قشوع يثمن جهود الأمير الحسين فى رعاية الصناعية المعرفية والادب المعرفي فى كلمته التى جاءت فى رعاية الندورة العلمية تحت عنوان تكنولوجيا الواقع الافتراضي في مكافحة المخدرات التى نظمتها رابطه العلماء الاردنين بالتعاون مع جامعه تكريت …حيث بين الوزير السابق الدكتور حازم قشوع اهميه المعرفه فى بناء حواضن قادره على التعاطي مع المستجدات القادمه مع التقدم المعرفي فى الذكاء الاصطناعي وأضاف..
بعد الثناء والتقدير للقائمين على هذا المؤتمر بتحية ملؤها السلام دعوني أدعو الله جلت قدرته أن يحفظ للإنسانية قيمها، وان يحفظ للحرية حدودها، وأن يصون الابتكار بما يفيد البشرية من منفعة وليس من نفعية، والعالم مازال يتقدم بسرعة مذهلة بشتى العلوم لكن من أبواب رأسية ضيقة وليس من مداخل معرفية واسعة للدرجة التي باتت فيها العلوم الاصطناعية مقتصرة بخصوصية تصاميمها لفئة منتقاه بينما تقوم البقية بالاستهلاك من دون ضوابط تضبط حدود حواضنها حيث يتم استخدام التكنولوجيا من دون روادع تحدد إطارها العام.
وهو ما يتم بطرق متسارعة و متنامية بدون ضوابط تضبط إيقاعها العام بدعوى حماية حرية الابتكار للارتقاء بمستويات الإبداع التي بحاجه دائمه لتكوين حواضن عملها مستجيبة وبناء حاضره داعمة، حتى تتمكن الصناعة المعرفية أن تعمل وتبني قدراتها وان كانت مازالت تعمل من دون قانون يحدد لها مسار الطريق من غير انظمه عامله لتنظيم وسائل مهنة الصناعة المعرفية و برامج الذكاء الاصطناعي، بعدما فشل مجلس الأمن الدولى فى صياغة ضابطه للعلوم المعرفية والذكاء الاصطناعي في ظل دخول الجميع فى الجيل الخامس من درجة التواصل الافتراضي أو اللامورائي !
بعدما نجح الذكاء الاصطناعي بإيصال الخدمات اللامورائية عن طريق الانتقال للجسم البشرى عبر الدائرة النفسية وليس الجسدية، وهو ما يعد اختراق نوعي معرفي عميق والذي كان من المفترض أن يراعى عبره تحديد مساراته المعرفية لتبقى تدور بمنظومة الفائدة السلمية وليس بالعوائد النفعية التي لا تأبه بالقيم والمبادىء وتقوم على الانتفاع والنفعية، فإن العلوم أينما وضعت جاءت بنتائج متجانسة مع محتواها البيئي وحواضنها المحيطة فهي يمكنها تكوين أداة سلبية تستخدم فى الحروب أو أداة بنائية تقوم على الصيانة المهنية.
وبهذا الاختراع النوعي للصناعة المعرفية وبما يمثله من نقلة قام بنقل الموجات الاصطناعية إلى الهالة البشرية يكون باب الاجتهاد قد فتح ذراعيه نحو مزيد من الابتكار والإبداع، حيث ستسمح عند الوصول إليها لإيجاد اضافات جديدة فى مجالات عدة بعدما نجحت هذه التجارب من إرسال رسائل نصية مؤثرة على البشرية عبر موجة غير حسية من دون وجود كيان مادي ملموس، وذلك بنقل أنواع من المخدرات عبر الأمواج الصوتية بدون أدوية يتم تعاطيها أو مركبات يمكن استنشاقها أو حتى ابر يتم حقن الجسم فيها مع ذلك تحقق ذات النتائج ونفس مفعول المخدر المادي.
