بعثرة الأوراق والمهمة الصعبة

بقلم : علاء عواد
عيّنت حركة حماس الثلاثاء قائدها في قطاع غزة يحيى السنوار، أحد أبرز المطلوبين لدى الكيان الاسرائيلي، رئيساً لمكتبها السياسي خلفاً لاسماعيل هنية الذي اغتيل قبل أسبوع في طهران في هجوم زاد المخاوف من تصعيد عسكري في الشرق الأوسط.
واتّهم كلّ من إيران وحماس وحزب الله الاحتلال الاسرائيلي باغتيال هنية في طهران في 31 تموز/يوليو، وتوعدوا بالانتقام لمقتله.

فماذا يعني اختيار السنوار ؟

يعتبر اختيار السنوار بمثابة مفاجأة كبيرة على كافة الصعد ولكافة الأطراف واختياره من المتوقع ان يلقي بظلاله على العديد من الملفات على رأسها صفقة الهدنة في قطاع غزة.

ويوصف السنوار بأنه “رجل الأنفاق” في قطاع غزة، والذي يعيش داخلها منذ 10 أشهر حين اندلعت شرارة الحرب بين الكيان الاسرائيلي وحماس، كما بات على رأس الأهداف التي تسعى إسرائيل للوصول إليها منذ هجوم السابع من أكتوبر الماضي.

وأمضى زعيم حماس 23 عاما في السجون الإسرائيلية قبل الإفراج عنه في 2011، ثم انتخابه رئيسا للحركة في غزة في 2017، وبات مطلوبا ومدرجا على قائمة “الإرهابيين الدوليين” الأميركية.

فكان اختيار السنوار “رسالة موجهة لإسرائيل أولا وأخيرا”.
وجاء مخالفا لكل التوقعات خلال الأيام الماضية وهذا الاختيار مثّل صدمة؛ لأن الكيان ان أراد ان يتفاوض بعد ذلك فعليه أن يتفاوض مع رجل يقيم تحت الأرض”.
كما وان تعيين السنوار “سيعقد أي ملفات متعلقة بالتفاوض؛ إذ أن عملية الاتصال في ذاتها معه أمر صعب، وحينما تحتاج لرسالة سيكون مطلوبا الانتظار لعدة أيام، ومن ثم بات الأمر صعبا على الوسطاء أنفسهم”.
من ناحية اخرى فقد اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست”، أن اختيار السنوار يعني تعزيز صعود دوره كزعيم بارز لحماس، ويؤكد كيف عزز فصيلها الذي يتخذ من غزة مقرا له سيطرته على الحركة بعد أحداث أكتوبر.
لكن الصحيفة الأميركية ذكرت أنه “لا يزال من غير الواضح كيف سينفذ السنوار، المختبئ داخل أنفاق غزة وعلى قائمة المطلوبين لإسرائيل، واجبات سلفه الدبلوماسية، بما في ذلك العمل كمفاوض رئيسي في محادثات وقف إطلاق النار، التي توقفت مرة أخرى في أعقاب الاغتيال

اما هيئة البث الإسرائيلية فقد ذكرت أن تعيين السنوار “مفاجئ ورسالة لإسرائيل بأنه حي وأن قيادة حماس بغزة قوية وقائمة وستبقى”.
وفي أول رد فعل إسرائيلي، دعا وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس مساء الثلاثاء إلى “تصفية سريعة” ليحيى السنوار، بعيد تعيينه رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس.
وكتب كاتس على منصة اكس أن تعيين “السنوار على رأس حماس خلفاً لإسماعيل هنية، هو سبب إضافي لتصفيته سريعاً ومحو هذه المنظمة من الخارطة.

وفي الأصل، ينحدر السنوار عن عائلة كانت تعيش في مدينة المجدل عسقلان – قبل إعلان دولة إسرائيل عام 1948.
وترعرع السنوار في مخيم خان يونس الذي ما لبث أن وقع أيضاً تحت الاحتلال الإسرائيلي في عام 1967.
ويوصف السنوار بأنه الرجل صاحب النفوذ الأكبر في الأراضي الفلسطينية، بحسب مجلة الإيكونوميست البريطانية

ويبقى التساؤل امام هذه المفاجأة

هل نحن الان امام عهد جديد في المنطقة ؟

إقرأ الخبر السابق

الملك يترأس اجتماعا لمجلس الأمن القومي

اقرأ الخبر التالي

الحكومة : لا توجه لفرض ضريبة البصمة الكربونية

الأكثر شهرة