تخيل أنك تقف على شاطئ شاسع، وتنظر إلى المحيط، في الماضي، لم يكن بوسعك سوى مسح جزء صغير من الماء بحثا عن أي علامات للحياة، ربما سمكة تقفز أو دلفين يطفو على السطح.
لكن الآن، بفضل زوج جديد قوي من المناظير، يمكنك مسح الأفق بالكامل دفعة واحدة، وحتى رؤية أبعد مما كنت تستطيع من قبل.
وهذا هو في الأساس فيما يفعله العلماء من معهد SETI ومركز أبحاث SETI في بيركلي بأمريكا والمركز الدولي لأبحاث علم الفلك الراديوي، ولكن بدلاً من المحيط، يقومون بمسح الكون، وبدلاً من البحث عن الأسماك، يبحثون عن علامات الحضارات الفضائية الذكية.
المشروع، الذي يقوده الدكتور تشينوا تريمبلاي والدكتور ستيفن تينغاي، رائد لأنه أول مشروع يبحث عن إشارات من الحضارات الأخرى تشير إلى وجود كائنات أخرى أو تكنولوجيا فضائية، ليس فقط في مجرتنا، ولكن في مجرات أبعد من ذلك بكثير.
ويستخدم الباحثون “تلسكوب راديو” عملاقًا في غرب أستراليا يسمى مجموعة مورشيسون وايدفيلد (MWA)، والذي يمكنه مسح السماء بترددات راديوية منخفضة للغاية، مثل الاستماع إلى أضعف همسة في غرفة مزدحمة.
وعادةً ما تركز عمليات البحث في معهد ( SETI) على مجرتنا درب التبانة، لكن هذه الدراسة تنظر إلى أكثر من 2800 مجرة أخرى، فالأمر أشبه بالترقية من البحث في الحي المحلي الخاص بك إلى مسح المدن بأكملها بحثا عن أي علامات على الحياة.
وفي حين أن هذه الدراسة الأولية لم تجد أي علامات على وجود تكنولوجيا فضائية، إلا أنها كانت لا تزال قفزة هائلة إلى الأمام، فقد ساعدت العلماء على فهم المكان الذي يجب أن يبحثوا فيه بعد ذلك، وأظهرت مدى قوة مجموعة مورشيسون وايدفيلد (MWA).
ويقول الباحثون إن “هذا البحث هو تذكير بأنه على الرغم من أننا لم نجد أي شيء هذه المرة، فإن الكون شاسع، والبحث عن حياة ذكية بدأ للتو، ومن خلال العمل معا عالميا واستخدام التكنولوجيا المتقدمة، فإن هذا العمل يدفع حدود فهمنا للكون، ومن يدري ما يمكن اكتشافه بعد ذلك”.