بعد 70 عاماً، حددت دراسة نرويجية جديدة هوية عظام بشرية غامضة عُثر عليها في قبر شمال غرب إسبانيا عام 1955.
أدى مزيج من عمليات التحليل الإلكتروني والكيميائي للعظام واختبار الحمض النووي إلى نتيجة مفادها أن هذه العظام البشرية التي عثر عليها عام 1955 هي عظام الأسقف ثيو دومير. كان وجود الأسقف ثيو دومير محل نقاش حاد خلال التسعينيات، عندما اكتشف عالم الآثار الإسباني مانويل تشاموسو لاماس شاهد قبر أسفل كاتدرائية سانتياغو دي كومبوستيلا الإسبانية الأثرية منقوش عليه اسمه. وخلصت دراسة قديمة إلى أن العظام تعود إلى رجل بالغ مسن، ولكن بعد ثلاثة عقود، أعلن تقييم جديد يستند إلى صور للموقع أنها تنتمي إلى امرأة يتراوح عمرها بين 50 و70 عاماً.
فك الغموض ذكرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية أن الدراسة الجديدة استطاعت فك غموض هذه العظام البشرية تحت قيادة باتكسي بيريز رامالو من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، الذي دمج بين أساليب تحليلية مختلفة في محاولة لإعادة إنشاء قصة حياة الشخص. وظهر أن الشخص توفي بعد سن 45 عاما، وتشير ملامح العظام إلى أن بنيته ضعيفة ولم يؤدي سوى القليل من الأعمال البدنية خلال حياته، وهو ما يتوافق مع نمط حياة كبار رجال الدين خلال تلك الفترة. وخلص رامالو في دراسته إلى احتمال بنسبة 98% أن تعود إلى كون ثيو دومير.
وثائق كنسية نقلت الدراسة عن وثائق كنسية أن الأسقف ساعد في شق ورصف طريق “كامينو دي سانتياغو”، وهو أحد أشهر طرق رحلات الحج المسيحية في إسبانيا، حيث يبلغ طوله 146 كلم، ويسمى “الطريق البدائي”. تتحدث الوثائق عن أن ثيو دومير اكتشف قبر القديس “يعقوب الرسول” بين عامي 820 و830م، فوصلت الأخبار إلى الملك ألفونسو الثاني ملك منطقة المجاورة، فسار بجيش جرار للسيطرة على الاكتشاف، وهنا تنقطع أخبار ثيو دومير.