بقلم: د. حازم قشوع
اذا كانت الإدارة الامريكية جادة بوقف حرب غزة كما تدعي، وتريد انهاء الازمة ولا تريد إدارتها كما تقوم بذلك منذ اندلاع حرب غزة، وتعتبر نتنياهو هو المعطل لإبرام صفقة الهدنة الموصلة لسلام، فإن الجميع مطالب للذهاب لمدينة نيويورك حيث مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرار وفق البند السابع، الذي يسمح لمجلس الأمن باستخدام القوة لتنفيذ قراراته.
وهو الأمر الذي من شأنه أن يرفع الحرج عن بايدن وإدارته كونه سيمكن مجلس الأمن الدولي من وقف الحرب وليس الإدارة الأمريكية بذاتها، كما سيجيب على سؤال مفاده يقوم حول الجهة المسؤولة عن اليوم التالي للحرب، وهو القرار الذي سيسمح بحماية القطاع كما الضفة بقوات دولية بحيث تكون من مسؤوليتها المباشرة حماية حدود الطرفين ضمن القرارات الدولية، وهو الاقتراح الذى من شأنه أن يوقف أشكال التصعيد وينهى مناخات الحرب ويحدد حدود الحل الذي يضمن حل الدولتين الذي يؤمن به الرئيس بايدن كما دأب ليقول.
هذا اذا كانت ادارة بايدن تريد انهاء الازمة ولا تريد تدويرها و تأجيجها، حيث يُلزم وحسب مقتضيات حرب التعددية القطبية التي تخوضها فيمكنها فعل ذلك من باب البيت الأممي، لكن من الواضح انها لا تريد ذلك بل تريد تسييس هذه الحرب عبر سياسة الاستمرار بخفض وتيرة النيران احيانا واشعالها فى مرات أخرى، حتى تبقى المناطق المشتعلة تدور حول نفسها فتقوم بحرق الأدوات المستخدمة من بشر والآليات وبنيه تحتيه حتى تشكل مناطق طاردة للسكان غير مناسبه صحيا للعيش، وهو ما يقوم عليه الحال منذ دخول الولايات المتحدة بحرب التعددية القطبية في مناطق قتالها.
فقد كان يمكن للولايات المتحدة انهاء ازمة اوكرانيا بدخول كييف لحلف شمال الأطلسي لتحقيق الحماية المركزية لأوكرانيا، كما كان يمكن للولايات المتحدة فعل ذات الأمر للشعب الفلسطيني من باب قبول عضوية فلسطين فى الأمم المتحدة، وذلك بإرسال قوات دولية تفصل بين الجانبين وتضمن للشعب الفلسطيني حريته كما تضمن للشعب الاسرائيلي امانه.
لكن مقتضيات حرب التعددية القطبية لا تقتضي ذلك، وهذا ما جعل من أوكرانيا ساحة اقتتال اهلي للمذهب الاورثوذكسي ليقتل ذاته فى معركة روسيا أوكرانيا بمحض تصورات زيلنسكي الصهيونية التي تقوم على إشعال حرب “أهلية مذهبية” نيابة عن الناتو مقابل 40 مليار سنويا، تماما كما يفعل نتنياهو بصهيونيتة بواقع ذات المبلغ المقدر ب 27 مليار لتشكيل مناطق نفوذ شيعية واخرى سنية في منطقة المشرق العربي، وهذا ما يتم ترسيمه منذ بداية حرب غزة.
وهو ما يجعل الخلاف بائن بين الحقيقه والواقع تماما كما فعل ترامب بالتمثيلية “الهوليوودية” عندما راح ليرسم صورة لمسرحية هزيلة لا تنطلي على أحد من متابعيها عندما ذهب لمحاكاة حاله واقعيه ليست حقيقية ويرسم صورة الضحية المستهدفة على مقياس “كوشنير” صاحب الصفقه الروسيه للحسم كما يصف ذلك متابعين، والذي أخذ يطل برأسه لدعم ترامب عبر سيناريو مسرحي كان يستهدف كسب عواطف الشعب الأمريكي كما سيسمح بذات السياق من دخول نتنياهو للولايات المتحدة ضمن حماية إسرائيلية، وهو الواقع الذي حدث بحقيقة الأمر بعد قرار “الدولة العميقة” بإقصاء ترامب وبايدن من السباق الرئاسي، وهذا ما يسقط على نتنياهو بذات السياق الذى راح ليغتال قيادات القسام من دون إذن مؤسسه الجيش كما تؤكد الاستخلاصات !
تلك هي الصور والتصورات التى تؤكد على شاسع بون الفارق بين الحقيقه والواقع، كما تبين صورة المعنى من تصورات العبارة وتؤكد للمشاهد ان القراءه خير من الصوره وان المنطق هو السبيل الأمثل للوصول للحقيقة عبر منطوق الواقع !