بقلم : د. حازم قشوع
يحبس العالم أنفاسه بهذه الأوقات مع انعقاد مؤتمر الحزب الجمهورى اليوم، لما لهذا المؤتمر من أهمية بالغة إذ سينتقل دونالد ترامب كما هو متوقع من مرشح حزبي الى مرشح رئاسي، وهذا ما يضعه في حاضنه الحصانة ويجعله قريب من تحقيق حلم العودة للمكتب البيضاوي، وينتظر الشهر القادم لبيان منافسه من الحزب الديموقراطي الذي لم يحسم أوراقه بعد ما إذا كان الرئيس بايدن المرشح ام كاميلا هاريس أم تحدث المفاجأة و تقبل “ميشيل أوباما” عرض الدخول للسباق الرئاسي باعتبارها الورقة الرابحة للحزب الديموقراطي الذي ينعقد في اب بولاية الينوي شيكاغو التي تعتبر بيت القرار للرئيس السابق باراك أوباما.
حيث ينتظر أن ينتقل المرشحين بعد انعقاد المؤتمرين من التنافس الحزبي الى الترشح الرئاسي بهدف انتخاب اهم شخصيه نافذه فى العالم كونها ستسيطر على ناتج محلي يقدر 27 تريليون دولار وستحمل اكواد مشفره لإطلاق 4500 رأس نووي، وهى الشخصية القادرة على تحريك أسطول عسكري ضخم من 800 قاعده عسكريه بالعالم وهو الجيش الذى يتمتع بأعلى أنفاق عسكرى بالعالم ويقدم لحلفائه مساعدات تقدر ب 50 مليار دولار سنويا تذهب إلى 180 دولة في العالم، تلك هى الشخصية التى سيتم اختيارها من قبل مندوبين المجمع الانتخابي الذي يختار صاحب المقعد الرئاسي في المكتب البيضاوي.
وبين احمر جمهوري يعتبر يمين محافظ تقوم سياسته على احترام القيم كما يهتم برنامجه بالأسرة وشؤون الدولة وسيادة القانون ويعمل ضمن منهجية السوق الحر الاقتصادية يقوم الحزب الجمهوري برنامج عمله، وهو ما يجعل أعضائه يعقدون رباطهم على “الوطنية” لكنه يعمل على الصعيد الخارجي للاستحواذ على البترول والتحكم باقتصاديات العالم ويقوم باثارة الحروب المناطقية.
وآخر أزرق ديمقراطي يقوم على المساواة والليبرالية واحترام الأقليات ويعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية بواقع فرص العمل المتساوية، وهو ما يجعل من عقيد أبناءه الحزبية تقوم على “المواطنة”، أما على المستوى الخارجي فان سياسته تقوم على السيطرة والتحكم ويستخدم بذلك استراتيجية الهدم واعادة البناء لتكوين حالات جديده من المجتمعات لتبقى الدول الخارجية فى مضمونها ناميه ومستهلكه فى ذات السياق كما أنها غير منتجة فى المقاييس الصناعية.
خارطة الأزرق والأحمر هذه يمكن مشاهدتها بوضوح فى المجمع الانتخابى الذى عمره تجاوز (237) سنه، وهو يضم (538) مندوبا يشكلون حالة رأي مقرونه بقرار نتيجة تمثيلهم لكل الولايات التي من ينجح فيها يأخذ كل أصوات المجمع وليس نسبية تقوم على ما حصد من اصوات، وهذا ما تظهره نتائج الانتخابات عندما يحصل المرشح الرئاسي على عدد أصوات يفوق خصمه ومع ذلك يخسر السباق الرئاسي نتيجة عدم حصوله على غالبية أصوات المجمع الانتخابي.
وبحسب قراءة اكسيوس وهى قراءة صحيحة فإن الولايات جميعها كانت قد حسمت قرارها لصالح الحزبين ولم يبقى منها الا الولايات المتأرجحة والتي تعرف بال (swing state)، وهي اريزونا 11 مندوب وجورجيا 16 مندوب ميشيجان 16 مندوب ونيفادا 6 مندوبين وبنسلفانيا 20 مندوب و ويسكونسن 10 مندوبين، وهو ما يشير أن 79 مندوب فقط سيقررون مستقبل العالم من أصل 538 مندوب فى المجمع الانتخابي وهذا ما يعني أن 7% تقريبا سيقررون من هو الرئيس الأمريكي القادم للبيت الأبيض، وهذا ما جعل “دول خليجية” تشارك بطريقه مباشره لحسم اصوات هذه الولايات لان الصوت العربي والمسلم فيها يحدث الفارق وإن كان لا يشكل أكثرية لكنه يشكل بيضة القبان في هذه الولايات التي تعتبر حاسمة بالمقاييس الانتخابية.
مؤتمر الحزب الجمهورى الذى ينعقد اليوم في ميلووكي بولاية ويسكونسن التي تعتبر من الولايات المتأرجحة، ينعقد بعد يومين من أصابه مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب بطلق ناري الأمر الذى يجعل من اجواء المؤتمر تبدوا متعاطفه لدرجه كبيره مع دونالد الذي سيتحول يوم الخميس القادم الى مرشح رئاسي عندما يقبل ببيان ترشيح الحزب فى مؤتمر ضخم تم الإعداد له لهذه الغاية وفي ولاية تعتبر من الولايات المصيرية لحملته الرئاسية، وهذا ما يجعل الأنظار تتجه تجاه هذا المؤتمر الذي نتمنى أن ينعقد بسلام !!!