برز نجم رائد الأعمال الشاب بافيل فاليريفيتش دوروف بشكل لافت في عالم التكنولوجيا، حيث يُعتبر من أبرز الشخصيات المؤثرة في هذا المجال خلال العقدين الماضيين.
يبلغ دوروف من العمر 40 عامًا، ويُطلق عليه في بعض وسائل الإعلام لقب “مارك زوكربيرغ الروسي” نظرًا لدوره المحوري في تأسيس وإدارة منصات تواصل اجتماعي ناجحة.
اشتهر دوروف بتأسيس موقع التواصل الاجتماعي الروسي الشهير “فكونتاكتي” (Vkontakte) عام 2006، وهو في سن 22، والذي أصبح المنصة الأكثر شعبية في روسيا ودول الاتحاد السوفييتي السابق.
في عام 2013، أسس دوروف تطبيق المراسلة المشفر “تيليغرام” بالتعاون مع شقيقه نيكولاي دوروف.
تمكن التطبيق من تحقيق نجاح كبير ونمو هائل، حيث يُستخدم اليوم من قبل مئات الملايين حول العالم، ويُعتبر واحدًا من أكثر تطبيقات المراسلة أمانًا وموثوقية.
حظي دوروف بتقدير واسع النطاق لمساهماته في مجال التكنولوجيا والابتكار.
في عام 2014، تم تصنيفه كواحد من أكثر القادة الشباب الواعدين في أوروبا الشمالية تحت سن الثلاثين. وفي عام 2017، اختير للانضمام إلى القيادات العالمية الشابة في المنتدى الاقتصادي العالمي، ممثلًا لفنلندا.
تُقدَّر ثروة دوروف وفقًا لتقديرات مجلة “فوربس” بحوالي 15.1 مليار دولار، مما يجعله واحدًا من أغنى رواد الأعمال في قطاع التكنولوجيا على مستوى العالم. وقد دخل قائمة المليارديرات العالمية كأصغر ملياردير عندما كان في السابعة والثلاثين من عمره.
على الرغم من نجاحاته المتتالية، واجه دوروف تحديات مع السلطات الروسية بسبب سياساته المتعلقة بخصوصية المستخدمين وحرية التعبير.
في عام 2014، اضطر إلى مغادرة روسيا بعد رفضه التعاون مع المخابرات الروسية وتقديم بيانات المستخدمين المشفرة. وصرح حينذاك قائلاً: “بمجرد أن تتمكن إحدى الوكالات من مراقبة الاتصالات الخاصة بشكل لا يمكن السيطرة عليه، ستتمكن أطراف ثالثة من الوصول إلى المعلومات”.
بعد مغادرته روسيا، واصل دوروف تطوير وتنمية “تيليغرام”، الذي أصبح بديلًا قويًا لتطبيقات المراسلة الأخرى مثل “واتساب”، خاصةً بين المستخدمين الذين يقدّرون الخصوصية والأمان في تواصلهم الرقمي.
مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، برز دور “تيليغرام” كمصدر أساسي للمعلومات والتواصل بين الأفراد والمؤسسات، مما زاد من أهميته وتأثيره على الساحة الدولية.
وعبّر دوروف عن مشاعره الشخصية تجاه الصراع، قائلاً: “عائلة والدتي من كييف، ويعيش العديد من أقاربنا في أوكرانيا. لهذا السبب، هذا الصراع المأساوي شخصي بالنسبة لي ولتيليغرام”.
يستمر بافيل دوروف في التأثير على عالم التكنولوجيا والاتصالات، مع التركيز على تعزيز حرية التعبير وحماية خصوصية المستخدمين. وتستمر “تيليغرام” في التطور والتوسع، مع خطط مستقبلية تشمل دراسة خيارات مختلفة للاكتتاب العام وتقديم مزيد من الخدمات المبتكرة لمستخدميها حول العالم.
ذكرت قناة تي إف 1 التلفزيونية الفرنسية نقلا عن مصدر لم تكشف عنه قوله إن بافيل دوروف المؤسس والرئيس التنفيذي لتطبيق تيليجرام للمراسلة اعتقل في مطار باريس لو بورجيه خارج العاصمة الفرنسية مساء السبت.
وقالت القناة التلفزيونية على موقعها الإلكتروني إن دوروف كان مسافرا على متن طائرته الخاصة، وأضافت أنه كان مستهدفا بموجب مذكرة اعتقال في فرنسا.
ولم يرد المسؤولون في تيليجرام على الفور على طلب من رويترز للتعليق.
وأصدرت المديرية الوطنية للشرطة القضائية الفرنسية (OFMIN) مذكرة توقيف بحق مؤسس تطبيق تليجرام، المواطن الفرنسي الروسي حيث انه يحمل جنسيتين.
وأرجعت سبب الاعتقال او التوقيف الي عدم التعاون مع سلطات إنفاذ القانون والتواطؤ في الاتجار بالمخدرات وجرائم الاعتداء على الأطفال والاحتيال، وفقًا لقناة TF1.