شهد النصف الأول من العام الجاري تراجعا في أعداد المجموعات السياحية القادمة إلى المملكة وخصوصا الأوروبية.
وجاء التراجع نتيجة استمرار تأثير عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
إغلاقات فندقية وتسريح للعمالة
بالتوازي مع ذلك أعلنت سلطة إقليم البترا عن إغلاق أكثر من 28 فندقا في البترا بسعة تتجاوز 1000 غرفة بسبب تراجع الحركة السياحية.
نائب رئيس جمعية الفنادق حسين هلالات قال إن عام 2023 كان ذهبيا على القطاع السياحي لغاية شهر 10، إلا أنه بسبب العدوان على الأهل في غزة بدأت الوفود بإلغاء الحجوزات وعدم القدوم إلى الأردن.
وبين هلاللت أن أغلب الفنادق باتت خاوية منذ السابع من أكتوبر، فيما نجحت بعض الفنادق في عمان بملء نحو 50% من الغرف من خلال استقبال المقيمين والأشقاء العرب الذي زاروا المملكة خلال فترة الصيف الحالي.
تسريح مئات العمال في البترا
وأشار إلى أن مدينة البترا في الوقت الحالي لا تتجاوز نسبة إشغال الفنادق بها الـ3%، منوهاً أن الفارق بين نسبة الأشغال في الشهور الـ6 الأولى من عام 2023 والشهور الـ6 الأولى من عام 2024 تصل إلى أكثر من 90%.
وأوضح أن البترا تصل فيها نسبة الإشغال في شهور (آذار، نيسان وأيار) إلى 90%، بينما وصلت النسبة خلال هذه الشهور من العام الجاري إلى 33%.
وحول أعداد السياح الذين كان يزورون البترا في اليوم الواحد، بين أن المدينة كانت تستقبل في اليوم الواحد أكثر من 5 آلاف سائح، بينما في الأيام الحالية لا تصل الأرقام إلى 200 سائح.
وذكر أن عدد الغرف الفندقية في مدينة البترا تبلغ 3200 غرفة، أغلق منهم أكثر من ألف غرفة بما يزيد عن 30 فندقاً.
وسرح نحو ألف موظف نتيجة تراجع الحركة السياحة في المدينة، وتعاني مختلف القطاعات السياحية في المدينة وليس الفنادق فقط، وفق هلالات.
الأردن على خارطة السياحة العالمية الخطرة
أما فيما يتعلق بمدينة العقبة الاقتصادية، قال هلالات إن المدينة تعتمد في الوقت الراهن على السياحة الداخلية.
وأشار إلى أن حجوزات السياحة الداخلية في المدينة تعمل على رفع نسبة الأشغال في الفنادق، وليست حجوزات السياحة الخارجية.
وبين أن الأردن في الوقت الراهن مصنف على خارطة السياحة العالمية الخطرة بسبب العدوان على غزة، ما يدعو الدول الأوروبية الى إبلاغ رعاياها بعدم التوجه إلى الأردن إلا على مسؤوليتهم الشخصية.
ودعا هلالات وزارة الخارجية إلى توجيه سفراء الأردن في تلك الدول للقيام بتقديم ضمانات وأدلة حول مأمونية المملكة للسفر، مما سيساعد على إعادة تنشيط الحركة السياحية.
ونوه أن الهجوم الإيراني بالمسيرات على الاحتلال خلال شهر أبريل الماضي كان له أثر سلبي كبير على حركة الطيران، لا سيما الطيران منخفض التكلفة الذي ألغى عددا كبيرا من رحلاته إلى المملكة.
وطالب هلالات الحكومة بإتخاذ قرارات سريعة لإنقاذ القطاع، حيث أن الفنادق غير قادرة على تغطية نفقاتها التشغيلية من إيجارات ورواتب موظفين والتزاماتها تجاه الحكومة.
دعوات لتحرك حكومي
وأشار إلى أن الحكومة لم تتخذ إجراءات حقيقية لدعم القطاع لغاية اللحظة، حيث أن مؤسسة الضمان الاجتماعي قامت بجدولة التزامات الفنادق لديها، بينما قام البنك المركزي بإعادة جدولة القروض لمدة 6 شهور فقط لا غير.
وأوضح أن الحكومة ترى أن البترا متضررة في الفترة الحالية، إلا أن القطاع السياحي في مختلف محافظات المملكة غير متضرر.
وذكر أن نسب الإشغال في منطقة البحر الميت ترتفع إلى نحو 50% خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينما تتراوح في منتصف الأسبوع إلى 15%، ما يعني أن معدل نسب الإشغال لا يزيد بالعموم عن 20-25% وهي غير كافية.
وقال إن المستثمر ليغطي نفقاته التشغيلية يحتاج إلى نسب اشغال تصل إلى 50% نظرا لارتفاع أسعار الكهرباء والمياه والضريبة والمواد الغذائية وغيرها.
وذكر أن الغرفة في فندق الـ5 نجوم تصل تكلفتها قبل أن يتم استخدامها إلى 48 دينارا، وفق دراسة تم اعدادها في هذا الشأن، وبعد استخدام مرفقاتها المختلفة سيكون هناك تكلفة إضافية.
وتبلغ حصة السياحة 15.6% من الناتج المحلي الإجمالي للأردن.
جائحة تضرب السياحة في الأردن
وقال هلالات إن القطاع السياحي يمر بجائحة جديدة، معتبراً أن الظروف الحالية على القطاع أصعب من ظروف جائحة كورونا؛ التي قدمت الحكومة خلالها دعما للقطاع.
ونوه إلى ضرورة وجود غرفة لإدارة أزمة القطاع، حيث أن كافة الفنادق تعتبر شبه مغلقة وتقوم بمنح إجازات غير مدفوعة للموظفين.
وبين أن أصحاب الفنادق الأردنية تحملوا أكثر من 10 شهور ودفعوا رواتب الموظفين والكلف التشغيلية من نفقتهم الخاصة، داعيا مؤسسة الضمان الاجتماعي للتصرف واتخاذ الإجراء المناسب.
وأكد أن استمرار الوضع على هذه الحالة سيتسبب في إغلاق المزيد من الفنادق في مختلف مناطق المملكة.