ظهرت عناصر الشرطة الفلسطينية بشكل لافت في معظم مناطق قطاع غزة، الخميس، رغم المعارك الضارية التي تندلع بين المقاومة والجيش الإسرائيلي في عدة محاور جنوب وشمال القطاع.
وأفاد شهود عيان، بأن مئات من عناصر الشرطة الفلسطينية ظهرت في طرقات منطقة “الفالوجا” في بلدة جباليا (شمال) والبلدة بشكل عام، إضافة لمدن غزة ودير البلح (وسط) وخانيونس ورفح (جنوب).
وذكر الشهود، أن الشرطة انتشرت تحسبا لأي حالة انفلات أمني قد تحدث جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة.
وأفاد شهود عيان بان عناصر الشرطة لم يغادروا مدن القطاع ولكن انتشارهم هذه المرة كان لافتا.
يأتي ذلك بعد يوم من رفع إسرائيل أحد أعلام شرطتها على مبنى بمدينة خان يونس قبل أن ينزله عناصر “كتائب القسام” الجناح المسلح لحركة “حماس” ويدوسونه بأقدامهم بعد اشتباكات ضارية وقعت مع قوات الجيش الإسرائيلي بالمدينة.
وانتشار عناصر شرطة الحكومة التي تديرها حركة “حماس” في غزة جاء رغم الهجمات المكثفة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على جميع مدن ومناطق القطاع، وفق الشهود.
وذكرت مصادر محلية، أن الشرطة انتشرت في مواقع كانت مسرحا لمعارك ضارية وقعت خلال اليومين الماضيين بين المقاومة وقوات الجيش الإسرائيلي ومنها منطقة “الفالوجا” في بلدة جباليا، وهي قريبة من مخيم جباليا الذي يواصل الجيش حصاره.
ويحمل عناصر الشرطة هراوات وبعض الأسلحة الخفيفة مثل المسدسات والبندقيات، وفق ذات المصادر.
وقال عضو لجنة الطوارئ (حكومية) في بلدة جباليا، مصعب عبد النبي، إن “عناصر الشرطة الفلسطينية لم يغادروا مدن وطرقات وبلدات القطاع منذ اليوم الأول للحرب الإسرائيلية على القطاع”.
وأضاف عبد النبي في حديث صحافي: “الشرطة تعمل على ضبط الأمن ومنع حدوث أي سرقات أو جرائم في ظل تصاعد وتيرة العدوان الإسرائيلي على القطاع”.
وأكد أن تواجد الشرطة يشعر الناس بالاطمئنان فهي تقوم بمنع أي جرائم وتساعد كذلك في عملية تنظيم توزيع المساعدات حتى لا يتم السطو عليها وسرقتها، علاوة على عملها على ضبط الوضع الأمني وضبط أي محاولات لاختراق الجبهة الداخلية.
واعتبر أن الجيش الإسرائيلي “فشل فشلا ذريعا” في نشر الفوضى والفلتان الأمني داخل القطاع.
ورأى أن تواجد عناصر الأمن والشرطة يؤكد أن الجيش الإسرائيلي يفشل حتى الآن في السيطرة الحقيقية على الأرض.
ومنذ أيام تندلع اشتباكات ضارية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلية بمناطق الشجاعية وجباليا وخان يونس.
ويحاول الجيش الإسرائيلي الدخول لعمق تلك المناطق لكنه لم ينجح حتى اليوم رغم ضراوة المعارك هناك.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الخميس 18 ألفا و787 شهيدا و50 ألفا و897 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر فلسطينية وأممية