليون شخص في الأرياف من الفقر المدقع.
الصين أصبحت شريكا تجاريا رئيسيا لأكثر من 140 دولة ومنطقة، ووقعت وثائق التعاون في بناء “الحزام والطريق” مع أكثر من 150 دولة وأكثر من 30 منظمة دولية بما فيها الأردن.
منذ 75 سنة، اتبعت الصين بثبات السياسة الخارجية السلمية المستقلة، وأصبحت قوة حافِظة للسلام العالمي، وقوة دافعة للتنمية المشتركة، وقوة ساعية إلى تكامل الحضارات وتقدمها. طرحت الصين المبادئ الخمس للتعايش السلمي، وعملت على تنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارات العالمية، من أجل بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية.
الإنجازات العظيمة التي حققتها الصين منذ 75 سنة، فضلها يرجع إلى التكريس الدائم للريادة والإبداع ومواكبة العصر واستكشاف المسار الذي يتوافق مع ظروفها الوطنية. انعقدت الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني في يوليو هذا العام، حيث وضعت خطوات منهجية لمواصلة تعميق الإصلاح ودفع التحديث الصيني النمط، وحددت أكثر من 300 هدف إصلاحي مهم، الأمر الذي سيوفر أيضا فرصا جديدة لتنمية الدول الأخرى.
السيدات والسادة،
يشهد عالمنا اليوم تغيرات وتقلبات، ويتزايد انعدام الاستقرار واليقين. تلتزم دول “الجنوب العالمي” بحفظ النظام الدولي المتمركز حول الأمم المتحدة، ودفع إصلاح الحوكمة العالمية. الصين والدول العربية أعضاء مهمة لـ “الجنوب العالمي”، تستعد الصين للعمل مع الأردن والدول العربية الصديقة على بناء “ المعادلات الخمس للتعاون” التي بادر بها الرئيس الصيني شي جينبينغ في الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي هذا العام، بما يساهم في بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك .
الشرق الأوسط مهد للحضارة الإنسانية، لكن هذه الأرض تعاني حاليا من نيران الحرب ودمار واسع. قد استمر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي نحو عام كامل، وتسببت إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة. دفعت الصين بقوة وقف إطلاق النار والدفاع عن العدالة والضمير وتقديم المساعدات الإنسانية. يقدر الجانب الصيني الجهود الأردنية المهمة المستهدفة وقف الحرب والإغاثة الإنسانية التي قادها جلالة الملك عبدالله الثاني، وسيبذل جهودا مشتركة مع الأردن ودول أخرى لتعزيز التحرك الدولي بأشد الإلحاحية، وإحياء الأفق السياسي لحل الدولتين، وإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.
السيدات والسادة،
هذا العام يشهد اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية. تحت قيادة جلالته وسمو ولي العهد الأمير الحسين، حقق الأردن إنجازات مهمة في بناء الدولة وإصلاح التحديث. نتقدم بأحر التهاني على نجاح إجراء انتخابات مجلس النواب وتشكيل الحكومة الجديدة، ونأمل المزيد من التقدم في مسار التحديث الأردني.
تشترك الصين والأردن في مساعيهما للإصلاح والتحديث، ليبقى البلدان صديقين وشريكين في المسيرة الجديدة.
منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية عام 1977، وتحت التوجيهات الاستراتيجية للقيادتين، تطورت العلاقات الثنائية بخطوات سليمة ومطردة. وفي العام الماضي، شهدت الشراكة الاستراتيجية بين البلدين توطيدا وتطورا مستمرين.
تعمقت التبادلات رفيعة المستوى. زار الصين كل من دولة رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز ومعالي رئيس المجلس القضائي محمد الغزو، بما يدفع بقوة التعاون التشريعي والقضائي بين البلدين. وتواصل معالي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية أيمن الصفدي مع نظيره الصيني وانغ يي للتنسيق المكثف حول وضع المنطقة.
ازداد التعاون العملي بقوة. تم تشغيل مصنع ملابس جديد تستثمره الشركة الصينية في العقبة. تعاونت شركة صينية مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة في تطوير منطقة صناعية جديدة، من المأمول أن تجذب استثمارا بأكثر من مليار دولار. بحثت شركة صينية مع الجانب الأردني التعاون في مجال طاقة الهيدروجين الأخضر. اكتمل مشروع إعادة تأهيل طريق السلط – العارضة بمنحة صينية. وذهب أكثر من 500 صديق أردني إلى الصين للتدريب.
عزز التبادل الثقافي والإنساني. شارك الوفد الفني الصيني في مهرجان جرش، وحظيت الفعاليات الثقافية الصينية لفن الشاي والشعر بإقبال واسع. أصدرت السفارة الصينية التأشيرة لنحو 10 آلاف شخص. أكثر من 500 طالب صيني يدرس في الأردن كأنهم يدلون بصوت الثقة لاستقرار الأردن وأمنه.
أتشرف أن أقدم لكم ضيوفنا الخاصة اليوم: الأولاد من مبرة أم الحسين، الطلبة من مدرسة حي أم تينة ومدرسة خديجة بنت خويلد، الشباب المرشحون من مركز الشباب جبل عمان، والفائزون بمنحة السفير الصيني. مرحبا بكم!
كما أغتنم هذه المناسبة لأتقدم بخالص الشكر إلى الأصدقاء من كافة الأوساط اللذين يراعون ويدعمون الصداقة بين الصين والأردن، من بينهم الأصدقاء من جمعية الصداقة الأردنية الصينية ولجنة التعاون الثقافي بين الأردن والصين.
الإخوان والأخوات الصينيون، أقدم لكم أطيب الأمنيات بالعيد الوطني، آمل أن تخدموا الوطن دائما بالإخلاص والأمانة، وتواصلوا دوركم كالجسر لتقديم مساهمات جديدة للصداقة الصينية الأردنية.
وفي الختام، لنقدم تمنياتنا المشتركة
نتمنى لجمهورية الصين الشعبية الرخاء والازدهار،
نتمنى للصداقة الصينية الأردنية تقدما مستمرا،
ونتمنى للضيوف الكرام الصحة والعافية والتوفيق والسعادة!
شكرا لكم!