يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة أوضاعًا مأساوية، حيث يصلون إلى المياه والغذاء والخدمات الأساسية بشق الأنفس، في وقت قالت فيه منظمات إغاثة دولية إن الجوع يتفاقم في القطاع وبات “يطارد الجميع”.
القطاع الذي عاش فيه نحو 2.3 مليون شخص، فر السواد الأعظم منهم جنوبًا بعد الضربات الإسرائيلية والعملية البرية في التي بدأت بمناطق في الشمال، قبل أن تمتد إلى الجنوب بعد ذلك.
وكشف نازحون غزيون، حجم الأزمة الغذائية والإنسانية التي يعيشونها بعد خروجهم من منازلهم شمالي القطاع.
صلاح طفل نزح من الشمال، وقف طويلا ليحصل على قارورتي مياه بشق الأنفس في أحد مخيمات اللجوء في الجنوب، قال: “صرت أعبي (أملأ) المياه وأروح (أذهب) الخيمة لإخوتي وأبي وأمي.. لا مدارس ولا شيء هنا”.
وباتت مهمة العثور على المياه والغذاء شاقة في ظل شح المساعدات الغذائية وارتفاع الأسعار التي زادت عن الضعفين، مما جعل البعض يتحايلون على نقص الغذاء بإعداد الطعام على صفائح حديدية بدائية، فيما ضحّى البعض بوجباتهم لإطعام الأطفال.
وقال النازح عادل السمني: “قبل الحرب كان الأكل في متناول الجميع، حاليا الوضع صعب، فمن لا يمتلك نقودا يجوع ويموت”.
فيما شرح نازح آخر أسرته مكونة من 7 أفراد: “لا غموس، الرغيف نقسمه إلى 4 أرباع، وأعطي كل فرد ربعه في يده، وباقي اليوم صيام”.
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، أشارت عبر منصة إكس “تويتر سابقًا”، إلى أن “الجوع يلاحق الجميع” في قطاع غزة.
الى ذلك قال مسؤولون في مجال الصحة ومنظمات الإغاثة إن الأمراض المعدية تفتك بسكان قطاع غزة، نتيجة الطقس البارد الرطب والاكتظاظ في مراكز الإيواء، والغذاء الشحيح والمياه القذرة وقلة الدواء.
وفي تقرير نشرته نيويورك تايمز، فإن خيارات العلاج للذين أصيبوا بالأمراض المعدية محدودة للغاية، حيث اكتظت المستشفيات بالجرحى المصابين في الغارات الجوية الإسرائيلية خلال أكثر من شهرين على الحرب.
ونقلت الصحيفة عن سماح الفرا، البالغة 46 عاما وأم لعشرة أطفال قولها إنها تكافح لرعاية أسرتها في مخيم يؤوي نازحين فلسطينيين في رفح جنوب غزة.
وأضافت “كلنا مرضى. وكل أطفالي يعانون من حمى شديدة وفيروس في المعدة”.