«إي آر 15.. البندقية التي قسمت الأمة».. هكذا وصفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، السلاح الذي استخدم لاستهداف الرئيس السابق دونالد ترمب.
وتقول الصحيفة عن تلك البندقية، إنها “تزدهر في أوقات التوتر والمأساة وهذا هو السبب الذي جعلها تهيمن على السوق ــ وتحتل مكانة كبيرة في نفوس الأمريكيين”.
ما هي بندقية AR-15؟ لم يكن من المفترض أن تكون من أكثر الأسلحة مبيعًا، تلك البندقية القوية التي صُممت في الأصل كبندقية للجنود في أواخر الخمسينيات.
بندقية إي آر 15
ووصفها تقرير داخلي صادر عن البنتاغون بأنها “سلاح رائع يتمتع بقوة فتك هائلة”، وسرعان ما أصبحت البندقية سلاحًا بارزا للقوات الأمريكية في حرب فيتنام.
هي بندقية نصف آلية، يمكن اقتناؤها بسهولة من المتاجر في الولايات المتحدة، والأداة المفضلة لمرتكبي جرائم القتل الجماعي.
تاريخها وتصميمها • تم تصميم AR-15 من قبل يوجين ستونر في الخمسينيات من القرن الماضي، وهي مستوحاة من بندقية AR-10 التي صممها هو نفسه.
• التصميم جاء بطلب من البنتاغون رغبة في الحصول على سلاح خفيف الوزن يضاهي البنادق السوفييتية مثل AK-47.
• تم تصنيعها لأول مرة من قبل شركة ArmaLite، ثم تم ترخيصها لاحقًا لشركات أخرى مثل Colt.
• تتكون البندقية من جزئين رئيسيين: المقبض السفلي والمجموعة العلوية.
• المقبض السفلي يضم آلية الزناد ومقبض المسدس والمخزن.
• المجموعة العلوية تضم ماسورة البندقية ومجموعة الترباس.
• تعمل البندقية بنظام التشغيل بالغاز المباشر، حيث يتم دفع الترباس إلى الخلف بواسطة غازات الوقود المتولدة من طلقة.
• تتميز بوجود العديد من الملحقات المتاحة مثل المناظير ومقابض الإمساك والمخازن ذات السعة الكبيرة.
في البداية كان قِلة من صناع الأسلحة رأوا أن النسخة شبه الآلية من البندقية ـ بماسورة مغطاة ومقبض مسدس ومخزن ذخيرة بارز ـ منتج مناسب للناس العاديين، ولم تكن تبدو مناسبة للصيد.
وبدا أنها مبالغ فيها للدفاع عن المنازل، وشكك المسؤولون التنفيذيون في صناعة الأسلحة في رغبة العديد من المشترين في إنفاق أموالهم على واحدة، وقامت أكبر المعارض التجارية في الصناعة باستبعادها من القائمة.
كيف تحولت لأيقونة؟ بدأ الجيش الأمريكي في استخدام البندقية أثناء حرب فيتنام، وفازت شركة كولت ـ التي استحوذت على حقوق براءة اختراع البندقية من شركة أرماليت ـ بعقد إنتاج البندقية التي غيرت اسمها لـ«إم 16» وهي النسخة العسكرية.
وقد قوبلت البندقية الجديدة بشكاوى من أنها كانت عرضة للتوقف، حتى في منتصف تبادل إطلاق النار، إلى أن قامت شركة كولت بتجديد تصميمها، وعلى الرغم من نجاحها المتباين، فقد نالت البندقية الجديدة ثقة القادة العسكريين.
بندقية إي آر 15
احتفظت شركة كولت بحقوق حصرية في النسخة المدنية شبه الآلية من البندقية حتى عام 1977، عندما انتهت صلاحية براءة الاختراع، بعد ذلك، أصبح بإمكان شركات تصنيع الأسلحة الأخرى تصنيع وبيع بنادق AR-15 الخاصة بها.
وظلت أغلب الشركات العاملة في صناعة الأسلحة حذرة بشأن إنتاج تلك البندقية حيث على مدى عقود من الزمان، كان يُنظَر إليها باعتبارها بندقية دخيلة على الثقافة الأمريكية، ثم جاءت هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001.
ومع إرسال الجيش الأمريكي للقتال في أفغانستان والعراق، سعى صناع الأسلحة إلى استغلال صور الجنود في مناطق الصراع وهم يرتدون ملابس تكتيكية ويحملون بنادق كاربين من طراز «إم 16» أصبح أفضل خيار للمدنيين هو شراء بندقية «إيه آر 15» المدنية.
وقال دوج بينتر، الرئيس السابق لمؤسسة الرماية الوطنية الرياضية، وهي مجموعة ضغط لصناعة الأسلحة النارية: “لم تكن هناك حملة إعلانية عرضية أفضل في التاريخ”.
