في الوقت الذي أعلنت فيه بلدية عجلون الكبرى عن تدشين مشروع الطاقة “الحقل الشمسي” قبل أيام، يتساءل سكان حول ما إذا كان هذا المشروع المقام على مساحة 20 دونما بقيمة مليون دولار منحة من الحكومة الكندية، سيساهم في حال افتتاحه، بتحسين الخدمات وإيجاد فرص تنموية تعود بالنفع على المجتمع المحلي.
وتطال التساؤلات أيضا مشاريع أخرى يصفونها بـ”الحيوية والمهمة”، والتي كانت البلدية أكدت أنها تعتزم تنفيذها، مثل مشروع المبنى الأخضر، ومشروع السوق الريفي المتوقع إنجازهما مع نهاية العام الحالي.
وبشأن مشروع “الحقل الشمسي” تحديدا، يشير رئيس البلدية حمزة الزغول إلى رؤى المجلس البلدي الهادفة إلى تحويل خطط البلدية ودورها من الدور الخدمي إلى التنموي المستدام، مؤكدا أن المشروع يعد باكورة المشاريع التنموية المستدامة في البلدية الذي سيسهم بخفض فاتورة الكهرباء السنوية التي تدفعها البلدية بنسبة 65 %، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الإيرادات العائدة للبلدية، وسينعكس إيجابا على تحسين الواقع الخدمي وتوفير فرص عمل لأبناء المنطقة.
وأضاف الزغول، أن هذه المشاريع تأتي لتنويع مصادر التزود بالكهرباء باعتبارها نقطة تحول وانطلاق لمشاريع أخرى في مجال الطاقة المتجددة.
من جهته، قال مدير مشروع التنمية الاقتصادية والطاقة المستدامة (SEED) المهندس محمد رمضان، إن هذا المشروع يعد واحدا من أصل 4 مشروعات موزعة على بلديات عجلون وكفرنجة ودير علا بقدرة 1 ميجا واط لكل حقل شمسي، مشيرا إلى ضرورة تطوير النظام في الحقل الشمسي لتتمكن البلدية من تغطية كامل احتياجاتها من الطاقة والكهرباء، في حين أشار السفير الكندي في عمان طارق علي خان خلال حضوره حفل تدشين المشروع، إلى دور حكومة بلاده المتمثل بتقديم المنح والدعم للدول الصديقة لإقامة مشروعات ذات جدوى اقتصادية بما يسهم في إيجاد تنمية حقيقية على أرض الواقع في المجتمعات المختلفة.
وبالنسبة للمواطنين، يقول علي الصمادي، إن “إنجاز مثل تلك المشاريع سيحسن من الإنارة في الطرق وبين الأحياء في مناطق البلدية، كما أن المبنى الأخضر المزمع إنشاؤه خلال الفترة المقبلة، سيسهل على المراجعين ويوفر عليهم الجهد والوقت في حال تم جمع مديريات وأقسام البلدية بداخله، في حين سيكون السوق الريفي بمثابة طاقة فرج تسويقية لأصحاب المنتجات الريفية العجلونية”.
ويرى الناشط كمال مخلوف، أن “إنجاز مشروع الطاقة والحقل الشمسي التابع لبلدية عجلون، سيحسن من الإنارة العامة في الشوارع وفي الأحياء التي تحتاج إلى المزيد من وحدات الإنارة، خاصة المناطق الواقعة في أطراف المدينة”، مؤكدا أن “هذا المشروع سيعود بالنفع على البلدية ويوفر عليها من فاتورة الطاقة، ويتيح استثمار الوفر في تنفيذ مشاريع خدماتية أخرى تحتاجها المنطقة”.
وأضاف مخلوف، أن “البلدية بحاجة إلى مبنى متسع، ويكون بعيدا عن وسط المدينة المزدحم، بحيث يمكنها من جمع مختلف دوائرها وأقسامها في مبنى واحد، وبالتالي التسهيل على المراجعين”.
وكانت البلدية كانت أعلنت عن عزمها تنفيذ مشروع المبنى الأخضر بالقرب من القاعة الهاشمية ليكون مقرا لها ولجميع دوائرها.
