عادت مستويات “كوفيد-19” إلى الارتفاع مجددًا في الولايات المتحدة، مع تسجيل زيادة في الزيارات إلى أقسام الطوارئ منذ أسابيع، بلغت نسبتها 23,5% في الأسبوع الذي انتهى بـ6 يوليو/ تموز.فهل عادت مواجهتنا مع كورونا إلى نقطة الصفر مجددا؟
كما أشارت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) إلى ارتفاع النشاط الفيروسي في مياه الصرف الصحي.
وأكّدت الدكتورة ليانا وين، خبيرة الصحة لدى CNN وطبيبة الطوارئ، والأستاذة المساعدة السريرية في جامعة جورج واشنطن، التي سبق وشغلت منصب مفوضة الصحة في بالتيمور، على أهمية اليقظة، والالتزام بإجراءات السلامة خلال هذا التفشي الجديد.
استنادًا إلى أعداد المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC)، يبدو أننا في خضم موجة تفشي صيفية لفيروس “كوفيد-19”. منذ بدء الجائحة، شهدنا موجات متعددة من العدوى سنويًا، ضمنًا موجة بلغت ذروتها في الصيف. قد يكون سبب ذلك، زيادة السفر، بالإضافة إلى تجمّع الأشخاص في الأماكن المغلقة بسبب الطقس الحار.
من لديهم ظروف طبية محددة، مثل كبار السن، أو من يعانون من ضعف المناعة، أو من أمراض القلب، والرئة، والكلى، وغيرها من الحالات الطبية، عليهم التأكد من حصولهم على أحدث اللقاحات، وأنّ لديهم خطة للحصول على العلاج المضاد للفيروسات، واتخاذ احتياطات إضافية مثل وضع الأقنعة في الأماكن الداخلية المزدحمة، ومحاولة التجمع في الهواء الطلق إذا أمكن ذلك.
لقد عاد العديد من الأشخاص إلى حياتهم الطبيعية كما ما قبل الجائحة، حيث يضع الكثيرون “كوفيد-19” بخانة فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى ذاتها، وتعتمد المخاطر على الفرد وظروفه الطبية الشخصية.
أحد الأمور التي يجب مراعاتها يتمثّل بتقليل فرص الإصابة بالعدوى قبل أسبوع من زيارة أحد أفراد العائلة أو صديق معرّض للخطر، من خلال:
تجنّب التجمعات الداخلية،
ارتداء الأقنعة أثناء استخدام وسائل النقل العام، وفي الأماكن المزدحمة الأخرى،
إجراء اختبار سريع قبل الزيارة مباشرة.
هل تُعتبر الاختبارات المنزلية وسيلة جيدة لتشخيص مرض “كوفيد-19” في حال ظهور الأعراض؟
الاختبارات المنزلية السريعة للمستضدات ليست دقيقة مثل اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) في المختبر، لكنها طريقة ملائمة لفحص فيروس كورونا.
يجب على الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض، ويتمتعون بالأهلية للحصول على العلاج المضاد للفيروسات، إجراء الاختبار السريع. إذا كانت النتيجة سالبة بداية، عليهم تكرار المحاولة في اليوم التالي للتأكد من النتيجة.
إذا كانت لديكم أعراض، يتحتّم عليكم الابتعاد عن الأشخاص المعرضين للخطر، حتى لو كانت نتيجة اختبار “كوفيد-19” سالبة.
منذ أشهر عدة، أسقطت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها شرط العزل لمدة خمسة أيام.
حاليًا، تقتضي التوصية أن يبقى من شُخّصت إصابتهم بـ”كوفيد-19″ في المنزل حتى يتخلصوا من الحرارة لمدة 24 ساعة بالحد الأدنى، وتتحسن أعراضهم.
خلال الأيام الخمسة التالية، عليهم اتخاذ احتياطات إضافية مثل وضع الأقنعة، والحد من الاتصال الوثيق مع الآخرين.
إذا كنت تعيش في المنزل مع شخص معرض للخطر يجب عليك تجنب هذا الشخص حتى تصبح نتيجة اختبار “كوفيد-19” لديك سالبة.
هناك تركيبة جديدة للقاح “كوفيد-19” سيُصدر قريباً. يجب أن يكون متاحًا في سبتمبر/ أيلول، ويمكن في وقت مبكر من أغسطس/ آب. أوصت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها بأن يتلقى كل شخص يبلغ من العمر 6 أشهر وما فوق هذا اللقاح عند صدوره.
يجب على الناس أن يضعوا في اعتبارهم أن الغرض الأساسي من اللقاح يتمثل بتقليل فرصة الإصابة بمرض شديد، والاستشفاء، والوفاة.
يتمتع اللقاح ببعض الفعالية في تقليل معدل الإصابة، لكن هذه الفعالية تتضاءل بسرعة. لذا يجب على من يحتاجون إلى حماية إضافية من العدوى التي تتسبب بمرض شديد، أو الإصابة بكوفيد طويل الأمد، اتخاذ الاحتياطات اللازمة
هل سنعود لنقطة الصفر؟
على الرغم من انخفاض كفاءة الأجهزة المناعية بعض الشيء في مواجهة الدهاء الذي يتصرف به المتحور الجديد، فإن مناعتنا لحسن الحظ لم تعد إلى نقطة الصفر. في السياق ذاته، تقول “ميغان كال”، عالمة الأوبئة في وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة: “تشير البيانات الحالية إلى أن معظم الإصابات الجديدة عبارة عن أشخاص لم يُصَابوا من قبل بكورونا”، فضلا عن أن نصف المصابين في إنجلترا في الموجة الحالية هم أفراد لم يسبق لهم خوض معركة مباشرة مع فيروس كورونا، وهذه هي مرّتهم الأولى معه.