قراءة للمشهد الانتخابي في الدائرة الثالثة / عمّان
في كثيرٍ مِنْ دُوَل العالم وفي المواسم الانتخابية تتربع مراكز الأبحاث والرصد على قمّة المتابعات للمواطنين لتحديد الاتجاهات الواجب إتباعها سواءاً مِنْ الناخبين أو المرشحين ، ومع زيادة الاهتمام الرسمي والشعبي وتأصيل الحياة النيابية في الأردن – بالرغم – عَنْ كُلّ ما يُقال فلقد عمدت مراكز الرصد والدراسات وَمِنْ ضمنها مركز نماء للإستشارات الإستراتيجية ( NAMA ) إلى إجراء استطلاع للرأي حَول نسبة المشاركة الشعبية في هذهِ الانتخابات ، حيث أشار الاستطلاع الذي نفّذه المركز المشار اليه إلى أن نسبة المشاركة على مستوى المملكة ستكون 38.82 ٪ مع إختلاف في النسبة بين المحافظات ، حيث أن أعلى نسبة ستكون في محافظة المفرق 83 ٪ ، الطفيلة 79.4 ٪ ، الكرك ومعان والعقبة بحدود 65 ٪ وتتدنى النسبة في البلقاء وأربد الى حدود 45 ٪ وفي الزرقاء بحدود 25 ٪ وتنخفض في العاصمة الى 20,6 ٪ وأعتقد أنّ سبب هذا التفاوت بين المحافظات الى طبيعة التركيبة السكانية لكُل محافظة .
وإذا ما أسقطنا هذه النسب ألتي وصل إليها مركز نماء على الخارطة الانتخابية للدائرة الثالثة في العاصمة عمّان فَسَنخلص الى النتائج التالية :
عدد الناخبين في هذه الدائرة 485671 ألف ناخب ، وإذا ما إعتمدنا النسبة العامة للتصويت في المملكة – بحسب الاستطلاع – وهيَ 38,82 ٪ فسيكون عدد المقترعين هو 188573 الف ناخب وبالتالي ستكون نسبة الحسم ( العتبة ) 13197 ناخب وهذا سيجعل مِنْ الصعوبة على كثير مِنْ القوائم إجتيازها وسينحصر التنافس بين قائمتين أو ثلاثة وفي حال عدم إجتياز ثلاثة قوائم للعتبة ستكون الهيئة المستقلة للانتخابات مضطرة لإنقاص نسبة العتبة وذلك بِحَسب نص القانون ، وهذه الحالة الوحيدة التي سيكون المجال مفتوحًا لإحدى القوائم للحصول على أكثر مِنْ مقعد انتخابي على المسار الحُر .
الحالة الثانية ان تكون نسبة التصويت كما هو في العاصمة بشكل عام وهو ما نسبته 20,6 ٪ بحسب استطلاع مركز نماء وبالتالي يكون عدد المقترعين 100,048 الف ناخب وستكون نسبة الحسم هي 7000,..3 ناخب وستكون أغلب القوائم قادرة على إجتياز العتبة الانتخابية.
الحالة الثالثة وذلك إذا ما أخذنا بعين الاعتبار تشابه المكونات الاجتماعية للدائرة الثالثة مع محافظات الجنوب مِنْ حيث الطابع العشائري والتنافس الشديد بين المكونات العشائرية وترتفع النسبة إلى 50 ٪ وفي هذه الحالة يكون عدد المقترعين 242835 الف ناخب والعتبة 16988 الف ناخب وينطبق على هذه الحالة ما ينطَبِقُ على الحالة الأولى .
الحالة الرابعة إذا ما كانَ الأمر وَسَطاً بين هذه الحالات وكانت النسبة بحدود 28 ٪ فسيكون حينها عدد المقترعين 135987 وتكون العتبة الانتخابية 9519 ناخب وسيجتاز هذه العتبة ما بين أربع إلى خمس قوائم وحينها يتم تطبيق القواعد العامة لتحديد الفائزين بالمقاعد الاربعة المخصصة للدائرة .
وفي ضوء ما شاهدته في إفتتاح المقار الانتخابية للمرشحين في الدائرة فإن عدد أعلى الأصوات التي سيحصل عليها المرشح الفائز لَنْ تتجاوز الخمسة آلاف صوت في ظل التنافس الشديد بين أعضاء القوائم ونيتهم في حجب أصوات قواعدهم الانتخابية عَنْ بعضهم البعض وَقَد تَحصُل المقاعد المخصصة للكوتا بمختلف أنواعها على عدد أصوات أكثر مِنْ الفائزين بالمقاعد على المسار الحُر .
ستكون المنافسة بين المكونات العشائرية شَرِسَة وشديدة وَقَد تتسبب كثرة مرشحي العشيرة الواحدة إلى حرمان بعض العشائر الكبيرة مِنْ الحصول على أي مقعد نيابي مما يستلزم تدخلًا ما للحفاظ على ألأمن المجتمعي الذي يمتاز بهِ الأردن .
وأخيرًا قَدْ يكون هناك الكثير مِنْ الملاحظات والانتقادات لهذا الاستطلاع ولكن لا مجال للخوض فيها الآن .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة