قالت فرنسا الأربعاء، إن الجهود ستستمر في الساعات المقبلة للتوصل إلى اتفاق بشأن مقترح بوقف إطلاق النار لمدة 21 يوما في الصراع في لبنان بين إسرائيل وجماعة حزب الله.
وصرح وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو للصحفيين خارج اجتماع لمجلس الأمن الدولي قائلا “حققنا تقدما مهما في الساعات القليلة الماضية وسنواصل جهودنا في الساعات المقبلة”.
وأبلغ بارو، الذي من المقرر أن يسافر إلى لبنان في مطلع الأسبوع المقبل، مجلس الأمن “نعول على الطرفين لقبول القرار دون تأخير من أجل حماية السكان المدنيين والسماح ببدء المفاوضات الدبلوماسية”.
ووسّعت إسرائيل غاراتها الجوية على لبنان الأربعاء، لتخلف 72 شهيدا على الأقل، بحسب إحصاء لرويترز استنادا إلى بيانات وزارة الصحة اللبنانية. وكانت الوزارة قالت في وقت سابق إن 223 شخصا على الأقل أصيبوا.
وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي الأربعاء، إن الغارات الجوية في لبنان تمهد الطريق لعملية برية محتملة مما يثير مخاوف من أن يشعل الصراع حربا أوسع في الشرق الأوسط.
وقال نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة روبرت وود للمجلس إن بلاده تعمل مع دول أخرى لتجنب تصعيد الأعمال القتالية وتمكين النازحين في لبنان وإسرائيل من العودة إلى ديارهم والسماح بإجراء مناقشات بشأن حل دبلوماسي أوسع.
وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون للصحفيين قبل الاجتماع إن إسرائيل سترحب بوقف لإطلاق النار وتفضل الحل الدبلوماسي.
وأضاف أن إيران هي محور العنف في المنطقة وأن السلام يتطلب تفكيك هذا التهديد.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للصحفيين قبل اجتماع المجلس إن بلاده تدعم حزب الله ولن تقف مكتوفة الأيدي في حال تصاعد الصراع في لبنان.
من ناحيته، دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي مجلس الأمن إلى الضغط على إسرائيل من أجل “وقف فوري لإطلاق النار على كل الجبهات”. ولدى سؤاله عما إذا كان من الممكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار قريبا، أخبر رويترز “نعم نأمل ذلك”.
وعبر زعماء العالم عن قلقهم من أن الصراع – الذي يدور بالتوازي مع الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة – يتصاعد سريعا مع ارتفاع عدد الشهداء في لبنان وفرار الآلاف من منازلهم.
ومن المقرر أن يصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى نيويورك الخميس ويلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة.
ضغوط على بايدن وهاريس
تسعى إدارة الرئيس جو بايدن منذ ما يقرب من عام إلى التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة، لكن دون جدوى.
وللصراع تكلفته من الناحية السياسية بالنسبة لبايدن وبالتالي للحملة الرئاسية لنائبته كاملا هاريس، كما يزيد العنف في لبنان الضغوط على إدارته لإيجاد حل دبلوماسي.
وأسقطت إسرائيل صاروخا قالت جماعة حزب الله المتحالفة مع إيران إنه كان يستهدف مقر وكالة المخابرات الإسرائيلية (الموساد) قرب تل أبيب، أكبر مدن إسرائيل.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن صاروخا ثقيلا كان في طريقه إلى مناطق مدنية في تل أبيب، وليس مقر الموساد، قبل إسقاطه.
وذكر بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي أن هاليفي قال للجنود عند الحدود مع لبنان “تسمعون الطائرات فوقنا، نوجه ضربات طوال اليوم”.
وأضاف “هذا لإعداد الأرض لدخولكم المحتمل ولمواصلة إضعاف حزب الله”.
لكن متحدثا باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قال إن “التوغل البري الإسرائيلي لا يبدو وشيكا”.
وقال وزير الخارجية اللبناني إن ما يصل إلى نصف مليون شخص تقريبا نزحوا في لبنان.
وفي بيروت، لجأ آلاف النازحين الفارين من جنوب لبنان إلى المدارس والمباني الأخرى.
ضربات إسرائيلية تستهدف قادة حزب الله
استهدف الجيش الإسرائيلي بضرباته هذا الأسبوع قيادات لحزب الله ومئات المواقع في عمق لبنان فر منها مئات الآلاف. كما أطلق حزب الله وابلا من الصواريخ صوب إسرائيل.
واحتشد المشيعون الأربعاء، في ضواحي بيروت لتشييع جثماني اثنين من كبار قادة حزب الله استشهدا في غارات إسرائيلية في اليوم السابق. وحمل مقاتلون يرتدون الزي العسكري النعشين وردد الحشد شعارات حزب الله فيما بكى البعض.
وقالت إسرائيل إن طائراتها المقاتلة استهدفت جنوب لبنان وسهل البقاع، وهو معقل لحزب الله إلى الشمال، كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيستدعي لواءين من قوة الاحتياط لتنفيذ مهام عملياتية على الجبهة الشمالية.
وفي رسالة قصيرة عبر مقطع مصور لم يتضمن أي إشارة إلى الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل لوقف إطلاق النار، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن حزب الله يتعرض لضربات أشد مما كان يتصور.
ويمثل تأمين الحدود الشمالية والسماح بعودة قرابة 70 ألفا من السكان النازحين بسبب تبادل إطلاق النار شبه اليومي منذ اندلاع حرب غزة في تشرين الأول أولوية بالنسبة لإسرائيل.
وتعج المستشفيات في لبنان بالجرحى منذ الاثنين، حينما قتل القصف الإسرائيلي أكثر من 550 شخصا في أعنف يوم تشهده البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية في 1990.