مسؤول أممي: هناك مليونا قصة حزينة في غزة والأمم المتحدة باقية لمساعدة أهل القطاع
منسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، مهند هادي متحدثا للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
UN News منسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، مهند هادي متحدثا للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
17 تموز/يوليه 2024 المساعدات الإنسانية
“غزة قصة حزينة للجميع. هناك مليونا قصة حزينة. مشاهدة غزة في الأخبار أمر، ولكن الذهاب إلى هناك والاستماع إلى معاناة الناس أمر آخر تماما”، هذا ما قاله منسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، مهند هادي، خلال حديثه للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك اليوم الأربعاء.
وسلط المنسق الأممي الضوء على مسألة غياب النظام العام في غزة باعتبارها مصدر قلق. وتحدث عن زيارته الأخيرة إلى القطاع والتي التقى خلالها بمجموعات نسائية، مشيرا إلى أنه – وطوال مسيرته المهنية في الأمم المتحدة – لم يجر مناقشة مماثلة لتلكم التي أجراها مع المجموعات النسائية في غزة.
وقال هادي إن النساء تحدثن إليه بشأن الصعوبات اليومية التي يواجهنها في المخيمات وأولها انعدام الخصوصية ومقومات الكرامة. وأضاف قائلا: “أخبرنني قصصا كثيرة عن معاناتهن الشخصية، وأنهن قضين عدة أشهر بدون استحمام. يشكل الذهاب إلى الحمام تحديا بالنسبة لهن وأطفالهن. أخبرنني أنهن قصصن شعرهن نسبة لنقص مواد النظافة. لأنني من المنطقة وأتحدث اللغة (العربية) لذلك لم يكن هناك حاجز لغوي، وشعرن بما يكفي من الأمان للتحدث معي بشفافية”.
عائلة تتجمع في أحد مراكز الإيواء التابعة للأونروا في غزة.
Fadi/UNRWA
الابتعاد عن “حديث الشاحنات”
وشدد المسؤول الأممي على ضرورة الاستماع إلى الناس في غزة حيث قال: “لا يمكننا أن نفترض أننا نعرف ما يريده الناس كي نحققه لهم. نحن بحاجة إلى الاستماع إليهم – وخاصة الأشخاص الأكثر ضعفا من النساء والأطفال وكبار السن والأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لا يتحدث عنهم أحد”.
ودعا مهند هادي إلى الابتعاد عمّا وصفه بـ “حديث الشاحنات” عندما نتحدث عن أهل غزة، مؤكدا أننا نحتاج إلى التحدث عن الناس، وما يحتاجونه، وخاصة النساء والأطفال، مشيرا إلى أن قضية الحماية مهمة للغاية بالنسبة لأهل غزة. ومضى قائلا:
“هناك أكثر من 17,000 طفل غير مصحوب بذويهم في غزة، هؤلاء هم الأشخاص الذين نحتاج إلى الوصول إليهم، والسبب الذي يجعلني أقول إننا بحاجة إلى الابتعاد عن حديث الشاحنات هو أن قضايا مثل الحماية، ليس بالإمكان نقلها بالشحنات هناك حاجة إلى وجود موظفين على الأرض، ويجب أن تكون لديك وكالات متخصصة على الأرض للتأكد من معالجة مشكلات الحماية بشكل صحيح”.
أطفال ينتظرون في طوابير من أجل الحصول على الطعام في غزة.
© UNRWA
لا مكان آمنا في غزة
وفي سؤال حول ما إذا كان الناس في غزة لا يزالون يشعرون بالحماية تحت راية الأمم المتحدة، حيث قتل الكثير من الناس هناك أثناء لجوئهم إلى مدارس الأونروا التي تحولت إلى ملاجئ قال هادي:
“لا أعتقد أنني أول من يقول إنه لا يوجد مكان آمن في غزة. لقد اُستهدفت منطقة المواصي التي طُلب من الناس التحرك إليها. الناس في تنقل دائم وفي كل مرة يتلقون فيها أوامر الإخلاء يأخذون ما باستطاعتهم أخذه وينتقلون إلى مكان آخر”.
وأعرب مهند هادي عن أسفه إزاء وضع سكان غزة، متحدثا عن حال الناس الذين رآهم أثناء زيارته إلى القطاع وقد تقطعت بهم السبل في الطرقات بلا مأوى وأضاف: “قد يعتقد الناس أن هناك ملاجئ مناسبة، أبدا لا توجد سوى ملاجئ مهترئة يقضي الرجال والنساء جل يومهم في محاولة لإصلاحها وتغطيتها ببعض الأغطية البلاستيكية في محاولة لتوفير غطاء لهم أثناء الليل”.
التزام أممي بالبقاء والمساعدة
على الرغم من التحديات العديدة، أكد مهند هادي مجددا التزام الأمم المتحدة بالبقاء وتقديم المساعدات التي تمس الحاجة إليها في غزة وأضاف:
“هناك تحديات كثيرة – أمنية ولوجستية – وكل التحديات التي يمكنكم أن تتخيلوها موجودة، ولكننا مصممون على البقاء مع سكان غزة، دعونا لا ننسى أنه في غياب الحل السياسي فإن الحل الوحيد هو الحلول الإنسانية. بوصفنا عاملين في المجال الإنساني سنبقى هناك مع سكان غزة لدعمهم في تجاوز هذه الأزمة الصعبة، وبمجرد أن تنتهي الأزمة، نحن مصممون على البقاء معهم لمساعدتهم على إعادة بناء حياتهم وإعادة إعمار بلدهم. نحن موجودون هناك وهم يعرفوننا ويعرفون نوايانا. ونحن نعلم أنه عندما تكون في مجال إنقاذ الأرواح، فليس لديك خيارات كثيرة باستثناء إنقاذ الأرواح، وهذا ما نعتزم القيام به”.
“لا ينبغي أن تصبح الضفة الغربية غزة أخرى”
أجاب المنسق الأممي عن سؤال بشأن الوضع في الضفة الغربية، معربا عن قلقه البالغ إزاء تصاعد عنف المستوطنين. وأكد أنه لا ينبغي لنا أن “ننتظر كي تصبح الضفة الغربية غزة أخرى”. وأشار إلى زياراته إلى أكثر من مخيم للاجئين في طولكرم وأريحا، حيث قال:
“التقيت بالعديد من الأشخاص في مخيم طولكرم وزرت مدارس الأونروا وتحدثت مع العديد من الطالبات وقد أخبرنني عن معاناتهن اليومية، وصعوبة العيش في مخيم للاجئين، أخبرنني عن مشاعرهن عندما يأتي الجيش وعندما تكون هناك أنشطة عسكرية. أخبرنني عن قلقهن البالغ بشأن مستقبلهن وتعليمهن. من المؤلم للغاية سماع ما يشعرن به أثناء الليل قبيل الذهاب إلى المدرسة في الصباح”.