سيول، أمطار، وعواصف رعدية ضربت بعض دول شبه الجزيرة العربية في أيام كانت من بين الأشد حرارة في السنوات الماضية، إذ لم تشهد هذه المناطق هذا الكم من الأمطار في شهر أغسطس من قبل.
الخميس، شهدت السعودية موجة جديدة من الأمطار الرعدية، وُثّقت في مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شملت الأمطار جازان وعسير والباحة، وكانت أشدها في الطائف ومكة المكرمة، كما امتدت السحب نحو مدينة جدة الساحلية.
وفي اليمن أيضًا، توفي 67 شخصًا وأصيب 12 آخرون جراء الأمطار الغزيرة والسيول التي اجتاحت محافظة الحديدة غربي البلاد خلال الأيام الماضية حسب تقرير لجنة الطوارئ. كما توقع المركز الوطني للأرصاد أن يكون الطقس يوم الجمعة غائمًا جزئيًا مع فرصة تكوّن بعض السحب الركامية شرقًا بعد الظهر، قد يصاحبها هطول أمطار.
يوضح جمال الموسى، مستشار في قسم التدريب والبحوث في موقع طقس العرب أن “هذه الظروف المناخية ليست جديدة أو مفاجئة، لكنها أكثر شدة في السنوات الأخيرة، وتحديدًا في العامين 2023 و2024، وذلك بسبب التغيرات المناخية التي يشهدها العالم”.
وأضاف الموسى: “ارتفاع درجة حرارة الهواء يساهم في زيادة قدرته على تخزين بخار الماء، مما يؤدي إلى أمطار غزيرة وسيول، بالإضافة إلى أن ارتفاع درجة حرارة المسطحات المائية بسبب الاحتباس الحراري وازدياد انبعاث الغازات الدفيئة أدى إلى تكوّن الغيوم الركامية والعواصف الرعدية”.
وعن التفسير العلمي المباشر وراء هذه الموجة، يقول الخبير إن “جنوب غرب السعودية واليمن تعرضا لأمطار موسمية سببها لقاء الرياح الشمالية الشرقية بالجنوبية الشرقية ووصولها إلى مناطق اليابسة، الأمر الذي أدى إلى أمطار رعدية”.
وتابع: “موجة الأمطار أيضًا كانت بسبب كتل هوائية دافئة ورطبة مصدرها المحيط الهندي، وصلت إلى شبه الجزيرة العربية وتحديدًا جنوبها، مع هواء بدرجة حرارة مختلفة ورطوبة أقل، مما أدى إلى انخفاض درجات الحرارة بالمجمل وزيادة في هطول الأمطار”.
وفي أبريل الماضي، غمرت مياه السيول عددًا كبيرًا من الطرق في السعودية، ضمن موجة من الأمطار الغزيرة التي ضربت منطقة الخليج الصحراوية.
هطلت الأمطار بغزارة على الإمارات في أبريل، وعطلت السيول القياسية الحياة في عدد من المناطق في دبي وأبوظبي والشارقة.
وضربت عواصف استثنائية منطقة الخليج في منتصف أبريل، وأسفرت عن مقتل 21 شخصًا في عُمان و4 في الإمارات، التي سجلت أكبر كمية هطول أمطار منذ 75 عامًا.