تم الكشف عن أول بندقية AR-15 من إنتاج Smith & Wesson للجمهور في فبراير/شباط 2006 في المؤتمر السنوي الرائد للصناعة، Shot Show في لاس فيجاس، وقد أطلق عليها اسم M&P 15، وحققت نجاحا باهرا وسرعان ما اتبعت شركات صناعة الأسلحة الكبرى الأخرى خطى سميث آند ويسون.
وتشير أرقام الصناعة إلى أن بندقية «إي آر 15» هي الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة، في الوقت الحالي.
فوفقاً لبيانات استطلاعات الرأي الصادرة عن صحيفة واشنطن بوست وشركة إيبسوس، يمتلك نحو 1 من كل 20 بالغاً في الولايات المتحدة ــ أو نحو 16 مليون شخص ــ بندقية واحدة على الأقل من طراز إي آر 15.
وتنتج كل شركة كبرى لصناعة الأسلحة تقريبًا الآن نسختها الخاصة من هذا السلاح، ويهيمن السلاح على جدران ومواقع تجار الأسلحة على الإنترنت.
واكتسبت البندقية مكانة كبيرة في مخيلة الأمريكيين، وأصبحت صورتها تطبع على القمصان واللافتات، كما تستخدم كشارة على سترات عدد قليل من أعضاء الكونغرس المحافظين.
وفي فبراير/شباط، قدم أحد أعضاء الكونجرس الجمهوريين، وهو النائب باري مور من ولاية ألاباما، مشروع قانون لإعلان إي آر 15 «البندقية الوطنية لأمريكا».
الاستخدامات تُستخدم AR-15 لمجموعة متنوعة من الأغراض، بما في ذلك:
o الرماية: تُعد بندقية دقيقة للغاية، مما يجعلها خيارًا شائعًا للرماة التنافسيين.
o الصيد: تُستخدم لصيد مجموعة متنوعة من الحيوانات، بما في ذلك الغزلان والخنازير البرية.
o الدفاع عن النفس: يستخدمها بعض الأشخاص للدفاع عن النفس في المنازل.
o إنفاذ القانون: تستخدمها بعض وكالات إنفاذ القانون.
أنواعها وملحقاتها تأتي AR-15 في العديد من الأنواع والنماذج المختلفة، كل منها بخصائصها وميزاتها الفريدة، كما أن هناك العديد من الملحقات المتاحة لها، والتي يمكن استخدامها لتحسين الأداء أو المظهر أو الراحة.
o النموذج الأساسي: هو النموذج الأصلي لـ AR-15، وهو مصمم للاستخدام العام.
o كاربين: هو نموذج قصير وخفيف الوزن من AR-15، وهو مصمم للاستخدام في المساحات الضيقة.
o بندقية AR-10: هي نسخة من AR-15 ذات عيار أكبر، وهي مصممة للاستخدام مع ذخيرة أكثر قوة.
o مسدس AR: هو مسدس قصير مشتق من AR-15.
الملحقات تشمل: o المناظير: تستخدم لتحسين دقة التصويب.
o مقابض الإمساك: تُستخدم لتحسين الراحة عند الإمساك بالبندقية.
o مخازن ذات السعة الكبيرة: تسمح بحمل المزيد من الذخيرة.
o أجهزة كتم الصوت: تُستخدم لتقليل صوت إطلاق النار.
o مُثبتات الليزر: تُستخدم لتحديد الهدف.
حوادث إطلاق النار أصبحت البندقية رمزًا صارخًا لوباء العنف المسلح في البلاد، فقد استخدمت في 10 من أعنف 17 حادثة إطلاق نار جماعي في الولايات المتحدة منذ عام 2012.
ويؤكد مكتب التحقيقات الفيدرالي أن مبيعات البندقية تقفز أكثر مع كل عملية إطلاق نار في المدارس والحملات الرئاسية المثيرة للجدل.
وفي الوقت الحاضر، تقدر الصناعة أن هناك ما لا يقل عن 20 مليون بندقية مخزنة ومخبأة في جميع أنحاء البلاد.
وقد تم تصنيع أكثر من 13.7 مليون قطعة من هذه الأسلحة من قبل شركات تصنيع الأسلحة الأمريكية منذ مذبحة نيوتاون في أواخر عام 2012، حيث حققت هذه المبيعات إيرادات بلغت نحو 11 مليار دولار، وفقًا لتحليل أجرته صحيفة واشنطن بوست لتقديرات الصناعة حتى عام 2020، وهي أحدث البيانات المتاحة.
بعبارة أخرى، تم تصنيع ما لا يقل عن ثلثي هذه الأسلحة في العقد الماضي فقط.
ويقول أنصار بندقية “إي آر 15” إن شعبيتها تعكس شرعيتها كأداة للأشخاص الملتزمين بالقانون.
وقال المتحدث باسم الرابطة الوطنية للبنادق أندرو أرولاناندام: “يمتلك ملايين الأمريكيين هذا السلاح الناري بشكل قانوني – ويستخدمونه في مسابقات الرماية، ولأغراض ترفيهية، والصيد وحماية المنازل”.، فيما يقول آخرون أن هذه لم تكن الفكرة الأصلية وراء البندقية.