“لمين بتصوري..مين بيدور علينا..حسبي الله ونعم الوكيل في العرب قبل اليهود” بتلك الكلمات صرخت السيدة الفلسطينية المكلومة في سيدة أخرى كانت توثق مشاهد الدمار والهلاك في غزة، لتؤكد كم المرارة التي سكنت قلبها بعد الخذلان الذي تعرضت له.
فهل اعتاد العرب والمسلمون حكاما ومحكومين مشاهد إبادة إخوانهم في غزة؟
د. أحمد سالم أستاذ الفلسفة بجامعة طنطا يقول إن الناس اعتادوا مشاهد غزة كأنها لاتخص أحدا منهم.
ويضيف: “ما أصعب الأيام الحزينة وأثقلها على النفس.. نحن شركاء فيما يحدث كل يوم وليلة.. وسندفع جميعا ثمن الصمت والشراكة على ما يحدث.. لاتبقى للنفوس الحساسة العاجزة سوى رفقة الحزن والاكتئاب”.
ويخلص إلى أن مايحدث لنا فى المنطقة هو استحقاق لشعوب ماتت فيها النخوة وشعوب سوتها كرابيج الاستبداد وأماتت فيها الحياة والإنسانية.
واختتم داعيا: “اللهم انصرهم على من خذلهم وانصرهم على أعدائهم”.
من جهته تساءل الفنان المصري عمرو واكد: من كان يصدق أن قادة وحكام العرب سيتركون أهل فلسطين في غزة لكي تتم إبادتهم بهذا الشكل البشع طوال كل هذه الشهور دون أي محاولة لإنقاذهم وسيتركون من لم يُباد حتى يتضور جوعا، ومن لم يتضور جوعا إلى أن يموت بمرضه بدون عناية، ومن كان يصدق أيضا أن شعوب العرب ستترك هؤلاء الحكام يحكمونهم؟
مشاهد الإبادة الجماعية المتواصلة منذ أكثر من تسعة أشهر دعت الخبير التربوي د.سعيد إسماعيل الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس للتساؤل: عداء الكيان الصهيونى للعرب مفهوم، لكن غير المفهوم، هذا الصمت الرسمى العربى، مما له دلالة مفزعة حقا.
برأي السفير د.عبد الله الأشعل فإن نقطة البداية في صد الصهيونية هي الاعتراف بأن إسرائيل قد اخترقت معظم الدول العربية فنخر السوس في عظام العروبة، مشيرا إلى أن هذا يتطلب إعمال العقل لا انطلاق الغرائز الثورية العقيمة.
ويؤكد أن فجور إسرائيل في استباحة دماء الشعب الفلسطيني سببه تمكين واشنطن لإسرائيل من الدول العربية والاسلامية وتزويد إسرائيل بأسلحة الإبادة .
الأديب المصري عباس منصور تؤلمه مشاهد الإبادة في غزة ويؤكد أنه ليس من الضروري أن تكون “إخواني” أو “حمساوي” أو حتى “متدين إسلامي” كي تعادي الصهاينة وتدعم أهل غزة، بل يكفي أن تكون إنسانا.