معلقا على الهجوم الذي وقع بوقت سابق اليوم عند معبر جسر الملك حسين (جسر اللنبي) على الحدود بين الأردن والضفة الغربية المحتلة، ألمح وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يؤاف غالانت إلى دور إيراني.
وقال في تصريحات، اليوم الأحد، خلال زيارة لمحور نتساريم في قطاع غزة “إن الجيش الإسرائيلي سيزيد استعداداته وإجراءاته لمواجهة المحاولات الإيرانية في نشر الإرهاب سواء في الضفة أو شمال إسرائيل”.
إلى الشمال
وأوضح أنه مستعد لتحريك القوات الإسرائيلية من غزة إلى الشمال بسرعة (عند الحدود اللبنانية).
كذلك أردف أن القوات الإسرائيلية مستعدة لإحباط تلك المحاولات الإيرانية في كل الساحات القريبة والبعيدة.
إلى ذلك، اعتبر أن “زعيم حماس يحيى السنوار ليس محصناً، تماما مثل محمد الضيف ومروان عيسى، وسيرتكبون خطأ وسنصل إليهم”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد بدوره أنه أبلغ الجيش بضرورة تغيير الوضع في الشمال.
كما اعتبر أن بلاده تواجه محور الشر الإيراني، في تكرار لاتهامات سابقة وجهتها تل أبيب لطهران زاعمة أنها تدعم الهجمات الفلسطينية في الضفة.
الضفة تغلي
أتت تلك التصريحات بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم مقتل 3 إسرائيليين بعد أن فتح سائق شاحنة أردني النار عند جسر اللنبي الحدودي.
وجاء هذا الهجوم فيما لم تهدأ بعد التوترات في الضفة الغربية ولا الاقتحامات الإسرائيلية لمناطقها، وسط استنفار عسكري إسرائيلي في الضفة والقدس وتل أبيب، خوفا من هجمات وعمليات انتقامية.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، إن ضباطًا في جيش الاحتلال يتهمون رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وبعض وزرائه بالتسبب في تصعيد أمني بالضفة الغربية المحتلة، محذرين من أن هذا التصعيد قد يفجر الأوضاع لدرجة اندلاع انتفاضة شاملة.
وأضافت الصحيفة العبرية، أنه إضافة إلى عمليات “البحث والاغتيال” الاستخبارية في مخيمات اللاجئين، يحاول جيش الاحتلال الإسرائيلي منع التوحيد الكامل لسكان الضفة الغربية، الأمر الذي من شأنه “أن يحول موجة المقاومة الحالية إلى انتفاضة كاملة”، حسب الصحيفة.
ولذلك، وخلافا لمطالب المستوطنين، يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بإزالة الحواجز التي تم تركيبها بعد تفجيرات سيارات مفخخة ويحاول توفير أكبر قدر ممكن من حرية الحركة وسبل العيش للسكان، باعتبار أن الأوضاع الاقتصادية المزرية إضافة إلى الهجمات التي ينفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين واقتحامات المسجد الأقصى تدفع الشبان الفلسطينيين إلى الانضمام إلى دائرة مقاومة الاحتلال.
وأشار الضباط، وفق ما نقلت الصحيفة، إلى أن جيش الاحتلال بات يمتنع عن تنفيذ اعتقالات طلبها الشاباك بالضفة لعدم وجود أماكن في السجون، وتقول الصحيفة، إن جيش الاحتلال يمتنع عن الحديث عن هذا الأمر بشكل مباشر، لكن جنود الاحتياط الذين يخدمون في الضفة الغربية، بمن فيهم كبار الضباط، يقولون إن المستوى السياسي، وخاصة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير مالية الاحتلال بتسالئيل سموتريتش، هما في الواقع السبب المباشر للتصعيد، وأن “العمليات التي ينفذها الفلسطينيون لم تتراجع بل امتدت إلى مناطق جنوب الضفة من شمالها حيث تقع البؤرة الأساسية للاضطرابات”، حسب الصحيفة.
ويشتكي الضباط من أن قوات الاحتلال لا تقوم بدورها وليس أمام جيش الاحتلال خيار سوى العمل كشرطة مدنية دون صلاحيات قانونية للقيام بذلك، وبالتالي فهو في أحسن الأحوال يقلل من الأضرار لكنه لا يمنع تصاعد التوترات.
وسلوك بن غفير، باقتحاماته باحات الأقصى وتشجيعه لليهود، خلافا للوضع القائم، على الصلاة هناك، يثير أيضا سخطا كبيرا، ويمكن، وفقا لمصادر أمنية تحدثت للصحيفة، أن يفجر الأوضاع ليس في الداخل فقط بل وفي العالم العربي أيضًا، ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير في قوات الاحتياط قوله إن “هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، ونحن على شفا انفجار كبير” في الضفة الغربية.