أعلن الجيش الإسرائيلي أنه فتح تحقيقا في قطع مسيرة “يافا” الحوثية التي انفجرت قرب السفارة الأمريكية في تل أبيب، فكيف قطعت المسيرة نحو ألفي كلم على مدار 10 ساعات؟
ووفقا للجيش الإسرائيلي، تم اكتشاف الهدف بعد فوات الأوان وشاهدت أنظمة الكشف الهدف في جزء من مسار الرحلة، ولكن بسبب خطأ بشري لم تتحرك ضده ولم يتم إسقاطه، مؤكدا أنه “لا توجد معلومات استخبارية عن وجود نية لإلحاق الضرر بالسفارة الأمريكية”.
وأعربت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الجمعة، عن القلق والغضب عقب العملية التي نفّذتها القوات المسلحة اليمنية في “تل أبيب”، منتقدةً أداء المؤسستين الأمنية والعسكرية، ومهاجمةً الحكومة الإسرائيلية ورئيسها، بنيامين نتنياهو.
وتحدّث الإعلام الإسرائيلي عن فقدان إسرائيل للردع أمام اليمن، مشدداً على أنّ “ما جرى في تل أبيب ليس أقل من الوهن”.
وأكدت منصة إعلامية إسرائيلية وجود “فشل عملياتي خطير لدى الجيش”، إذ “لم يكن هناك إنذار أو رصد من أي راداراته على الأرض، في الجو، أو في البحر”.
وأشارت المنصة الإعلامية إلى فشل أي رادار للجيش في رصد المسيّرة التي نُفِّذت العملية عبرها، وتفعيل إنذار للمستوطنين، على نحو يتيح “منع إصابة هدف استراتيجي دولي”، موضحةً أنّ الاستهداف تم على بعد عشرات الأمتار فقط من القنصلية الأميركية في “تل أبيب”.
وإزاء ذلك، أكدت المنصة أنّ الجيش أُصيب بـ”عمى كامل في فترة كل المنظومات فيها مستنفرة على نحو مرتفع”، محذّرةً من أنّ “الأمر لا يتعلق بمدرسة في إيلات أو منزل محاذٍ للحدود في المطلة”.
في هذا الإطار أيضاً، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ “انفجار الطائرة المسيّرة هو فشل كبير… لا يمكن لسلاح الجو بكل أنظمة دفاعه أن يستيقظ إلا بعد انفجارها”.
إلى جانب ذلك، شدد الإعلام الإسرائيلي على أنّ “أحداً في الجيش لا يقدّم تفسيراً منذ الساعة الـ5:30 فجراً”، مؤكداً أن لا إجابات واضحة للمستوطنين.
في السياق نفسه، سخرت وسائل إعلام إسرائيلية من أداء سلطات الاحتلال في مواجهة العملية، قائلةً إنّ المسؤولين “سينتبهون بعد تدمير غوش دان بعد الحرب”، مشيرةً إلى أنّ الطائرة اجتازت مسافةً تزيد على 2000 كلم، بينما “لا تزال الحكومة حتى الآن في صمت مطبق”.
وعلّقت على المسافة التي اجتازتها المسيّرة قبل انفجارها في “تل أبيب” قائلةً: “9 ساعات في الهواء بعد 9 أشهر من الحرب”.
ولدى حديثه عن الوزراء في الحكومة الإسرائيلية، قال إعلام إسرائيلي: “فليوقظ أحدٌ ما وزير الأمن، يوآف غالانت. يبدو أنّه نائم، في حين أنّ كل إسرائيل استيقظت”.
وتابع: “يبقى فقط أن نتأكد من إذا كان رئيس الاستخبارات العسكرية “أمان”، شلومي بيندر (الذي عُيّن في منصبه في أيار/مايو بعد استقالة سلفه أهارون هاليفا على خلفية الفشل الاستخباري في الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر)، مستيقظاً”.
وأعربت وسائل إعلام إسرائيلية عن “أسفها لعدم سقوط المسيّرة على بيت أحدهم (المسؤولين الإسرائيليين)”.
في غضون ذلك، قالت مصادر في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية إنّه “من المتوقع أن يُلغي نتنياهو سفره إلى الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة، في أعقاب استهداف تل أبيب”.
وفي ضوء حادثة الطائرة المسيّرة، أعلن رئيس السلطة المحلية في “تل أبيب”، رون حولداي، أنّ “تل أبيب – يافا انتقلت إلى حالة تأهب قصوى”.
