كشف تحقيق أجرته مجلة +972 الإسرائيلية، الأربعاء 7 أغسطس/آب 2024، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم خدمة الحوسبة السحابية التابعة لشركة أمازون وأدوات الذكاء الاصطناعي التي تقدمها شركتاي مايكروسوفت وجوجل لأغراض عسكرية تشمل جمع كمية متزايدة من البيانات عن الفلسطينيين وغزة.
وكشف تسجيل صوتي أن العقيد راحيلي ديمبينسكي، قائدة مركز وحدة الحوسبة وأنظمة المعلومات في جيش الاحتلال، كشفت عن استخدام هذه التقنيات خلال عرض تقديمي أمام نحو 100 عسكري في 10 يوليو/تموز الماضي، وفق التحقيق الذي أجرته المجلة الإسرائيلية بالتعاون مع موقع Local Call.
يذكر أن مركز الحاسوب وأنظمة المعلومات يشرف على كافة عمليات معالجة البيانات لجيش الاحتلال.
وأشار العرض التقديمي لديمبينسكي، وهو أول تأكيد علني، إلى استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي لخدمات التخزين السحابي والذكاء الاصطناعي التابعة لشركات التكنولوجيا المدنية العملاقة في هجومه المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ووصفت ديمبينسكي هذه السحابة الداخلية بأنها “منصة أسلحة” تتضمن تطبيقات لتحديد أهداف القصف، وبوابة لمشاهدة لقطات حية لطائرات بدون طيار فوق سماء غزة، وأنظمة إطلاق النار والقيادة والسيطرة.
وأشارت إلى أنه بعد الغزو البري لجيش الاحتلال الإسرائيلي لغزة في أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2023، “سرعان ما أصبحت الأنظمة العسكرية الداخلية مثقلة بالأعباء بسبب العدد الهائل من الجنود والعسكريين الذين أضيفوا إلى المنصة كمستخدمين، مما تسبب في مشاكل تقنية هددت بإبطاء الوظائف العسكرية للجيش الإسرائيلي”، بحسب مجلة +972.
وأكدت ديمبينسكي أن الخدمات السحابية التي تقدمها شركات التكنولوجيا الكبرى توفر مساحة تخزين غير محدودة دون الالتزام بتخزين الخوادم فعلياً في مراكز الكمبيوتر العسكرية.
وأكدت أن قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة التي توفرها هذه الخدمات هي الميزة الأبرز.
وأضافت أن العمل مع هذه الشركات منح الجيش الإسرائيلي “فعالية عملياتية كبيرة للغاية” في القطاع الفلسطيني المحاصر.
جوجل
وفي حين لم تحدد ديمبينسكي الخدمات التي تم شراؤها أو كيف ساعدت جيش الاحتلال، فقد نقل التحقيق عن الجيش قوله إن المعلومات السرية وأنظمة الهجوم المخزنة في السحابة الداخلية لم يتم نقلها إلى السحابة العامة التي توفرها شركات التكنولوجيا.
ومع ذلك، كشف بحث مفصل أجرته مجلة +972 وموقع Local Call أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يخزن بعض المعلومات الاستخباراتية التي جمعها من خلال المراقبة الجماعية لسكان غزة على خوادم تديرها شركة أمازون.
وكشف البحث أيضاً أن بعض مزودي الخدمات السحابية قاموا بتزويد جيش الاحتلال الإسرائيلي بالعديد من قدرات وخدمات الذكاء الاصطناعي منذ بداية حرب إسرائيل على غزة.
وشمل التحقيق مصادر في وزارة الدفاع الإسرائيلية، وصناعة الأسلحة الإسرائيلية، وثلاث شركات للتخزين السحابي، وسبعة ضباط استخبارات إسرائيليين.
وأشارت المصادر إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعين بموارد القطاع الخاص لتعزيز القدرة التكنولوجية في الهجمات على غزة.
ووصفت ثلاثة مصادر استخباراتية تعاون الجيش مع أمازون بأنه “وثيق بشكل خاص”. فقد قدمت شركة أمازون مجموعة خوادم لمديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لتخزين معلومات استخباراتية واسعة النطاق لمساعدة الجيش في الحرب.
وبحسب مصادر متعددة، فإن نظام التخزين السحابي العام يوفر للجيش “تخزيناً لا نهاية له” للمعلومات الاستخبارية عن “كل شخص” تقريباً في غزة.
وأكدت المصادر أن المعلومات الاستخباراتية الضخمة التي يتم جمعها من خلال مراقبة الفلسطينيين في غزة لا يمكن تخزينها على خوادم عسكرية فقط، مما اضطر جيش الاحتلال إلى اللجوء إلى الخدمات السحابية التي تقدمها شركات التكنولوجيا.
وعلاوة على ذلك، ساعدت الكمية الهائلة من المعلومات المخزنة عبر خدمات أمازون السحابية في تأكيد الغارات الجوية التي استهدفت قطاع غزة.