دهمت سلطات كوسوفو تسعة مراكز بريد للصرب على الأقل قرب الحدود الشمالية مع صربيا الاثنين، في خطوة ندّدت بها بلغراد ووصفتها بأنها “غير مشروعة”.
عمليات الدهم المتزامنة التي نفّذتها شرطة كوسوفو على منشآت بريد للصرب يرجّح أن تقوّض على نحو أكبر الخدمات البريدية لأبناء هذه الاتنية في شمال كوسوفو.
وجاء في بيان لشرطة كوسوفو أن “عملية للشرطة يتم تنفيذها في شمال كوسوفو للاشتباه بتشغيل غير مشروع لمراكز بريد غير مسجّلة وغير مرخّصة”.
وتابع البيان “إلى الآن تم تحديد تسعة مواقع يتم فيها تشغيل مراكز بريدية غير مشروعة”.
وأغلقت الشرطة المنشآت بعدما سمحت للموظفين بأخذ أغراضهم الشخصية والمغادرة.
والتوترات على أشدها منذ أشهر بين صربيا وكوسوفو على خلفية قرار صدر في العام الحالي جعل اليورو العملة الوحيدة الممكن تداولها في كوسوفو، مما يجعل عمليا أي تداول بالدينار الصربي عملا مخالفا للقانون.
الخطوة التي أتت بعد أن باءت بالفشل مفاوضات برعاية الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، أثارت غضبا في بلغراد التي تموّل إضافة إلى مؤسساتها أنظمة الصحة والتعليم والضمان الاجتماعي للأقلية الصربية في كوسوفو.
ولطالما استُخدمت مراكز البريد الصربية لتلقي الأموال بما فيها الرواتب التقاعدية وتحويل الأموال لمؤسسات مالية في صربيا.
وندّدت السلطات الصربية بعمليات الدهم التي نُفّذت الاثنين.
وجاء في بيان لوزارة الإعلام والاتصالات الصربية “إنه مثال آخر على استعراض القوة والممارسات غير المشروعة لمؤسسات الحكم الذاتي الموقتة في بريشتينا”.
والعداء قائم بين كوسوفو وصربيا منذ الحرب التي دارت بين القوات الصربية ومتمردين من الاتنية الألبانية في أواخر تسعينيات القرن الماضي واستدعت تدخل حلف شمال الأطلسي ضد بلغراد.
وكوسوفو إقليم صربي سابق أعلن استقلاله عن بلغراد في 2008 في خطوة لم تعترف بها صربيا.
وغالبية سكان كوسوفو من الاتنية الألبانية، لكن في كثير من المناطق الشمالية القريبة من الحدود مع صربيا، يشّكل أبناء الاتنية الصربية غالبية.