هذه التعليقات جاءت عقب دخول مسيّرة أجواء فلسطين المحتلة من جهة البحر، وانفجارها في مبنى عند زاوية شارع “بن يهودا” وشارع “شالوم عليشم” في “تل أبيب”، قرب مبنى مُلحق بالسفارة الأميركية.
وأسفر ذلك عن سقوط قتيل و10 مصابين على الأقل، إلى جانب أضرار كبيرة، بحسب ما أقرّ به الإعلام الإسرائيلي وكشفه الإسعاف الإسرائيلي فجراً حتى الآن. ووردت أنباء تفيد بتضرّر مكاتب تابعة للقنصلية الأميركية، من جراء انفجار المسيّرة.
وانتشرت مشاهد توثّق لحظات الانفجار وما بعدها، حيث أوضحت المشاهد صوت محرّك المسيّرة قبل الاصطدام بالمبنى. كما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أكثر من مسيرة استهدفت المنطقة.
وأعلن الناطق باسم جيش الاحتلال أنّ انفجاراً وقع، زاعماً أنّه حدث في الجو وأنّ المسيّرة لم تصطدم بالأرض، ما أدى إلى سخرية كبيرة وسط الصحافيين من التصريح، الذي تلاه مباشرة إعلانٌ آخر للشرطة يؤكد مقتل مستوطن إسرائيلي.
بعد تبنّيها استهداف “تل أبيب”، كشفت القوات المسلحة اليمنية تفاصيل العملية مشيرة إلى تنفيذ سلاح الجو المسيّر فيها عمليةً عسكريةً نوعيةً، تمثّلت في استهداف أحد الأهداف المهمة في منطقة يافا المحتلة، ما يسمى إسرائيلياً بـ”تل أبيب”، مؤكّدةً أنّ العملية حققت أهدافها بنجاح.
وتلا المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، بياناً أكد فيه أنّ هذه العملية، تأتي “انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، ورداً على مجازر العدوان الإسرائيلي بحق إخواننا في غزة”.
وأوضح سريع أنّ العملية نفِّذت عبر طائرةٍ مسيّرةٍ جديدةٍ اسمها “يافا”، موضحاً أنّها قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية للاحتلال، بحيث لا تستطيع الرادارات اكتشافها.
كذلك، أعلن سريع منطقة يافا المحتلة “منطقةً غير آمنة”، مشدداً على أنّها “ستكون هدفاً أساسياً في مرمى أسلحتنا”، وأنّ القوات المسلحة “ستقوم بالتركيز على استهداف جبهة العدو الداخلية والوصول إلى العمق”.
وأكد امتلاك القوات المسلحة بنكاً للأهداف في فلسطين المحتلة، منها الأهداف العسكرية والأمنية الحساسة، وأنّها “ستمضي في ضرب تلك الأهداف رداً على مجازر العدو وجرائمه اليومية بحقّ إخواننا في قطاع غزة”.
من جانبه، كشف مصدر يمني، أنّ الطائرة المسيرة “يافا” التي استخدمتها القوات المسلحة اليمنية في استهداف “تل أبيب”، قد “جرى تطويرها بعد اعتراض دول عربية للأسلحة اليمنية التي كانت تستهدف أم الرشراش (إيلات)، أي بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023”.
وأضاف المصدر أنّ مخزون السلاح من هذا النوع من المسيرات “كبير جداً”، وأنّه “ليس السلاح الأخير”، مبيّناً أنّ “حديث الأميركي عن اعتراض طائرات غير دقيق”.
ولفت إلى أنّ العمليات العسكرية على يافا المحتلة “تتزامن مع عمليات بحرية، وفقاً للأهداف التي أعلنها الجيش اليمني”، مؤكّداً أنّ “كل العمليات لن تتوقف”، كما أشار إلى أنّ “بنك الأهداف في يافا متنوع ومتعدد ودقيق، إذ إنّها لن تكون آمنة بعد اليوم مطلقاً”، مضيفاً أنّ “العملية تعدّ نجاحاً عسكرياً متقدماً”.
وأوضح المصدر أنّ البيان العسكري اليمني “كشف الاستعداد التام لأي متغيرات”، مشدداً على أنّ العملية تأتي ضمن “خطوات تصعيدية لن يتم التراجع عنها”.
في هذا السياق، أكّد المصدر أنّ اليمن “ليس في وارده التأثر في عمليات مضادة”، وأنّه “مستمر في استهداف بنك الأهداف”.