كثيرة هي الأخبار التي ترد إلى مسامع اللبنانيين من بلدات الجنوب الحدودية مفادها بأن نهاية الحرب ستكون مفاجئة وأن الخسائر كبيرة جدا.
وتشير الأخبار أن “هناك بلدات لم يبق فيها منازل على الإطلاق واختلطت حجارة البيوت المهدمة ببعضها البعض “.
ويعيش اللبنانيون هاجس توسع رقعة الأعمال القتالية الحربية بين لبنان وإسرائيل ومدى تأثير ذلك سلبا على اقتصاد لبنان، في وقت تُنذر المؤشرات السلبية المتتالية بمستقبل اقتصادي أكثر اضطرابا لبلد يواجه أزمة اقتصادية وصفت بالأصعب في تاريخ البلاد منذ نهاية عام 2019 ولا زالت تلقي بظلالها على مختلف القطاعات حتى اللحظة.
وبين هاجس الحرب وحالة القلق اليومية التي يعيشها اللبناني، يبقى الثابت الوحيد في نتائج حرب أطلقها “حزب الله”، في 8 أكتوبر الماضي لدعم قطاع غزة، الخسائر الاقتصادية والبشرية الكبيرة التي أصابت جنوب البلاد بشكل كارثي.
وأجمع خبراء معنيون على أن الضغوط التي فرضتها ” حرب المساندة” نتج عنها الكثير من الخسائر وأبرزها نزوح مئات آلاف العائلات وتوقف النشاط الزراعي كليا على الحدود الممتدة من بلدة الناقورة في القطاع الغربي إلى شبعا في القطاع الشرقي”.
الخسائر بالمليارات
قال الخبير في الشؤون الاقتصادية الكاتب والمحلل منير يونس أن “الأضرار كبيرة جدا ومنها المباشر وغير المباشر وتتراوح حتى اليوم ما بين مليارين و10 مليارات دولار”.
وقال: ” لا تقديرات نهائية للخسائر لأن الأعمال الحربية مستمرة “.
وأشار إلى ” وجود ما بين 7 و10 آلاف وحدة سكنية متضررة إما كليا أو جزئيا داخل البلدات الحدودية”.
وقال” هناك عشرات آلاف الهكتارات الزراعية في الجنوب تضررت نتيجة القصف بالقنابل الفسفورية والمشهد يشبه الأرض المحروقة، وهذه التربة سوف تحتاج الى علاج على مدى سنوات.”
وأوضح أن “الحرب منعت المزارعين من زراعة 17 مليون متر مربع من الأراضي الزراعية. “
وتابع يونس: “من المواسم التي تضررت، موسم الزيتون والتبغ وغيرها كما لحق الضرر بآلاف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في محافظة الجنوب عموما “.
وأشار يونس إلى ” وجود مئة ألف نازح ” وقال ” كلفة ذلك كبيرة جدا على الجميع في لبنان.”
وتابع” لم ينجح الاعتماد على موسم السياحة هذا الصيف لأنه لم يصل الى نسبة 20 بالمئة من موسم السنة الماضية 2023 حيث كان موسماً استثنائيا أعطى جرعة أمل للاقتصاد إلى أن وصلت أحداث 7 اكتوبر”.