بقلم: د. حازم قشوع
نجح الملك عبدالله بتحصين الجغرافيا السياسية الأردنية من اسقاطات التجاذبات الامريكيه الحمراء والزرقاء ومن حالة التدافع الإقليمية الإيرانية الخليجية ومن مهاترات جناح اليمين المتطرف الاسرائيلي وأطماعه التوسعية عندما استطاع “الملك” من جعل الاردن مركزا اقليميا لحلف شمال الأطلسي في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، مبددا بذلك كل الهواجس تجاه المنعطفات القادمة مهما حملت من تداعيات، وبهذا يكون الأردن قد حدد بوصلة اتجاهه من التجاذبات الدولية كما دخل للمرحلة القادمة وهو واثق الخطوة مهما حملت غيومها الملبدة من نتائج اثر الصراع المحتدم بالسباق الرئاسي وتداعياته “الترامبية”.
ويكون الملك عبدالله بذلك قد أجاب الجميع على السؤال الذى كان يدور بأذهان الكثير من المتابعين والسياسيين على حد سواء ماذا لو حصل ترامب على الورق الرئاسية ؟ وأعاد التحالف الثلاثي لتشكيل مثلث بين نتنياهو وترامب ! فكيف للأردن ان يتعامل مع هذه الظرفية ! لتأتي الإجابة من (ينس ستولتنبرغ) أمين عام حلف شمال الأطلسي باعتماد الأردن مركزا للناتو ودخوله مضمونا وليس بالشكل الدارج لحلف الشمال الأطلسي بعد لقاءات مكثفة أجراها الملك عبدالله بواشنطن كما فى اجتماعات (صن فالي) الاقتصادية ذات المضمون السياسي.
بتحصين الاردن بفضاء حلف الناتو يكون الأردن قد دخل الفترة القادمة بعد أن إستشرف افافها “بقوه زادت من قوته قوة” وقد حملت معها رسالة أمان للشعب الأردني كما للمنطقة ولقضية الاردن المركزية التي يؤمن بها الأردن كما حلف الناتو بضرورة حلها في إطار قرارات الشرعية الدولية، وقد برهن الملك عبر هذه الخطوة عن مدى النفوذ الملكي بالأوساط الدولية وجعلت من الاردن يشكل قلعة حصينه منيعة مهما حملت تداعياتها من نتائج قد يشكلها دخول ترامب للبيت الأبيض ببرنامجه الذي سبق وتحدثت عنه فى مقالتى السابقة التي حملت عنوان “بايدن للاستمرار وترامب للإقرار”.
وهى المرحلة التى ستكون مفصلية كما يتفق حولها جميع المتابعين، والتى ينتظر أن تقرر مصير تجاذبات التعددية القطبية بصورة الناتو “32 دولة” ومكانته المركزية بعد الحديث فى أروقة الحزب الجمهورى عن صفقة أمريكية روسية ينتظر أن تعيد خلط الأوراق من جديد على حساب الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو الذي احتفل بنشأته 75 باحتفالية تعبيريه فى البيت الأبيض جاءت بعد انتهاء اجتماعاته التي استمرت لقرابة أسبوع، وقد أبدت هواجسها من عودة ترامب للمكتب البيضاوي في ظل ملابسات الحالة الصحية للرئيس بايدن وعن اهلية ترشحه !
بهذا يكون الملك قد استثمر دخول الرئيس بايدن للمكتب البيضاوي باتفاقية عسكرية استراتيجية مع الولايات المتحدة جاءت منذ لحظة وصوله الرئيس بايدن لسدة الرئاسة، كما استطاع من تحقيق مظلة أخرى بعنوان شراكة مع حلف الناتو ليكون الاردن مركزا اقليميا مع انتهاء فترة رئاسته الأولى، هذا إضافة لمسألة زيادة المساعدات الأمريكية المعلنة للأردن التى وصلت لرقم قياسي تجاوز 2.2 مليار دولار، الأمر الذى يجعل الاردن “أمينا وامانا” وهى الجملة التى استخدامها الملك عبدالله فى خطابه فى اليوبيل الفضى عندما عاهد الأردنيين على ذلك ولقد “صدق الوعد”.