Passengers wait with their belongings at a hall at Beirut international airport in Beirut, Lebanon November 12, 2021. REUTERS/Mohamed Azakir
أصدرت وزارة الخارجية اليابانية، اليوم الاثنين، تحذيراً حثت فيه اليابانيين الموجودين في لبنان على المغادرة في ضوء تصاعد التوتر في الشرق الأوسط.
بدورها، حثت وزارة الخارجية التركية في ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد، الرعايا الأتراك في لبنان على مغادرة البلاد إذا لم تكن هناك ضرورة لبقائهم، وذلك في ظل احتمال تدهور الوضع الأمني هناك بسرعة.
وقالت الوزارة التركية في بيان، إن على الأتراك الموجودين في لبنان توخي الحذر وعدم التواجد في محافظات النبطية والجنوب والبقاع وبعلبك الهرمل إلا للضرورة.
وأضافت أنه “يتعين على من لا توجد ضرورة لبقائهم في لبنان أن يغادروا بينما لا يزال يتم تسيير رحلات جوية تجارية”، وأشارت إلى أنه يجب على الأتراك تجنب السفر إلى لبنان ما لم يكن ذلك ضرورياً.
وفي وقت سابق من أمس الأحد، حثت فرنسا وإيطاليا مواطنيهما في لبنان على المغادرة على خلفية احتمالات التصعيد العسكري في الشرق الأوسط.
طوابير في مطار بيروت
وفي مطار بيروت، صفوف من المسافرين أمام ألواح مواعيد الرحلات المغادرة والآتية، وصفوف أخرى أمام أكشاك الأمن العام.. مع تزايد المخاوف من تصعيد بين إسرائيل وحزب الله، سارع كثيرون إلى مغادرة البلد الصغير.
بين هؤلاء اللبنانية جويل صفير التي اضطرت إلى قطع عطلتها الصيفية في الوطن الأم لتعود إلى فرنسا حيث تقطن وتعمل، مع إلغاء وتأجيل شركات طيران رحلاتها من بيروت وإليها.
من قاعة المغادرة في مطار بيروت قالت صفير الأحد لوكالة “فرانس برس”: “أنا ذاهبة إلى فرنسا، لأن لدي عملاً هناك، وليست هناك طائرات. طائرتي ألغيت وأرغمت على أن أحجز بطاقة سفر اليوم لأتمكّن من العودة”.
وأضافت، وقد بدت على وجهها ملامح الحزن: “لست سعيدة بالمغادرة، كنت أودّ أن أكمل الصيف في لبنان ثم أعود إلى العمل، لكنني أوجزت زيارتي حتى أتمكّن من إيجاد رحلة”.
ودعت دول غربية وعربية عدة منها فرنسا، رعاياها إلى مغادرة لبنان، على وقع فصل جديد من فصول التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، والذي بلغ ذروته بعد عشرة أشهر من تبادل القصف عبر الحدود اللبنانية بين الطرفين.
وجاء التصعيد الأخير بعد اغتيال إسرائيل القيادي في حزب الله فؤاد شكر بضربة في الضاحية الجنوبية لبيروت. وتلا ذلك اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في عملية نسبت أيضاً الى إسرائيل. وتوعّدت إيران وحلفاؤها بالردّ على الاغتيالين.
ويخشى المغادرون إغلاق المطار في حال حصول ردّ ثم ردّ على الردّ. كما يخشون اتساع العمليات العسكرية المحصورة إلى حدّ بعيد منذ قرابة عشرة أشهر في الجنوب اللبناني.
إيجاد أماكن على الطائرات صعب
وفي المطار، تظهر ألواح قاعة المغادرة مواعيد الرحلات المتوقعة، منها ما هو إلى اسطنبول، وأخرى إلى عمان أو القاهرة.
كما بالنسبة لجويل، يخيّم شبح الحرب على العطلة الصيفية لكثير من اللبنانيين المهاجرين في الخارج للعمل أو الدراسة، والذين يستفيدون من فسحة الصيف لزيارة عائلاتهم وأصدقائهم كلّ عام.
وألغت شركات طيران عدة رحلاتها إلى بيروت، من بينها شركة لوفتهانزا الألمانية حتى 12 أغسطس. كما مدّدت الخطوط الجوية الفرنسية وشركة ترانسافيا تعليق الرحلات حتى الثلاثاء، وستقطع الخطوط الجوية الكويتية رحلاتها اعتباراً من الاثنين. وستلغي شركة الخطوط الجوية القطرية رحلاتها الليلية الى بيروت مؤقتاً.
وفي هذا السياق، قالت غريتا مكرزل التي تدير مكتب سفر قرب بيروت لوكالة “فرانس برس”: “مع إلغاء الرحلات وارتفاع نسبة التوتر، سارع كثيرون إلى تبكير مواعيد رحلاتهم. منذ أيام أتلقى سيلاً من الاتصالات من زبائن يريدون المغادرة خوفاً من أن يعلقوا في لبنان”.
وأضافت: “إيجاد أماكن على الطائرات صعب جداً بسبب إلغاء رحلات وكثرة الطلب خصوصاً إلى الدول الأوروبية. نجحت في تدبير عدد منهم”.
وأشارت إلى أن هذا الأمر “ينعكس سلباً على القطاع أيضاً لأننا نخسر أموالاً، فقد كان هناك عدد كبير من اللبنانيين الوافدين إلى لبنان للعطلة ألغوا حجوزاتهم”.
وفي المطار، قالت سيرين حكيم (22 عاماً) إنها أمضت عشرين يوماً في لبنان، مضيفةً: “كان يفترض أن أغادر بالأمس، لكن رحلتي أرجئت.. ينبغي أن أعود لأن لدي عملاً”.
وداعات وعناقات قبل أن يترك مرافقو المسافرين أحباءهم. وقالت سيدة خلال الوداع: “نغادر غصباً عنّا، لا برضانا”.
أما في أمام قاعة الوصول، فعدد قليل من الناس ينتظر القادمين، خلافاً لما يشهده عادة مطار بيروت من اكتظاظ في موسم الصيف.