إلى ذلك، يقول الناشط محمد الغزو إن “إنجاز السوق الريفي الجاري العمل به حاليا قرب معسكرات الحسين للشباب، سيساعد أصحاب المنتجات المحلية على إيجاد مكان دائم لعرض منتجاتهم المحلية، ويشكل فرصة كبيرة لتسويقها، خاصة في حال وجد زوار المحافظة الذين يتزايدون يوما بعد يوم سوقا دائما للمنتجات الريفية”.
وخلال افتتاحه مشروع “الحقل الشمسي”، أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الإدارة المحلية توفيق كريشان، أن البلديات هي الركيزة الأساسية في التنمية المحلية والتي تنعكس مباشرة على المواطنين سواء فيما يتعلق بزيادة الخدمات المقدمة لهم، أو توفير فرص عمل مباشرة أو غير مباشرة لقطاعي الشباب والمرأة بشكل خاص من خلال هذه المشاريع.
وأشاد كريشان، بدور بلدية عجلون الكبرى بتذليل كافة العقبات لإقامة المشروع على مساحة 20 دونما من أراضي الحراج الصخرية والجرداء في هذه المحافظة، لافتا إلى أن “مثل هذه المشروعات لإنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية التي تنفذها البلديات تتماشى مع رؤى وتطلعات جلالة الملك عبدالله الثاني، وتخدم الجهود الوطنية الأردنية لمواجهة التغير المناخي، وتسهم في إقامة مشروعات الطاقة المتجددة والمستدامة، وتعمل أيضا على تخفيض فاتورة مستوردات المملكة من النفط سنويا، ما ينعكس إيجابيا على الموازنة العامة للدولة”.
وبالعودة إلى رئيس بلدية عجلون، فقد أكد أيضا، عزم البلدية إقامة مبنى أخضر بالقرب من القاعة الهاشمية بمبلغ مليون دينار، في حال توفير التمويل الكافي بهدف تجميع مديرياتها وأقسامها المنتشرة لتوفير الوقت والجهد على المواطنين واستثمار مباني البلدية الحالية، مؤكدا أهمية العمل المؤسسي والابتعاد عن العشوائية في العمل، والمضي قدما من خلال وضع وإعداد خطط عمل مدروسة وممنهجة والعمل على ما تم إنجازه بغية تقديم خدمات فضلى للمواطنين.
وفيما يتعلق بمشروع سوق عجلون الريفي السياحي الحاصل على المنحة الابتكارية الممولة من البنك الدولي بقيمة مليون دولار، أوضح الزغول أنه عبارة عن سوق يتألف من 3 طوابق لعرض منتجات أبناء المحافظة من خلال توفير 26 مخزنا لعرض المنتجات وسيساهم في توفير عشرات فرص العمل، كما أن المشروع يشكل بعدا سياحيا على مدخل مدينة عجلون، معربا عن أمله بأن يتم إنجازه كما هو مخطط له مع نهاية العام الحالي.
وبين، أن الحديقة البيئية في عنجرة والتي جاءت بدعم من الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي، وبالتعاون مع وزارة البيئة الأردنية وتمويل الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي بقيمة 248 ألف دينار، تتضمن 25 جلسة للتنزه، ومدرجا حجريا، وممرا للمشي بطول 1 كيلو متر، إضافة إلى تراس خشبي مطل على قلعة عجلون ومدينة عنجرة، مبينا أن لدى البلدية خطة إستراتيجية لتطوير الحديقة لتصبح مشروعا رياديا متكاملا، بحيث يوفر المشروع عناصر الترفيه وبالوقت نفسه يساعد في نشر الوعي البيئي، ليكون مركزا للتعليم البيئي لطلاب المدارس والمراكز الشبابية.
وأشار الزغول، إلى أنه سيتم العمل على تأهيل ممرات السياحة البيئية في المحميات وتأهيل مناطق التنزه فيها وفي بعض المناطق المحيطة بها، بحيث تكون صالحة للاستخدام، بالإضافة إلى توفير بنية تحتية خضراء للمجتمعات المحلية.