قالت صحيفة لوموند إن هجوما جويا شنه الجيش الأوكراني باستخدام صواريخ كروز جديدة أدى إلى تدمير عدد كبير من الأسلحة الروسية بعيدة المدى، ووصفت مجلة نيوزويك الانفجار الناتج عن الهجوم بأنه قد يكون أكبر حدث في الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا.
وأوضحت لوموند -في تقرير لمراسليها في موسكو إيمانويل غرينسبان وبنجامين كوينيل- أن الأوكرانيين دمروا فجر الأربعاء مستودعا ضخما للذخيرة قرب بلدة توروبتس بمنطقة تفير، مشيرة إلى أن الترسانة رقم 107 التابعة للجيش الروسي التي تخزن 240 طنا من الذخيرة هي التي تعرضت لمقذوفات أطلقها الجيش الأوكراني من مواقع على بعد 500 كيلومتر شمال الحدود الأوكرانية.
وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه المصور المسائي بنتيجة الهجوم دون الإشارة إلى الهدف على وجه التحديد. وقال زيلينسكي “تم تحقيق نتيجة مهمة للغاية الليلة الماضية على الأراضي الروسية ومثل هذه الإجراءات تضعف العدو. أشكر كل من شارك في ذلك. هذه الدقة ملهمة حقا”.
وقالت نيوزويك إن صورا غير مؤكدة على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر كرة ضخمة من اللهب في أعقاب الضربة على ترسانة مديرية الصواريخ والمدفعية الرئيسية في توروبتس، على بعد حوالي 240 ميلا غرب موسكو، كما تظهر العديد من الانفجارات اللاحقة.
ووصفت لوموند الانفجارات بأنها قوية للغاية لدرجة أنه تم رصدها بواسطة أنظمة رصد الزلازل، وتم تسجيل الهزات الأولى بقوة 2.8 على مقياس ريختر، في حين قدرت نيوزويك قوة انفجار مستودع الذخيرة بنحو 1.8 كيلوطن من مادة “تي إن تي”.
وذكرت رويترز أن أقمار ناسا الصناعية سجلت مصادر حرارة شديدة تنبعث من منطقة تبلغ مساحتها حوالي 14 كيلومترا مربعا (5 أميال مربعة) في موقع الانفجار في الساعات الأولى من الصباح، ولاحظت محطات مراقبة الزلازل ما اعتقدت أجهزة الاستشعار أنه زلزال صغير.
وقال مصدر في جهاز الأمن الأوكراني لصحيفة كييف إندبندنت -حسب نيوزويك- إن الطائرات المسيرة الأوكرانية “مسحت حرفيا عن وجه الأرض مستودعا كبيرا لقسم الصواريخ والمدفعية الرئيسي” الذي يستخدمه الروسي، مضيفا أن هناك خططا لهجمات مماثلة على منشآت عسكرية روسية أخرى.
استهداف منشآت حيوية
وقد وثقت العديد من مقاطع الفيديو التي صورها السكان والجنود الروس على نطاق واسع، سحابة الفطر الهائلة التي ترتفع في الهواء -حسب لوموند- في حين أفادت السلطات الروسية بإصابة 17 شخصا، إلا أن مقطع فيديو تم تصويره حوالي الساعة 8 صباحا يظهر عشرات المنازل التي تحطمت نوافذها.
وتواصلت أصوات الانفجارات، مما يشير -حسب الصحيفة- إلى أن الوضع في المستودع ظل خارج نطاق السيطرة بعد عدة ساعات من الهجوم، كما أظهرت صور الأقمار الصناعية التي نشرتها شركة الفضاء الأميركية الخاصة ماكسار أن الغابة المتاخمة للمستودع استمرت في الاحتراق لجزء من اليوم.
ورأت الصحيفة أن الوسائل غير المسبوقة التي يطبقها الجيش الأوكراني لها علاقة أكيدة بحجم الضرر، وقالت إن أكثر من 100 طائرة مسيرة شاركت في العملية، حسب مصدر عسكري في كييف، مشيرة إلى أن العديد من مقاطع الفيديو يسمع فيها بوضوح صوت صفير مميز للمحركات النفاثة، مما يشير إلى أن الهجوم تم تنفيذه جزئيا على الأقل، بصواريخ كروز.
وخلصت نيوزويك إلى أن أوكرانيا، دون أن تعلن مسؤوليتها بشكل مباشر، كثفت هجماتها في عمق الأراضي الروسية، مستهدفة منشآت عسكرية حيوية بالنسبة لموسكو، مذكرة بأن وزارة الدفاع الأوكرانية تقول “نحن لا نعلق على ما يحدث في روسيا”.