أين أخطأ حزب الله ؟؟
لا شكَّ أنّ معركة طوفان الأقصى قَدْ أدخلت كثيرًا مِنْ المفاهيم العسكرية والسياسية والاجتماعية على الصراع العربي الفلسطيني ، وأنّ ما قَبلَ السابع من أكتوبر ليسَ كما بَعده !! وَقَد يكون التغيير الأكبر في المفاهيم يدور حولَ صوابية مواقف الدول العربية بين قائل بضرورة الدخول في هذهِ المعركة على إعتبارها المعركة المصيرية والفاصلة بين الحقّ والباطل ، وبين قائل بِعَدم توفر الظروف والإمكانات للدخول في هذهِ الحرب !! ولكل فريق مناصريهِ ومؤيديهِ !! ولكل فريق حججهِ ودلائلهِ !! .
ودون الخوض في أيِ الفريقين على صواب فقد تمترَس كُلّ فريق خلف ما يعتقد صحتهِ !! .
وإذا كانَ حزب الله اللبناني قَدْ إختار الوقوف مَع المقاومة الفلسطينية مِنْ بآب إسناد المقاومة وهو موقف مشكور ورائع وكُنّا نتمنى أن تقفه الدول العربية جميعها بموقفٍ واحد موحد !! وَقَد قدّم مئات الشهداء والجرحى في هذهِ المُساندة وهو الموقف الذي لَمْ تقفه الكثير مِنْ الدول العربية !! .
وفي البلد الواحد إختلَفت الآراء حول صوابية المواقف !! ولبنان كغيرهِ مِنْ الدول العربية إنقسمت فيهِ الاراء بين مؤيد ومعارض !! واستطاعت دولة الاحتلال الانفراد بكل دولة على حده ولَمْ نتعلم نحن العرب من المثل القائل ” أكلت يوم أوكل الثور الأبيض ” وَلَم نستطيع إستغلال الفرصة عندما كانت دولة الاحتلال في أضعف حالاتها في السابع من أكتوبر !! .
وبدأت دولة الاحتلال بالانتقام من الدولة اللبنانيه عمومًا وحزب الله على وجهِ الخصوص ، ومع الآسف الشديد بدأت دولة الاحتلال بعمليات اغتيال واستهداف المقاومة اللبنانيه وكانت تأتي الردود باهتة وغير مقنعة وهذا ليس تشكيكًا في النوايا الصادقة ولكن محاولة من الحزب أن لا يجر الدولة اللبنانيه الى حرب تقف فيها وحيدةً !! .
ولكن جميعنا يعرف دولة الاحتلال ونعرف انها ستنتهي مِنْ غزّة وستتفرغ لحزب الله والضفة الغربية ونعرف إنها لن تقف عند ذلك !! فلماذا كان الانتظار ؟ ولماذا الآن خاصةً بعد حادثة ( البيجر ) لا يتمّ المهاجمة بأقصى قوةً ؟ لماذا الانتظار ؟ وذات الخطأ يقع فيهِ حزب الله كما وقع فيهِ الرئيس العراقي السابق صدام حسين عندما انتظر تجمع القوات الغربية في حفر الباطن بالرغم مِنْ كُلّ النصائح التي قُدّمت له بضرورة مهاجمة القوات الغربية قبل إكتمال تجمعهما !! ولو فعلَ ذلك لكانت النتيجة مختلفة !! .
ألان لا مجال للانتظار ولا بُدّ ان يكون الحزب هو البادئ بالهجوم وإلا ستكون النتيجة كارثية !! الكل يعرف ان دولة الاحتلال لَنْ تتوقف ولن ينفعنا القول ان نتنياهو يسعى الى إشعال حرب اقليمية !! هو سيفعلها سواءً اليوم أو غدًا !! هو لا يعنيه حرب أقليمية او عالمية أو محدودة !! هو سيسعى الى تدمير لبنان ولذلك لا بُدّ ان يكًون الحزب هو صاحب الضربة الأولى وعكس ذلك فإن الحزب يكون قَدْ كَتبَ بيان نعيهِ بنفسه .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة