مازال السجال فى بيت القرار الامريكي محتدم بين برنامج اعادة الالق العام للدولار ليقود العالم من جديد من خلال عودة الشركات الرئيسية لمكانتها بالمجتمعات المحلية على المستوى الدولي بعد عمليات التشويه والمقاطعة، اضافه لحدة التنافس الذي أخذت تسقط بظلالها على العلامات الفارقة الإنتاجية الأمريكية من قبل الشركات الصينية، هذا اضافة الى كلفة المنتج الامريكي مقارنة مع برنامج ضبط الجودة الصيني الذي أخذ ما يكون مشوه السمة كما هو غير منافس في الأسواق الدولية، مما انعكس على حواضن الإنتاج وبالتالي على الصورة العامة للدولار هذا اضافة الى برنامج بايدن القاضي بفرض ضرائب جديدة على الشركات الكبيرة وقطاع رجال الأعمال، وهذا ما جعل برنامج ترامب يرجح ميزان الخزينة على ميزان النفوذ للجيش الذى يقوم على تطبيقه الحزب الديموقراطي بشكل احترافي وازن.
وهو ما جعل من دونالد ترامب يلتقي مع اهم اقطاب (البلدونز بيرج) فى محاولة منه لإيجاد تسوية مع بيت القرار العسكري بعد عملية “الاغتيال” الذاتي التي وصلت رسالتها لترامب عندما تم إبعاد اسرائيل عن ملف هذه الحادثة بعد اتهامها المضحك لإيران، الأمر الذى جعل من موضوع بيان الحال بحادثة الاغتيال يكون مغلق ومحدود ليأتي الرد من قبل الادارة الديموقراطية بتحويل ملف غزة للأمم المتحدة وانعقاد مجلس الأمن فيها قبل موعد خطاب نتنياهو فى الكونجرس ولقاءه بالرئيس بايدن الذى قد يلغى لاسباب تتعلق بملابسات اصابته ب كورونا بعدما انكشف ملف الاغتيال على حد تعبير متابعين، الأمر الذي من شأنه اعادة خلط الاوراق من جديد.
فهل سيكون الصوت المرجح لصالح الحزب الديموقراطي لتكملة مشواره فى برنامج الأحادية القطبية أم سيذهب الحال فى بيت القرار تجاه برنامج التقويم الاقتصادي بتصحيح العلاقة بين عمق الدولة وقطاع رجال الأعمال الذى يقوم عليه دونالد ترامب هذا ما ستجيب عنه الأسابيع القادمة، على ان يأتى ذلك عبر برنامج من تسويات مع الصين كما مع الاتحاد الروسي وتشارك فيه المؤسسة الامنية والعسكرية بعد تقديم دونالد ترامب لتيار دى فانس ليكون عنوان المرحلة القادمة بما يحمل من برنامج تسويات.
وبين إقرار سياسة اعادة التموضع الاقتصادي التي تقوم على “الإقرار” بالتعددية التي يضعها ترامب على الطاوله وبرنامج الحزب الديموقراطي الذي يقوم على استكمال برنامج قيادة العالم بالقطبية الأحادية، يقف تمدد النفوذ الروسي وحوصلة تنامي الاقتصاد الصيني يتم دراسة المشروعين من كل النواحي الاستراتيجية، وهو ما جعل من بيت القرار الامريكى لا يحسم قراره بعد، مع ان التوقعات ما زالت تشير الى ترجيح كفة ترامب في الرئاسة على أن يحظى الحزب الديموقراطي في الأغلبية فى النواب والكونجرس هذا إذا تم إدخال ترامب “لبدلة” عمق الدولة الأمريكي.
وهذا ما يعني أن الموضوع لا يتعلق بالحالة الصحية لـ بايدن الذى يمكن استبداله ب كاميلا هاريس ولا بكاريزما الحضور لترامب التي يمكن إعادة توظيفها فى قالب الدولة كما يصف ذلك متابعين، لكن الموضوع يقوم على مسألة التوازن الاستراتيجي التي تدرس بعناية وتبحث آلياتها التقديرية وبرنامج عملها القادم بكل التفاصيل، فإما أن تكون الغلبة لصالح برنامج “تحصين الدولار” او يكون الصوت المرجح لصالح استمرار برنامج الحزب الديموقراطي في الدفاع عن الأحادية القطبية، واما باقى المسائل فهي مجرد تفاصيل وإن كان أهم ما فيها يقف عند عنوان يشغل العالم من سياسيين ومتابعين يقف عند من يمثل هذا التيار الرئاسي ومن يمثل ذاك، وهل ستبقى العناوين محصورة في ” بايدن وترامب” أم سيتم تغييرهما مع تغيير الايقاع ؟ هذا ما ستجيب عنه الأسابيع القليلة القادمة بعد انتهاء الأولمبياد ودخول العالم في مناخات مؤتمر الحزب الديموقراطي.