ما زال الاحتلال الإسرائيلي مستمر في العبث بالقضية الفلسطينية في سبيل زعزعة وانهيار السلام من خلال توسيع عدوانه على الفلسطينيين؛ وخاصة مساعيه في تهجيرهم.
سلطات الاحتلال الإسرائيلية وضعت هدفا استراتيجيا حاليا يشمل الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس، بعد حرب الإبادة المستمرة منذ قرابة 11 شهرا على قطاع غزة.
وتعيش الضفة الغربية منذ سنوات على وقع اقتحامات واعتقالات واعتداءات متكررة من قبل المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين، حتى وصلت إلى بدء “عملية عسكرية” واسعة النطاق منذ 28 آب/أغسطس 2024 شمالي الضفة (جنين وطولكرم)؛ مما جعل الضفة الغربية أمام مرحلة غليان جديدة.
سياسيون أردنيون وفلسطينيون، قالوا، إنّ حكومة اليمين المتطرفة تريد أن تبقى الحرب في فلسطين مفتوحة، وأسلوب الاحتلال في قطاع غزة بدأ في مناطق مختلفة في الضفة الغربية المحتلة.
وأشاروا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يوسع أعمال الاستيطان ويسعى لتهجير الفلسطينيين لتفريغ الأرض من أصحابها.
وأكّدوا أن الأردن يقف بوضوح أمام مخططات تهجير الفلسطينيين من أرضهم؛ لأنه يعتبر ذلك خطا أحمر، وبمثابة “إعلان حرب”.
الدبلوماسية الأردنية
ويسير ويدافع الأردن (الرسمي والشعبي) عن فلسطين لمركزية القضية، وموقعها الجغرافي، ووصايته على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وإدراكه أن الاحتلال يسعى إلى السيطرة على عموم الأراضي الفلسطينية.
الأردن ومن خلال لقاءات وجولات جلالة الملك عبدالله الثاني يؤكد دائما على ضرورة وقف الحرب والتوصل لاتفاق ينهي معاناة الشعب الفلسطيني؛ ومنها انطلقت الدبلوماسية الأردنية باتجاه العالم لكشف الحقائق التي يزيفها الاحتلال من خلال أعضاء حكومته المتطرفة.
وبدأ الأردن بإجراءات الدبلوماسية ضد ما يقوم به الاحتلال من عدوان واسع بدأه على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2024 عند استدعاء السفير الأردني في إسرائيل إلى المملكة فورا؛ وإبلاغ وزارة الخارجية الإسرائيلية بعدم إعادة سفيرها الذي كان غادر المملكة سابقا.
استراتيجية الاحتلال
قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، إنّ استراتيجية حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة هي تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، وتصفية القضية الفلسطينية، وشطب التمثيل الفلسطيني من إطار منظمة التحرير.
وبين أبو يوسف، أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ يكرر نفس الأسلوب في قطاع غزة مع مناطق مختلفة في الضفة الغربية المحتلة من منع وصول مواد غذائية، وقطع المياه، وإيقاف الخدمات، وطلب إخلاء منازل.
ورجح أن يرفع تسارع وتيرة الأحداث في الضفة الغربية من انتهاكات واقتحامات واغتيالات الأحداث للوصول إلى “انتفاضه جديدة”؛ ولكن الأمر متعلق بتطور الأحداث.
وأشار إلى أن البرنامج الرئيسي للاحتلال الإسرائيلي هو “وئد المقاومة” في كل مكان في العالم، مبينا أن حكومة اليمين المتطرفة تريد أن تبقى الحرب مفتوحة من جميع الجوانب لاستمرارها.
وأكّد أن الوقت يسمح للاحتلال بالتهجير والإبادة الجماعية والتجويع والانتهاكات؛ لأن المجتمع الدولي عاجز عن إيقاف الحرب وتحقيق مطالب وحقوق الشعب الفلسطيني، ومعاقبة الإسرائيليين.
ودعا المجتمع الدولي، ومحكمة العدل الدولي، ومجلس الأمن الدولي تحمل مسؤولياتهم وتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني ووقف الانتهاكات الإسرائيلية ومحاسبة مرتكبيها وضمان عدم إفلاتهم من العقاب والعمل على نحو جاد لتلبية حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في تجسيد الدولة المستقلة.
وأكّد المسؤول الفلسطيني، أن موقف الأردن الأكثر وضوحا ودعما للفلسطينيين في الوصول إلى إيقاف العدوان، والرافض للتهجير لأي دولة، قائلا: “موقف الأردن سيمنع ذلك”.
وأشار إلى أن القدس حاليا على “صفيح ساخن”، مع زيادة الانتهاكات والاقتحامات بقيادة وزراء متطرفين بالحكومة اليمينية، وأداء جولات استفزازية وطقوس تلمودية في باحات المسجد الأقصى، وتوسع استيطاني.
توسيع الحرب
العين محمد المومني، قال، إنّ الحكومة اليمينية الإسرائيلية لن تألوا جهدا في محاولة توسيع نطاق الحرب سواء كان في الضفة الغربية أو للإقليم، لأنه يزيد من الدعم السياسي لها داخليا، ويقوي من ائتلافها الحاكم.
وأضاف المومني أن ما يحدث في الضفة الغربية يدل على أن هناك قرارا إسرائيليا باستغلال اللحظة الراهنة من أجل ارتكاب مزيد من الجرائم والعنف ضد المدنيين وهذا من شأنه أن يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار، وقد يؤدي إلى “نزوح داخلي” فلسطيني.
ورجح إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستمر في محاولاته من أجل أن يكون هناك إجهاز على المؤسسية الفلسطينية في الضفة الغربية.
الوزير الفلسطيني السابق علي جرباوي، قال إنّ حكومة الاحتلال المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو تعمل على إنهاء الوضع الحالي للضفة الغربية من خلال توسيع الاستيطان والاستيلاء على مساحة أكبر من الأرض، وحصر الفلسطينيين في مواقع محددة، وإنهاء القضية الفلسطينية.
ويرفض الأردن في جميع المحافل المحلية والدولية التهجير، لكن الخوف من “الهجرة الطوعية” بسبب البيئة غير القابلة للحياة وهذا ما يعمل عليه الاحتلال في غزة وبعض مناطق الضفة.
وقال العين محمد داودية، إنّ دائرة العدوان على الشعب الفلسطيني لن تتوقف منذ نحو 8 قرون، فالاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والقدس سنة 1967، هو عدوان.
وأضاف داودية أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وللقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية يتم بالعدوان والقوة والتنكيل، وهو العدوان المرتفع الوتيرة الذي يقع اليوم على الفلسطينيين في الضفة الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة المنكوب.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جرائمه وعدوانه، على أهالي الضفة الغربية المحتلة، وإن كانت بوتيرة أقل من وتيرة عدوانه على قطاع غزة، رغم عدم توفر الذرائع والمبررات.
فقد أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إصدار أكثر من 18 ألف رخصة بناء هذا العام في الضفة الغربية المحتلة.
وأكّد داودية، أن الأردن منذ بدء العدوان على قطاع غزة وقف بوضوح ضد مخطط تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة، وقطاع غزة.