بقلم: د. حازم قشوع
من أجل بيان الرأي حول غزة و كورسك، ذهب الوفد الاسرائيلي محملا باقتراح لموسكو من اجل انجاز صفقة حول الأوضاع في موقعه الاشتباك في غزة وموقعه الاشتباك الأخرى في كورسك حيث الجيب الأوكراني الروسي، وهو الوفد التفاوضي الذي يذهب لموسكو والشوارع الاسرائيلية تنتفض وسط تسونامي شعبى طال كل المدن الاسرائيليه التي انتفضت ضد سياسات نتنياهو بهدف وقف الحرب واعادة الاسرى، هذا إضافة لمناخات توقف العمل بشكل كامل فى كل نواحى إسرائيل بعد دخول الهستدروت “اتحاد العمال الإسرائيلي” على خط المواجهة مع الحكومة الإسرائيلية بعد حادثة مقتل الستة أسرى في إحدى الخنادق فى قطاع غزة أثناء المواجهات الميدانية بين الجيش الإسرائيلي وقوات المقاومة الفلسطينية.
هذه الجمله الخبريه يبدو أنها جاءت متوافقة مع التسريبات التي جاءت من على لسان الساحال حول انسحاب القوات الإسرائيلية من معبر فيلادلفيا وحديث الموساد عن الانسحاب من نتساريم، وهو ما يشير بسياق متصل إلى ما سيذهب إليه مقترح بايدن لإنهاء الازمة في الأراضي الفلسطينية كونه يتوقع ان يستند حول هذه المحددات وسيأتي من على هذه الأرضية لوقف الحرب على غزة، وهي جملة البيان التى من المفترض ان يتقدم بها الرئيس بايدن للحل خلال الايام القليله القادمه.
فإن صحت هذه الاستخلاصات فان هنالك بوابة انفراج حقيقي أصبحت ماثلة للعيان يمكن البناء عليها استنادا لجملة القول التى سيقدمها الرئيس بايدن لإنهاء الأزمة فى كورسك ضمنيا كما فى غزه حيث بيت القصيد وعنوانه، وذلك بعد عودة الرئيس بايدن للمشاركة فى حملة هاريس الانتخابية التى باتت الأقرب للمكتب البيضاوي حسب استطلاعات الرأي الأخيرة، والتى بينت فارق النقاط لصالح هاريس في ويسكونسن وميشيغان والى حد متفاوت فى اريزونا ونيفادا، وهذا ما يستدعي وقف إطلاق النار للحصول على بيضة القبان من الاصوات العربيه والمسلمه الذين مازالوا ينتظرون الاستجابة لمطالبهم للتصويت لصالح هاريس فى حال وقف اطلاق النار في غزة.
فتح الخط بين موسكو وواشنطن عبر الوفد الاسرائيلي سيستكمل بالزيارة المنتظرة التي سيقوم بها الرئيس الفلسطيني لموسكو، وهى الزيارة التى يعول عليها في نقل الحالة الفلسطينية من إطارها الميداني الى طورها السياسي والتى تأتى متسلحة بثلاثة محددات رئيسية، أولا بيان هاريس الذى يتضمن حل الدولتين وحق تقرير المصير والعيش بأمن وكرامة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والثاني الذي يقف معه العالم أجمع والمحكمه الدوليه والذي تمثله قرارات الشرعية الدولية وهذا يستدعي الدعوة لمؤتمر دولي للسلام واعادة الإعمار، أما المحدد الثالث فإنه يأتي عبر مرجعية منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها المرجعية الرسمية لكل الفصائل الفلسطينية بكل ألوان الطيف السياسي الذى تحمله، وهذا ما يجعل من محطة الرئيس الفلسطيني في موسكو تعتبر محطة مفصلية.
خلاصة القول المنطقة تشهد أجواء تحول تفيد بالتهدئة بعد موجات التصعيد التى شهدتها منذ قرابة سنة، وهذا يمكن قراءته من عودة الإغاثة الجويه الاردنيه من جديد بعد فتره انقطاع والمزاج العام الإسرائيلي الذي أخذ بالتحول لصالح إنجاز صفقة، اضافة الى فتح قنوات التواصل بين موسكو وواشنطن وهى مؤشرات ينتظر أن تعيد حالة الهدوء فى الاراضى الفلسطينية على الرغم من أجواء الحصار التى مازالت تشهدها مدينة جنين ومخيمها لليوم الخامس على التوالي، والذي بات بحاجة الى تدخل مباشر لعودة القوات الاسرائيلية إلى مواقعها بعد هذا العدوان السافر على مناطق نفوذ السلطة بلا مبرر ولا مضمون سوى لتصدير ازمة نتنياهو وحكومته التى ولدت مأزومة.
فبعد فقدان الولايات المتحدة لورقه نتنياهو بانتهاء المعركة واخذت موسكو تكون قناة التحاور مع دول المحور، فإن هذه المعطيات يتوقع أن تحدث انفراجات … فهل ستؤدي جملة البيان بين موسكو وواشنطن لإحداث اختراق ينهى حالة التصعيد في المنطقة ؟ وهو السؤال الذي سيبقى برسم اقتراح بايدن النهائي للحل الذى نأمل أن لا يحمل مبادرة تقوم على ادارة أزمة بل يقدم مبادرة تحمل جملة مفيدة تجاه انهاء الازمة قبل نهاية ولايته التى لم يحسن فيها اختيار فريق العمل بشكل جيد، الذى راح لينفذ سياسه خارجيه لم تكن حصيفة عندما ابتعدت أمريكا عن مرجعية الحكم وجعلت من الادارة الامريكية تكون منحازة لطرف على حساب الآخر، مما جعلها تفقد دور المرجعية وتتعرض لانتقادات شديدة كانت من المفترض أن تكون بعيدة عنها مع تقارب جملة الوصل اليهودية بين”زيلنسكي ونتنياهو و بلينكن” الذى بات الحديث بينهم عبري بدلا من إن يكون فى اللغه الامريكيه التى من المفترض ان تتضمنها دائما جمله الاتصال والبيان.