اتهم مقرر الأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري، في تقرير له، السبت 7 سبتمبر/أيلول 2024، إسرائيل بتنفيذ “حملة تجويع” ضد الفلسطينيين أثناء حربها على قطاع غزة، التي دخلت شهرها الـ12 على التوالي.
فيما اعتبرت حركة “حماس” هذا التقرير دليلاً جديداً على ارتكاب إسرائيل وجيشها “أبشع الجرائم ضد المدنيين في إطار حرب الإبادة الشاملة” على غزة؛ ما يستدعي من المجتمع الدولي “تدخلاً عاجلاً لإغاثة شعبنا، ووقف ما يتعرض له من انتهاكات وفظاعات، ومحاسبة مجرمي الحرب” الإسرائيليين.
وقال فخري، في التقرير الذي قدمه للجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، إن “حملة التجويع” الإسرائيلية في غزة بدأت بعد يومين من بدء تل أبيب حربها على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، والتي خلفت حتى الآن أكثر من 135 ألف قتيل وجريح فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، حسب وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية.
وأشار المقرر الأممي إلى أن غالبية “المساعدات المحدودة” التي دخلت إلى غزة ذهبت في البداية إلى جنوب ووسط القطاع، وليس إلى الشمال حيث أمرت إسرائيل الفلسطينيين بالتوجه إلى هناك.
وأضاف: “بحلول ديسمبر/ كانون الأول 2023، أصبح الفلسطينيون بغزة يشكلون 80% من سكان العالم الذين يعانون من المجاعة أو الجوع الكارثي”.
وأكد أن هذا الوضع “لم يحدث في تاريخ الحروب السابقة أن جاع شعب ما بهذه السرعة وعلى هذا النطاق الواسع كما حدث مع 2.3 مليون فلسطيني في غزة”.
وأشار فخري، في تقريره، إلى أن استخدام إسرائيل لـ”سياسة التجويع” بحق الفلسطينيين “ترجع إلى 76 عاماً عندما تم الإعلان عن قيام دولة إسرائيل عام 1948” على أراضي فلسطينية تم تهجير سكانها الفلسطينيين منها.
وأضاف أن إسرائيل، منذ ذلك الحين، استخدمت “مجموعة من تقنيات الجوع والتجويع ضد الفلسطينيين”.
وقال فخري إنه منذ بدء الحرب في غزة، تلقى تقارير مباشرة عن تدمير النظام الغذائي في القطاع، بما في ذلك الأراضي الزراعية وصيد الأسماك، وهو ما وثقته واعترفت به منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) وغيرها.
وأضاف أن “إسرائيل استخدمت المساعدات الإنسانية كسلاح سياسي وعسكري لإلحاق الأذى وقتل الشعب الفلسطيني في غزة”.
تدخل دولي عاجل
من جهتها، اعتبرت حركة “حماس” أن تأكيد فخري تنفيذ إسرائيل حملة تجويع ضد الفلسطينيين في غزة “هو دليل جديد يُضاف إلى العديد من التقارير والحقائق المثبتة عن ارتكاب حكومة الاحتلال وجيشها الإرهابي أبشع الجرائم ضد المدنيين، في إطار حرب الإبادة الشاملة التي تشنها على القطاع”.
وأكدت أن “حملة التجويع الإجرامية بحق أكثر من مليونَي مواطن، والمستمرة منذ أحد عشر شهرا، خصوصا في محافَظَتَي غزة والشمال؛ بدأت بإعلان رسمي” من وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، “بفرض إجراءات حصار مشدد” على غزة، تم خلاله “منع الماء والغذاء والدواء والوقود والكهرباء عن القطاع في جريمة بشعة غير مسبوقة”.
ولفتت إلى أن “تقرير فخري، إضافة لتقارير أممية وحقوقية عدة صدرت خلال الأشهر الماضية، وما تنقله الصور من مجازر مستمرة وجرائم يندى لها جبين الإنسانية، تضع المجتمع الدولي والأمم المتحدة، أمام حقيقة هذا الكيان الفاشي المارق عن الأنظمة والقوانين”.
وشددت على أن يستدعي من المجتمع الدولي والأمم المتحدة “تدخلا عاجلا لإغاثة شعبنا، ووقف ما يتعرض له من انتهاكات وفظاعات، ومحاسبة مجرمي الحرب الصهاينة على هذه الجرائم”.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 135 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.