المخدرات الرقمية ” Digital Drugs ” تربط بطريقة مباشرة مع طريقة ونوعية الحياة القادمة للمعيشة والتعاطي مع نماذج الحياة المعاصرة والعالم الافتراضي الذي استحوذ على حياة الناس وربطهم بشكل مباشر مع شبكة الاتصالات العنكبوتية، فهي تدخل المخدرات الرقمية لأي مكان وتوصله لاى شخص دون رادع أو ضابط يحول دون وصول هذه الأمواج الصوتية وبما تحمله من عناصر الى حواضنها المستهدفة.
ذلك لأن المتعاطي للمخدرات الرقمية لن يكون بحاجة إلى مواد حسية تتعامل مع الأجساد مثل الهيروين أو الكوكايين أو الكريستال أو أي مادة مخدرة أخرى غيرها، ولن يكون بحاجه الا لخدمة الإنترنت مع سماعات للأذن يستمع من خلالها المتلقي إلى ملفات صوتية خاصة تترافق أحياناً مع مواد بصرية وأشكال لألوان متحركه تتحرك أمواجها والوانها وفق ترددات متغيرة ونماذج هندسة مبرمجة، حيث تقوم هذه الموجات على خداع الدماغ عن طريق بث أمواج صوتية مختلفة التردد في كل أذن تصل إليها، وهو ما يجعل من هذه الموجات تحاكي إحساس أحد أنواع المخدرات التقليدية حسب طبيعة الموجة المرسلة !
الأمر الذي يجعل من هذا النوع من المخدرات يشكل خطر واسع كونه قادر للدخول من دون استئذان وأن يزحف إلى بيوتنا عبر مواقع الإنترنت بكل سهولة ويسر، وهذا ما سيؤدى الى تدمر الصحة العقلية وسلب الوقت للمجتمعات التى ستكون تحت طائلة هذه المخدرات بكل أنواعها كما ستعمل على أضعاف النشاط الجسدي إلى حد الخمول وسلب الارادة الى حد الاستسلام، ولانها مخدرات سمعية غير مرئية بعكس المخدرات التقليدية التى تحتوى على اثر فإن انتشارها ينتظر أن يكون أوسع، كما أن هذه المخدرات سيصعب الكشف عن رواسبها في الجسم كونها تدخل من الدائرة النفسية وليس من الدائرة الجسمية التي توصف بالمخدرات الكيميائية أو الطبيعية والتى كان يتم الكشف عنها بإجراء التحاليل الطبيه.
ولان المخدرات الرقمية تعتبر ملفات صوتية ترسل بواسطة نغمات معرفية خاصة وتنتقل عن طريق موجات صوتية يصعب السيطرة عليها، فان العمل على وجود مصدات رادعه بات أمرا واجب وكما الحصول عليها أمر مهم حتى تستطيع المجتمعات من إيجاد حالة علاجية واخرى وقائية تعمل للحد من انتشار هذه الظاهرة ما أمكن، كونها تقوم بالتلاعب بالموجات الكهرومغناطيسية بواسطة الذبذبات الدماغية لتجعل من الدماغ بحالة خدر تشبه حالة تعاطي المخدرات الكيميائية، وهو ما يجعلها صعبة الاحتواء لسهولة تعاطيها على اعتبارها ” نوته ” موسيقيه ترتكز على مبدأ ” الطنين والنقر ” حتى تعطي صاحبها شيئاً من البهجة والمتعة تجعله ينتشي كما لو أخذ مخدر حقيقي فاعل.
إن انتقال الصناعة المعرفية من طور المشاهده الى اطوار المعايشة وميدان التأثير يجعل من علوم الذكاء الاصطناعي بحاجة الى محددات واضحة ونظم بائنة اضافه لضوابط معلومة تحقق لها مسارات الانتشار المحددة وتبين لها حواضن الاستهدافات الخاصة، وهو برنامج العمل الذي يجب أن يكون نصب عين بيت القرار العالمي للذكاء الاصطناعي في موطنه حيث سيليكون فالي ” Silicon Valley “.
