بقلم : د. حازم قشوع
فى انتخابات الرئاسه الامريكيه يستهدف الجميع الولايات المتأرجحة وتتشكل ظاهرة عرفت بالأصوات غير الملتزمة، لأن هذه الأصوات ستكون فاصلة وحاسمة في المعركة الرئاسية والمرشح الذي يخسرها لن يحظى بشرف الدخول للبيت الابيض، واما سمة الحصول عليها فإنه يؤول لكرت غزه نتيجه وجود بيضة القبان العربيه المسلمه فى هذه الولايات التي ستقول من هو الفائز بالتأكيد، وفي حال بقائها غير ملتزمة فإن فوز كمالا هاريس سيكون غير وارد فى ولاية ميشيغان ولا فى ديترويت ولا في بقية الولايات المتأرجحة التي يقدر فيها الصوت العربي 700 ألف صوت، وهذا ما يعني أن على كمالا هاريس اتخذت قرار والرئيس بايدن بالضغط على نتنياهو لقبول الصفقة، وبدون ذلك ستكون معركة حصول كمالا على كرت الصعود سيكون مرهون بلقاء كمالا مع هذه الأقلية الوازنة فى المعيار الانتخابي.
فان قررت الإدارة الأمريكية التدخل الجاد بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة، فإن هذه الكتلة المعيارية الصوتية سيجعل الأصوات تذهب لصالح هاريس وهذا يعنى حكما دخولها للبيت الأبيض كما سيجعل الضربة الايرانية تكون محدودة، وهو ما سيوقف في المحصلة إشعال حرب إقليمية فى مركز الحضارة الإنسانية، وهذا لا تريده الإدارة الديمقراطية لأن نتائجها مازالت غير معروفة التوجه ولا محسوبة الاتجاه، الأمر الذي من شأنه وقف حرب الاستنزاف عن اسرائيل وسينهي أزمة الفلسطينيين التي طالت وأصبحت محرجه للاداره الامريكيه، وهى تقدم ذاتها بحلة قيمية تقوم على الحرية وحق تقرير المصير للشعوب وأساسها أهلية المواطنة المدنية والسياسية كما الحقوقية حتى لا تدخل نفسها بازدواجية معايير لا تخدمها وهذا ما استوجب التحذير.
صحيح أن دونالد ترامب يتحدث عن طرد الشعب الفلسطيني من دياره عبر تهجير قصري لأهل غزة كما الضفه والقدس فى المقياس الضمنى، لكن ما هو صحيح أيضا أنه لا يجوز ل كمالا مخاطبة العرب بهذه الطريقة فى ميشغان وهم من جاءوا ليقولوا لك حذاري من الكيل بمكيالين وانت القاضيه والمدعي العام، وهذا ما يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار لانه يمس هاله حضورك كما يمس القيم والمصداقية التى تقفين عليها في الإنصاف وتحقيق العدالة، فالحق سيده هاريس لا يعلو عليه أليس كذلك ؟.
وحيث أن المرشح الديموقراطي هاريس تعلم أن الأصوات العربيه المسلمه لن تذهب لصالح ترامب لكن بقاءها وعدم الإدلاء بها وحتى اعتزال جزءا منها سيجعل من حصولها على الكرت الرئاسي المتارجح كما ولايه الكرز التى وقفت فيها لإسكات الأصوات التي دعمتها لوقف إطلاق النار في الحرب اللاإنسانية التي تشنها القوات الإسرائيلية على اهالي غزه، تلك هى المحصلة التى تجعلنا نقول ل هاريس حذاري من بقاء الصوت غير الملتزم فى مكانه ويجب على الإدارة الديموقراطية الإصغاء لما يقوله هذا الصوت كونه جزء من دوائر التأثير الاساسيه فى الانتخابات الرئاسية !.
ولعل عودة طاولة التفاوض من جديد لتكون حاضرة بجدية قبل موعد انعقاد مؤتمر الحزب الديموقراطي في الثلث الأخير من هذا الشهر ستجعل الأصوات غير الملتزمة تكون ملتزمة تجاه اللون الأزرق، هذا من مصلحة جميع الأطراف باستثناء نتنياهو لكن مسألة تحقيق نتائج بملف وقف إطلاق النار يظن الجميع انها اصبحت واجبة كونها مصلحة انتخابية للإدارة الديمقراطية ومصلحة إسرائيل تقيها ضربة إيرانية ومصلحة للأطراف العربية المتداخلة كونها تبعد عنها حرج الاصطفاف وتبعاته، وهو ما يجعل من المفاوضات التي ستنطلق ليست كسابقاتها كونها تأتي وسط ظروف أكثر ملائمه لتحقيق نتائج تؤدي لوقف اطلاق النار وتحويل الصوت “المتردد” الى صوت داعم للحملة الزرقاء لما يشكله من حواضن تأثير شبابيه مناصرة سيما وأن مؤتمر الحزب الديموقراطي سينعقد في شيكاغو الينوي حيث الصوت العربي المسلم والشبابي الداعم يشكل صوت الأغلبية، وهذا ما جسده البيان المشترك الأمريكي المصري القطري الذي يأتي منسجما مع الدعوة التى أطلقها الملك عبدالله مع الرئيس بايدن والرئيس ماكرون لوقف إطلاق النار بشكل دائم وفوري بالاستجابة لخطة بايدن تجاه الحل.