أخبار ع النار- بقلم د. حازم قشوع
هى النتيجة التى اصبحت بائنة عند الكثير من السياسيين، وهو الاستخلاص الذي بات يقف عليه الكثير من المتابعين عندما قامت اسرائيل بلا مبرر سياسي ولا مصوغ قانوني باجتياح الضفة الغربية والعمل على تهويد القدس بدعوى ملاحقة مقاومين، ونسيت أنها دولة احتلال وتناست انها ترتبط مع منظمة التحرير باتفاقيات سلمية دولية ستجعلها مدانة كما ستجعل تحركها بلا غطاء يمكن أن يحميها من ويلات المطاردة القضائية والمتابعة الدولية بعدما راحت تضرب بعرض الحائط كل أمل تجاه السلام وتسد كل نافذة من أجل التعايش السلمي الذي من المفترض أن يشكل لها ولشعبها الحماية ودرجة الأمن الاستراتيجي الذي تريده شعوب المنطقة ولا تسعى من أجل الصدام معها او مع الولايات المتحدة التى مازلت تقدم لها الغطاء الدبلوماسي.
وعلى الرغم من معارضة الاتحاد الأوروبي لهذه التصرفات المرفوضة، ورفض المملكة المتحدة وبيان كامالا هاريس على قناة CNN الذي راحت لتؤكد على حل الدولتين وبيان ضرورة وقف إطلاق النار وتعلن اهمية التعايش السلمي بعنوان الكرامة الإنسانية وأمن كلا الشعبين ومعارضة حتى الجيش الاسرائيلي لموقف نتنياهو القاضى بعدم الانسحاب من محور نتساريم، الا ان نتنياهو مازال يصر لبقاء إسرائيل تمارس “دور محراك الشر ومعول الهدم”، فأينما دخلت آلة الحرب الإسرائيلية حل معها الخراب والتقتيل والدمار والتجريف، واينما سقط ظلها حمَل الأرض والشعب معها حملا ثقيلا يحمل معه النزوح والعطش والجوع وتفشي الأمراض والترويع وهى سياسة اسرائيل فى ظل نتنياهو المأزوم سياسيا وقضائيا وميدانيا وحتى دبلوماسيا.
حتى أصبح نتنياهو مدار استهجان باعتباره مخلوق غريب وكائن بشري مستهجن باطوار التنشئة فلقد كان من المفترض أن يحمل ثقافة القبول بالآخر والعيش المشترك باعتباره ابن امريكا ثقافيا كما كان من المفترض أن يحمل قيم يدافع عنها باعتباره من أعضاء الحزب الجمهوري معنون كما يصف ذلك سياسيين، او ان يحمل من دينه عظه يؤمن بها من التوراة يمكن أن تردعه من الإذعان بالقتل المحرم فى شريعته دون وجه حق هذا إذا كان يهوديا واليهود كانوا مضطهدين فى السابق و”المظلوم لا يظلم” لأن الله خلق الظلم وحرمه على نفسه، لهذه الأسباب الموضوعية و المبررات المقرة فى سلوك نتنياهو وسياسته، فلقد بات عند الكثير قناعة أن نتنياهو هو “مخلوق مهجن” جينيا واخلاقيا وغير سوى سلوكيا، فالذي يذعن بكل هذه الأفعال هو مخلوق ليس من البشر كما الفئة التى حوله من شياطين الإنس و ما كان الله ليخلقهم على هذه الوصفة … عندما صوروا لنتنياهو إنه النمرود ونسوا ليقولوا له كيف مات بالبعوضة وكيف كان عاقبة ظلمه وغطرسته حيث كان لا ينام إلا عند ضرب رأسه بالحذاء او ب “الزنوبه”، هكذا كانت نهاية نمرود وهذا ما لا اتمناه لك أن تكون عليه نهايتك فالظالم يظلم فانظر ل شارون من قبلك علله يقول لك مشهده كيف كانت نهايته.
خلاصة القول لن يستطيع لا نتنياهو ولا كل قوات المركز بكل قواه اجتثاث الشعب الفلسطيني من أرضه وهو مازال مرابط من عليها او حولها ومهما بعدت المسافة الجغرافية الفلسطيني لطلب العيش فسيبقى يردد “فلسطين الحبيبة كيف احيا بعيدا عن سهولك والهضاب” وهو لم يراها لكنها معه لانها تشكل له كرامته وليست وطنه فحسب وسيبقى ينشد “انا ابن فلسطين ما هتفت لغيرها” لانها عند كل عربي “فلسطين عقيده” وكل من لا يتمسك بفلسطين العقيدة مشكوك بعروقه عروبتة وجيناته الإنسانية.
فلسطين تقبل بالآخر فليسأل نتنياهو جولدا مائير ويسأل رابين فلقد حملوا هوية فلسطين عند مولدهم فاحذر أن يقول الشعب الفلسطيني “في وفيهم ولا شلت” أو أن نهج يهزم ابومازن الذى لا يؤمن إلا بالسلم والعيش المشترك فإن سقطت منهجيته فليعلم نتنياهو أنه سيكون في مواجهة مع شعب الجبارين ب “اتفاضه ثالثه”.
ولبيان الحال السياسي ودعم العمل الدبلوماسي فإن العمل على ترتيب قمة ثلاثية أردنية مصرية فلسطينيه تحمل معاني الدعم لصمود الشعب الفلسطيني في محنته وفي معركة الدفاع عن الذات التي يخوضها فأن ذلك سيشكل دعما موضوعيا كما يشكل ذات الأمر أهمية لحفظ السلام الأقليمي ولبيان دور الجسم العربي ومكانتة عبر قمة استثنائية تعقد في المنامة حيث
الرئاسة الدورية للجامعة العربية كونها جميعها تعمل على إسناد الشعب الفلسطيني وتحد من درجة توسع المواجهة وتسهم بأنحسار تأثير محراك الشر ومعول الهدم.