قال مستشار العمارة والتصميم الحضري، الدكتور مراد الكلالدة، إن النمو السكاني في العاصمة عمان يشهد تسارعا كبيرًا بخلاف ما تشهده المدن العالمية، وذلك يستوجب إيجاد حلول لقطاع النقل عبر استحداث أنفاق تحت الأرض بدلا من الجسور.
وأضاف الكلالدة في حديث اذاعي، أن العاصمة عمان ذات طبيعة جبلية؛ وشهدت زيادة سكانية تقدر من نصف مليون نسمة إلى قرابة 4 مليون نسمة حاليا، “وهذا حفز أصحاب القرار بالخروج بفكرة المدينة الجديدة لتقليل الازدحام داخل العاصمة”.
وأشار إلى أنه يجب طرح المشاريع الكبرى للحوار قبل عرضها للتنفيذ، خاصة عند الحديث عن إنشاء مدينة جديدة؛ كالتي تسير بها الحكومة الحالية.
“حكومة رئيس الوزراء بشر الخصاونة أعلنت في وقت سابق عن خطط لإنشاء المدينة الجديدة، المزمع إقامتها على بعد نحو 40 كلم عن وسط العاصمة عمّان و31 كلم عن مدينة الزرقاء، وستقام المدينة على أرض مملوكة للدولة، وهي محاطة أيضا بأراض للدولة”.
وقال الكلالدة إن موقع المدينة الجديدة المعلن عنها غير مناسب. ولفت إلى العاصمة عمان تضم قرابة 50% من سكان الأردن، وهذا مؤشر على التضخم السكاني في العاصمة الأمر الذي يتسبب بإشكالية على كافة الصعد.
ودعا الكلالدة للعمل فورا لحل تحدي الزيادة السكانية بالعاصمة عمان، عبر توفير مشاريع مدروسة مثل الأنفاق تحت الأرض، مشبها تحدي الزيادة السكانية بالنزيف الذي يؤثر على حياة الناس، وذلك .
وقال إن الأردن أصبح عنوانا لهجرة الشباب، وهذا نمط لم يكن موجودا قبل ذلك.عمان مهيأة أكثر من برلين لاستحداث أنفاق تحت الأرض
شبكة أنفاق ـ
قال الكلالدة إن نمط النقل السائد في الممكلة هو استخدام المركبات الخاصة، بينما في برلين ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ النمط السائد للنقل الاعتماد على “شبكة مترو” تحت الأرض تربط بين المدن.
وأكد أن عمان مهيأة لاستحداث أنفاق تخدم وسائل النقل العام مثل نفق الحدادة. ويرى أن العاصمة عمان مهيأة أكثر من برلين لاستحداث أنفاق تحت الأرض لتوفير شبكة مواصلات.
وقال الكلالدة إن شبكة الطرق في عمان ضيقة وهنالك تسهيلات من البنوك لشراء المركبات والتي عددها بتزايد، مضيفا أنه لا يمكن الخروج من أزمات المرور في عمان وغيرها من المدن التي تشهد كثافة سكانية دون تخفيف عدد المركبات، وذلك بتوفير شبكة طرق ومواصلات صحية.
جسر صويلح مرج الحمام ـ
لفت الكلالدة إلى أن جسر صويلح ـ مرج الحمام مدفوع الأجر والمزمع دراسته، سيعتمد على تقاضي بدل الاستخدام من المركبات القادمة من شمال الأردن إلى المنطاق التي يوصل إليها الجسر، مشيرًا إلى صعوبة إيصال المركبات القادمة من شارع الملكة رانيا “شارع الجامعة” لخدمة الجسر بسبب طبيعة الطريق.
وأكد أن الدخل المتوقع من المشروع سنويا يقدر بـ 27 مليون دينار إذا ما وصل استخدامه إلى نصف مليون مركبة يوميا “وهو رقم متفائل” بكلفة قرش واحد لكل كيلو متر ” ويبلغ طول الجسر 15 كيلو مترا”، مضيفا أن المشروع “لن يكون مجديا اقتصاديا ـ لأن كلفة ستصل إلى مليار دينار”.
وقال الكلالدة: “من المعيب أن نقدم مشروع غير مدروس اقتصاديا”، مشددا على أهمية إيجاد دراسات قبل طرح أي عطاء”. ويرى أنه يمكن الاستعاضة عن بناء جسر صويلح ـ مرج الحمام بشبكة أنفاق أرضية بكلفة أقل من تلك المقدرة للجسر مدفوع الأجر.