بقلم: د. حازم قشوع
وسط ظروف إقليمية صعبة واستثنائية يتحدى الاردن الظروف الموضوعية بإرادة ذاتية تمضي لتحقيق منهجية الإصلاح السياسي التي عكفت الدولة الاردنية لتصميم نهجها على مدار سنة من الحوار تخللتها نقاشات موضوعيه حملت لتشكيل لجنة ملكية لهذه الغاية عندما عملت على بيان خططها المنهجية والقانونية لتكون معلومة ومعرفة للفترات الانتخابية الثلاثه المتتالية، وهذا ما جعل من الانتخابات الحالية التى تدخل فى يوم الصمت الانتخابي اليوم انتخابات استراتيجية.
وهي ليست كسابقتها من انتخابات ليس لما تحمله من تغيير طال شرعنة وجود الأحزاب السياسية كطرف رئيس في المشهد الانتخابي، كما ليس لما يعول عليها من أحداث علامة فارقة في المشهد البرلماني ليكون فى الحله السياسية، لكن لما تحمله أيضا من مضمون يحمل عنوان التحدي كونه يقوم على الارادة والاصرار ويحمل روح المبادره من أجل تنفيذ منهجية عمل رغم معاكسة الظروف لتحقيق فحوى الإنجاز على صعيد الإصلاح السياسي الذي يريده الملك عبدالله الثاني ليكون منسجما مع رؤياه حتى تشكيل حكومات برلمانية حزبية جاءت بالأوراق المالية تستهدف تجسيد صورة البرلمان السياسي وبيان حاله المجتمع المدنى عبر تبديل الروافع السياسية من حوامل تقليديه اجتماعية إلى حزبية برامجية.
ولعل الانتخابات النيابية التى تجرى لأول مرة بالحلة الحزبية ينتظر أن تحدث علامة فارقة ودرجة تحول بثقافة المجتمع الأردني سيما وانه سيشارك فيها بورقة تصويتيه سياسية واخرى خدماتيه محليه حيث ينتظر أن تحدث هذه المشاركه علامة فارقة اجتماعية وبيان درجة تباين سياسي فى العمل الكتلوي داخل أروقة البرلمان، اضافه لمشاركه واسعه تصويتيه تؤكد في المحصلة على حسن استجابة المواطن الاردني لحركة الإصلاح السياسي كما تؤكد على قبول الناخب الأردني لدرجة التحدى التى تفرضها الظروف الاقليمية التي ما فتئت رياحها تعاكس مسارات التنمية نتيجة رياحها العاصفة على أشرعة سفينة الإنجاز والتى مازالت مسيرها تقوم على عامل التجديف الذاتى من دون الأشرعة، وهو العمل الذى يقوم به المجتمع الاردني من اجل صناعة المنجز رغم كل الظروف المحيطة.
ولان طبيعة الظرف المعاش يحمل محطة استثنائية جيوسياسية ترافقها مناخات تهديد تطال القضيه الوطنيه الاردنيه “فلسطين” فإن روح التحدى يتوقع أن تكون حاضره بالانتخابات النيابية التي تتطلب من الجميع المشاركه بالتصويت والمشاركة بالفعل الإيجابي، كما تستدعي منا جميعا العمل بروح الفريق الواحد من أجل تشكيل الصورة التي تميز المجتمع الأردني عن غيره من المجتمعات في التعددية الديموقراطية عبر المشاركة الواسعة غداً في يوم الاقتراع.
وهو اليوم الذي تعتبر ورقة النجاح فيه رفع نسبة المشاركة والإقبال على صناديق الاقتراع وهذا ما ينتظر أن نشاهده يوم غدا أمام صناديق الاقتراع ليس استجابة لدعوات المرشحين على أهميتها فحسب، بل من أجل رساله الوطن ومنهجية الإصلاح التي يراد تحقيقها ومن اجل “اردن الرسالة” واردن الفكر والعطاء واردن الأمن والاستقرار التي نريد أرسائها، وهي المنهجية التي نقف جمعينا عليها عند تفعيل دور المشاركة الشعبية في حمل رسالة البناء الوطنى على قواعد تغلب الهوية الوطنية على حساب الهويات الفرعية لتستجيب لنداءات الوطن وتتفاعل بإيجابية مع ما تقدمه الدولة من مناهج اصلاحية.
صحيح أن هناك بعض التحفظات على خطط التوظيف التي واكبت مسألة توظيف منهجية العمل، لكن ما هو صحيح ايضا ان خطة التنفيذ هذه مازالت فى مراحلها الأولى وسيتم تقييمها بعد انتهاء الوجبة الأولى من عملية الإصلاح السياسي، وهذا ما يعنى ان المرحله القادمه ستكون أدق من الأولى كما ان المرحله الثالثه ستشكل نقطة الانطلاق للإصلاح السياسي بعد ما يكون قد مضى على التجربه عشرة أعوام منهجيه، وهذا ما يعنى أننا فى مرحلة يتم فيها وضع قطار الإصلاح السياسي على سكة العمل وأما مضمون الإبحار فإنه سيكون فى الفترات القادمة.
ان الدولة الاردنية وهى تدعو مواطنيها للمشاركة فى الانتخابات النيابية لتكون ثقافة الانتخابات اصيله فى المشهد العام، إنما لتقدم لهم مناخ الأمان اللازم وتهيئ لهم المشهد اللائق الذى يستحقه الاردن والاردنيين في يوم الديمقراطية ليتم تجسيدها بعنوان المشاركه في يوم الاقتراع، فان الدولة الاردنية تستدعي من الجميع المشاركه بروح المسؤولية الوطنية حتى يتعاضد الكل الوطنى مع نهج الوطن في حمل رسالته.
والأمل معقود أن يهب الجميع لندائه بروح وطنية سيما وان الصوت الانتخابي بهذه الظروف يعنى المساهمة بالتجديف بسفينة الإصلاح ودعم منهجية العمل فيها لكي تبحر السفينة حيث نريد وتجبر الرياح أن تكون حيث تريدها سفينة الوطن ويردد الكل الاردني “تجري الرياح كما تشتهي سفينتنا نحن الرياح ونحن البحر والسفن” وسط إرادة تحدى قادرة للتعامل مع هذه الظروف الاستثنائية بتعاضد النشامى وتوليد إرادتهم القادرة على تغيير الظروف المحيطة، وهم الذين عودونا دائما على جعل المستحيل ممكن من تحويل المنعطفات الى منطلقات ومن تطويع الظروف الموضوعيه لتكون أداة إغناء لروح التحدى، الأمر الذى نأمل أن نراه فى يوم الاقتراع وليكن صوت التحدى نافل لتحقيق انجاز أنتخابي رغم كل الظروف.
حمى الله الأردن ونصره على من عاداه.