فكما وجدت قنوات داعمة وراعية للصناعة المعرفية اصبح لابد من إيجاد عناية خاصة في الأدب المعرفي حتى يتم في المحصلة تكوين نظام ضوابط وموازين يحفظ لهذه العلوم مساراتها ويحدد حواضن عملها بدقة بما يجعلها دائما تستند للقيم الإنسانية، وتعمل لإيجاد برامج للوقاية وأخرى للعلاج قبل ان يتم اقرار الاختراع وتحديد منصات إرساله، فإن سلامة الإنسان محور ارتكاز الآداب والعلوم فى الفكر كما فى المنهج والنهج، وهو ما يجب أن يكون حاضر في بيت قرار الصناعة المعرفية.
وإذا كان المخدر يترجم الى فقدان جزء أو كل من حواس الإنسان عبر تخفيف درجة التواصل أو قطعها لفترة وجيزة بين الجسم والعقل، فإن العمل على بيان ذلك بحاجة إلى إطار عام يحدد المساقات الناظمة للعمل مع دخول العالم الافتراضي في إطار الحالة النفسية التى تغلف حالة الحواس الكلية، الأمر الذي يستدعي بيان ثلاث أمور رئيسية لمراعاة دخول حاله التكوين الاصطناعية الناشئة الى حواضن الحالة الطبيعية عبر الأذن كونها جهاز الاستقبال ” receiver ” والعين الجهاز المؤشر ” indicator ” كما الصوت موجة الإرسال ” wave transmission ” على تنوع منطلقاتها وبيان تكوينها.
وهو ما جعل من هذا المثلث يرمز للمنطلق والحواضن الواصل بينهما كما يبين أن المادة الصوتية هي مخزون معرفي وهي باقية ما بقيت الحياة، وهو ما يشكله هذا النوع من المخدرات من خطورة في ظل انتقال العلوم المعرفية من معادلة إنسايد آوت “Inside out ” الى اوت سايد ان ” Outside In ” الى ان وصلت الى الكل فى واحد أو ما يعرف ب ” all in one ” مكونة بذلك حالة من الخلطه الدنيوية بين العالم الوجاهي والعالم الافتراضي الذي ذهب البعض على تسميته بـ الميتافيرس ” Metaverse “، وهو ما يعنى محصلة تساوي المساحة مع المسافة في الزمن المتغير فى الحاضنة المعرفية، وهذا ما يمكن رؤيته في ما يعرف بالمدن الافتراضية التي تحتوي على أصوات دائمة وفيها العالم يكون مختلط بين الأجسام والحواضن الافتراضية مع انتقال الأنفس إلى منازل أخرى تراها لكنها غير مرئية حيث تؤشر عليها الأعين ثم تدخل إليها الأبصار فتحولها إلى بصيرة محسوسة واجسام ملموسة قادمة من الاتجاه المعاكس للمنظور، وهذا ما يمكن معايشته فى تقنيه ال ” Reality VR Set ” او ” 3 meta quest “، وهو البرنامج الذى يحظى بدعم ورعايه من قبل ولى العهد الامير الحسين وهو يقوم بوضع اللبنات التاسيسيه لجعل الاردن المركز الرئيس للصناعه المعرفيه كونها تحوى على مخزون المعلومات الرقميه فى العقبه اضافه الى موارد بشريه متعلمه ومدربه، وهى قادره لتحقيق اضافه نوعيه لتكون مركزا للذكاء الاصطناعي وتطوير محتواه، اتمنى لهذا المؤتمر تحقيق إضافات علمية من أجل حماية البشرية من انحراف البوصلة للصناعة المعرفية لتبقى مصانة فى إطار قيمها التي تقوم على الأدب المعرفي … حمى الله البشرية بالقيم الانسانية.
والسلام وعليكم ورحمه الله وبركاته،،،
د. حازم قشوع
مؤتمر تكنولوجيا الواقع الافتراضي
في مكافحة المخدرات